الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : الحرب على الداخل .. هى الأخطر

دعونا نتفق أننا نواجه حرباً شرسة لتدمير الداخل ربما تزيد عن تهديدات الخارج خاصة أن هناك أسباباً كثيرة تجعل الحرب على الداخل المصرى أكثر ضراوة من التهديدات الخارجية.. ربما خلفت الأزمة الاقتصادية التى نتجت عن تداعيات الصراعات الإقليمية والدولية آثاراً سلبية كما ان الاستباحة الإلكترونية وما نتج عن التطور التكنولوجى الهائل فى وسائل التواصل والاتصال بما يقدمه من أفكار وثقافات غريبة وممنهجة لتدمير العقول أو احتلالها ومحاولات ضرب الهوية والشخصية المصرية.
هذه الحرب تعتمد على الوقت خاصة فى ظل وسائل وأساليب وحملات متعددة أبرزها الآتي:
أولاً: مضامين ومحتوى وثقافات غريبة تبث بشكل متعمد وممنهج عبر وسائل التواصل الحديثة باستخدام التطور التكنولوجى الهائل وهو نوع من الاستعمار والاحتلال للعقول.. فنحن لانتحكم فى جهاز الموبايل الذى لا يتركه أبناءنا طوال الوقت لا نعرف ماذا يشاهدون وما هى الأفكار والثقافات التى يتعرضون لها وهل أثرت فى شخصيتهم والأخطر أن «الموبايل» والعالم المفتوح الذى عليه المواد والثقافات والمحتوى والمضامين بين يدى الصغار الذين تتشكل هويتهم ووعيهم ووجدانهم فى ظل انشغال الأسر بتوفير متطلبات ومستلزمات حياة تبدو صعبة فى ظل أزمة اقتصادية فرضتها ظروف إقليمية ودولية استثنائية فى الوقت الذى غابت فيه عن مؤسسات التربية بوصلة المسار الصحيح أو ربما «الحمل الثقيل» والحرب شرسة.. فالمدرسة والجامعة والمؤسسات الدينية ناهيك عن الأسر مازالت تبحث عن طريق تستطيع من خلاله مجابهة هذه الحرب من خلال رؤى وبرامج وأهداف واضحة ومحددة ربما توفر لها الإجراءات القادمة للحكومة والمتفائلة فى تخفيف معاناة المواطن وتحسين ظروفه المعيشية ورفع الروح المعنوية وفتح أبواب الأمل والتفاؤل البيئة المناسبة، لتصل هذه الرؤى والبرامج.. فدائماً أقول ان الوعى ينتعش والروح ترتفع والأمل يتعاظم عندما تبدأ الحياة تفتح أبواب التسيير وربما يستثمر المتحاملون والمغرضون والمتآمرون وأدوات وأبواق قوى الشر فى معاناة المواطن وظروفه المعيشية الصعبة لتزييف وعيه وتحريضه رغم انها ظروف فرضتها أزمات وصراعات خارجة عن إرادة الدولة.. فالدولة بالفعل والحقائق والواقع حققت معجزة اقتصادية ستؤدى إلى نمو اقتصادى مع ضرورة الوعى بمعنى التنمية وهى اكتساب مقومات ومهارات وأسباب التقدم.. مثل الإنسان بالضبط ينمو بشكل طبيعى لكن الفارق فى حجم المهارات الخاصة التى يكتسبها وتشكل شخصيته المهنية والإنسانية والعملية والدولة أنجزت ذلك حولت مصر إلى دولة الفرص الواعدة وفتحت آفاق التقدم الاقتصادى هيأت المقومات الأساسية لجذب الاستثمارت وإصلاح البنية التحتية فى كافة القطاعات وحققت نجاحات هائلة على مستوى الاقتصاد الكلى وهو ما يعزز سبل انعكاسها على حياة المواطن المعيشية فى القريب.. وهى النقطة المفصلية التى يركز عليها المتحاملون.. اجزم ويقيناً انه مجرد تخفيف المعاناة المعيشية عن المواطنين باتخاذ إجراءات وحزم اجتماعية برفع الأجور والمرتبات والمعاشات بمختلف أنواعها سوف تختلف الصورة تماماً فى وعى المواطن وتفاؤله وقدرته على استقبال برامج الوعي.. لكن هذا لم يمنع اصطفاف الشعب حول وطنه وقيادته وإدراكه للمخاطر والتحديات والتهديدات التى تواجه الوطن.. لذلك علينا اتخاذ أو التعجيل بهذه الإجراءات مع التفاعل المباشر وغير المباشر مع الغزو الثقافى والفكرى الذى يستهدف ضرب الهوية والشخصية المصرية.
