الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: وعود دولة الرئيس !!

قبل أيام أعلن د.مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء فى مؤتمر صحفي أنه سيتم قريبا تخفيض مديونية الدولة الي نسب غير مسبوقة قائلا بالنص : أن هذه النسب لم تحدث طوال الخمسين عاما الماضية !! .
إن ما ذكره دولة رئيس الوزراء فى حال تحققه سيكون بمثابة مفاجأة كبرى واحسبها خير بداية للعام الجديد وربما تكون أفضل تتويج لمسيرة د. مدبولى كرئيس للوزراء طوال ثمانى سنوات حقق خلالها العديد من الإنجازات رغم الظروف الصعبة التي تضمنتها تلك الفترة خاصة فيما يتعلق بجائحة كورونا ثم اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية واحتدام الصراع بين الكيان الصهيوني والأشقاء فى فلسطين وتحديدا فى أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ .
الشيء الجميل أو الخبر السعيد – إن صح التعبير – فإنه وفقا للمصادر الإعلامية والصحفية أن هذا الملف يعمل عليه رئيس الوزراء في سرية تامة منذ عدة شهور ، والأهم من ذلك فإن الإعلان عن تخفيض المديونية يعني خفض عجز الموازنة ومن ثم صدور قرارات لصالح المواطن مباشرة لأول مرة منذ سنوات طويلة ، وكلنا يذكر تصريحات دكتور مدبولى بأن بداية تحسن معيشة المواطن ستكون في عام 2026 ، ومن هذا المنطلق كلنا فى انتظار المؤتمر الصحفي العالمى والأهم الذي يعلن فيه دولة رئيس الوزراء وعوده ونتمنى أن نعيش اللحظة التى تتحقق فيها هذه الوعود وتصبح حقيقة نلمسها جميعا لا سيما المواطن البسيط الذي تحمل الكثير والكثير خلال الفترة الأخيرة وكان الداعم الأول لهذا البلد .
ويبقى السؤال المهم الآن كيف استطاعت الحكومة تحقيق ذلك فهل وجدت منجم دهب مثلآ سيسهم في هذا الخفض ،أم أن الحكومة كانت تعمل في ملف الاستثمار والصناعة طوال العامين الماضيين دون إعلان
وأنها حققت نجاحات ضخمة وجذبت استثمارات مليارية ؟!
وللإجابة على هذا السؤال المهم دعونا نستعرض عددا من أخبار الاستثمار و الصناعة يمكن من خلالها تفسير ما طرحه دكتور مصطفى مدبولى من وعود .
ولتكن البداية خبر إعلان 3 شركات صينية بنقل جزء من مصانعها إلى مصر باستثمارات 1.1 مليار دولار
وأبرز منتجاتها إطارات السيارات، غزول البوليستر، وحفاضات أطفال .
وكذلك بدأت مصر أولى خطوات توطين صناعة طلمبات الوقود والسولار والغاز الطبيعي بالتعاون مع شركة “هوفر” الأمريكية وذلك بإنشاء مصنع لانتاج الطلمبات داخل شركة السويس للبترول باستثمارات مبدئية 100 مليون جنيه.. ويهدف المصنع لتغطية 90% من احتياجات السوق المحلية ثم التصدير الى الخارج خلال 5 سنوات.
وفى سفاجا مصر تدخل رسميا نادى الدول التي تصنع وتصدر وحدات بحرية حيث افتتح الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أعمال تصنيع أول قاطرتين من طراز “عزم” مع تدشين أول سفينتين لصيد أعالي البحار .
وزير قطاع الأعمال العام شهد تسليم الدفعة الأولى من ميني باص(نصر ستار)من إنتاج شركة (النصر للسيارات) ، و تم إنتاج وحدات الميني باص «نصر ستار» داخل مصانع شركة النصر للسيارات، بالتعاون مع جنرال موتورز مصر، وبنسبة مكون محلي تتجاوز 70%.
تأتي هذه الخطوة بعد نحو عام من إعادة تشغيل الشركة عقب توقف استمر لأكثر من ١٥ عاما .
وافتتحت شركتا تويوتا تسوشو و”NYK” محطة قناة السويس للسيارات كأول محطة لوجستية متخصصة للسيارات الجاهزة في مصر، وذلك بالشراكة مع Africa Global Logistics (AGL) التي تمتلك 50% من المحطة ..وتقع المحطة في شرق بورسعيد على مساحة 21.2 هكتار، وتسع 2550 سيارة مع خطة للتوسع حتى 10,000 سيارة .
كما دخلت مصر عصر وقود الطيران الاخضر مع إطلاق مشروعات صناعية جديدة تعتمد على إعادة تدوير زيت الطعام المستخدم وتحويله إلى وقود طائرات صديق للبيئة بإجمالي استثمارات تصل إلى 1.03 مليار دولار بمشروعين عملاقين الأول استثمار أجنبي مباشر بمنطقة السخنة المتكاملة داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والثاني مشروع وطني تابع لقطاع البترول في محافظة الإسكندرية.
كذلك قرر تحالف استثمارى يضم وزارة النقل والقطاع الخاص وشركات أجنبية، ضخ استثمارات بقيمة تتجاوز 200 مليون دولار لإنشاء ترسانة جديدة لبناء وإصلاح السفن بالقرب من ميناء دمياط .
وتستهدف الترسانة الوصول بحجم نشاط القطاع إلى 500 مليون دولار خلال الخمس سنوات المقبلة، بدعم من توطين الصناعات المغذية، وتعزيز القدرة التصنيعية، وزيادة الطاقة الإنتاجية للمصانع .
وتم توقيع عقد انشاء مجمع البتروكيماويات بين هيئة قناة السويس وشركة أنكوراج بنظام الشراكة و يستهدف في المرحلة الأولى إنتاج البولي بروبيلين(PP) كمنتج رئيسي من خام البروبان، إلى جانب إنتاج الهيدروجين كمنتج ثانوي، باستثمارات تتجاوز 2 مليار دولار، على أن يتوسع المجمع في المرحلة الثانية بإنتاج منتجات بتروكيماوية أخرى، بالإضافة إلى إنشاء وحدات صناعية إضافية تكميلية ترتكز على التصدير والاستدامة بتكلفة تقديرية تبلغ 4.5 مليار دولار.
واعلنت شركة “جريفولز إيجيبت” لمشتقات البلازما الحصول على اعتماد الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA).كسادس دوله في العالم تمتلك هذه التقنية ، وبهذا أصبحت مصر أول مركز إقليمي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا يمتلك منصة متكاملة لتوطين صناعة مشتقات البلازما، تبدأ من مرحلة التجميع وصولاً إلى تصنيع المنتج الدوائي النهائي.
هذا بخلاف العديد من مصانع الصلب والمنسوجات والأقمشة التي غادرت تركيا وجاءت تستوطن مصر ، علاوة على الصناعية الضخمة للصين وروسيا وبولندا ودول اخري في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، التى ربما تكون وغيرها الكثير والكثير من المشروعات تحمل الإجابة على كيفية تحقيق الوعود التى قطعها دولة رئيس الوزراء على نفسه أمامنا، بل أمام العالم أجمع .