ثانياً: معركة الداخل بالفعل هى أخطر من مخططات ومؤامرات وتهديدات الخارج.. فالدولة المصرية قوية وقادرة وصلبة.. عن أهمية الداخل ان الجزء المهم فى مواجهة تهديدات الخارج.. فلا شك ان اصطفاف الشعب حول وطنه فى مواجهة هذه التهديدات الخارجية يعد أقوى سلاح.. لذلك ضرورة الانتباه ان حملات الداخل الممنهجة والمستمرة من بعض الأصوات والأبواق المدفوعة تحاول زحزحة وعى المواطن وتشكيكه فى نجاحاته وإنجازاته وما حققه خلال السنوات الماضية ووأد الأمل والتفاؤل بداخله.. لذلك يحاولون التركيز على نقاط معينة مع تجاهل آلاف النجاحات خاصة فى ظل قوة وصلابة الدولة فى مواجهة تحديات وتهديدات الخارج.. كما ان النجاحات الاقتصادية والمؤشرات والأرقام والشهادات الدولية للاقتصاد المصرى يتم تجاهلها أو عدم ذكر الفارق بين ما كان قبل 2014 وما تعيشه مصر الآن من أمن واستقرار وتقدم ونجاح وفرص.. لذلك كما قلت من قبل ضرورة التركيز على مضامين ومحتوى يظهر أحوال مصر وظروفها الكارثية قبل 2014 أو كونها كانت على شفا الضياع والانهيار وما كان من فوضى وإرهاب وطوابير طويلة للحصول على احتياجات أساسية مثل البنزين والسولار والبوتاجاز وانقطاع شبه دائم للكهرباء وغياب الفرص وتجريف الرقعة الزراعية والتكدس والزحام والعشوائيات يتجاهلونه وكأن مصر كانت مثل سويسرا أو ألمانيا أو الصين فى اقتصادها وأوضاعها أو كانت دولة تعيش حياة طبيعية ولم تستهدف بمخططات الخراب والفوضى والتدمير والإسقاط.. لذلك أرى أن ظهور هؤلاء المتحاملين واجاملهم فى مصطلح المتحاملين مع افتراض غياب الموضوعية فقط دون أهداف أخرى لكن هل هؤلاء بما يملكونه من تعليم وثقافة وخبرات لا يدركون ما جرى على أرض الواقع.. نطلب فقط الانصاف والموضوعية لكنه فى النهاية ليس ظهور صدفة أو اعتباطا ولكن تصريحاتهم وكلامهم ومغالطاتهم مقصودة وأنا فى غنى عن ذكر الأهداف لكن الكثيرين يعرفونها.. لذلك كما قلت الحكومة مطالبة بكافة وسائلها بدحر هذه المغالطات.
ثالثاً: معركة الداخل أكثر خطورة لكن الجبهة الداخلية مستهدفة وتراهن عليها قوى الشر دون استعجال وعلى المدى البعيد.. لذلك تستخدم جميع الأساليب والوسائل والأدوات القذرة لاحداث تشوهات فى الشخصية المصرية.
رابعاً: ان من الغريب ان تتواصل حملات الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك ومحاولات هز ثقة المواطن وتحريضه رغم فشلها على مدار 13 عاماً لكن هذا الإصرار يعكس ان قوى الشر تراهن على أنها سوف تجد أوتخلق البيئة المناسبة للتأثير فى وعى المواطن.