الكاتب الصحفي عبدالرازق‭ ‬توفيق يكتب : الحكومة‭ ‬فى‭ ‬مرمى‭ ‬المتحاملين‭.. ‬أبواق‭ ‬نشر‭ ‬الإحباط‭ ‬والتحريض‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭.. ‬فلماذا‭ ‬التأخير؟

المعاناة‭ ‬ليست‭ ‬قاصرة‭ ‬فحسب‭ ‬على‭ ‬تداعيات‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

سن‭ ‬البعض‭ ‬السكاكين‭ ‬للحكومة‭ ‬وأنكروا‭ ‬أى‭ ‬نجاحات‭ ‬لها‭ ‬وساقوا‭ ‬الأسباب‭ ‬والمبررات‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم،‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬معيار‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬معاناة‭ ‬المواطن،‭ ‬وأن‭ ‬النجاح‭ ‬يعتمد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الانعكاس‭ ‬على‭ ‬المواطنين،‭ ‬سواء‭ ‬لأسباب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬وعدم‭ ‬رفع‭ ‬الأجور‭ ‬والمرتبات‭ ‬والمعاشات،‭ ‬وانخفاض‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن،‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬هؤلاء‭ ‬تجاهلوا‭ ‬عوامل‭ ‬واعتبارات‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬أدافع‭ ‬بل‭ ‬ربما‭ ‬ألمس‭ ‬معاناة‭ ‬المواطن‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬لكن‭ ‬جل‭ ‬ما‭ ‬أريده‭ ‬هو‭ ‬تناول‭ ‬الصورة‭ ‬بشكل‭ ‬شامل‭ ‬بانصاف‭ ‬وموضوعية،‭ ‬دون‭ ‬تهوين‭ ‬أو‭ ‬تهويل‭ ‬ودون‭ ‬ظلم‭ ‬أو‭ ‬إجحاف‭ ‬للحكومة،‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬لها،‭ ‬وعليها‭ ‬ما‭ ‬عليها‭ ‬فالذين‭ ‬يتهمون‭ ‬الحكومة‭ ‬بالفشل‭ ‬استنادًا‭ ‬على‭ ‬معيار‭ ‬ومقياس‭ ‬واحد،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬لم‭ ‬يشعر‭ ‬بأى‭ ‬تحسن،‭ ‬ويعيش‭ ‬معاناة‭ ‬قاسية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬والتضخم،‭ ‬وعدم‭ ‬رفع‭ ‬المرتبات‭ ‬والأجور‭ ‬والمعاشات‭ ‬وبالتالى‭ ‬انخفاض‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬ووجود‭ ‬معاناة‭ ‬قاسية،‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬اعتبارات‭ ‬وأسبابًا‭ ‬يتجاهلها‭ ‬المتحاملون‭ ‬على‭ ‬الحكومة،‭ ‬وهى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬ربما‭ ‬بدأت‭ ‬رحلة‭ ‬شاقة‭ ‬من‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والضرورى‭ ‬والحتمي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العلاج‭ ‬الناجع‭ ‬وهنا‭ ‬استشهد‭ ‬بحديث‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬معيط‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬السابق،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذى‭ ‬بصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولى‭ ‬وممثل‭ ‬المجموعة‭ ‬العربية‭ ‬حاليًا،‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬حلول‭ ‬قصيرة‭ ‬الأجل‭ ‬على‭ ‬طول‮»‬‭ ‬ونحن‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬العلاج‭ ‬وأننا‭ ‬فى‭ ‬نهايته‭ ‬والعلاج‭ ‬يحقق‭ ‬نتائج‭ ‬جيدة‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬المؤشرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الكلي،‭ ‬وارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادى‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬3‭ ‬٪‭ ‬والاحتياطى‭ ‬النقدى‭ ‬الأجنبى‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬وهناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬ايجابية‭ ‬بارتفاعه‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬وارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الصادرات،‭ ‬والاستثمارات‭ ‬بأرقام‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وأيضا‭ ‬وجود‭ ‬فرص‭ ‬اقتصادية‭ ‬واستثمارية‭ ‬واعدة،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فى‭ ‬قطاعات‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬عملاقة‭ ‬فى‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جميع‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬وفى‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬وإنجازات‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬والموانيء،‭ ‬وعودة‭ ‬الاستقرار‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬سيؤدى‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬المعدلات‭ ‬الطبيعية‭ ‬لإيرادات‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬التى‭ ‬فقدت‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬عامى‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ووجود‭ ‬توترات‭ ‬فى‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭.‬
الدكتور‭ ‬معيط‭ ‬بشر‭ ‬المواطنين‭ ‬بأنهم‭ ‬سيبدأون‭ ‬فى‭ ‬الشعور‭ ‬بالتحسن‭ ‬فى‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬والإحساس‭ ‬بالتحسن‭ ‬فى‭ ‬دخولهم‭ ‬ومرتباتهم‭ ‬فى‭ ‬مارس‭ ‬القادم‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬تمثل‭ ‬الإطار‭ ‬الزمنى‭ ‬المتوقع‭ ‬لنهاية‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬فى‭ ‬ظنى‭ ‬أن‭ ‬حديث‭ ‬الدكتور‭ ‬معيط‭ ‬هو‭ ‬الخطاب‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬للناس‭ ‬بث‭ ‬روح‭ ‬التفاؤل‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬تكثر‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬للمواطنين‭ ‬ولا‭ ‬نكتفى‭ ‬بعناوين‭ ‬مقتضبة‭ ‬ولكن‭ ‬تروِّج‭ ‬الاخبار‭ ‬السارة‭ ‬والبشائر‭ ‬المستندة‭ ‬إلى‭ ‬حقائق‭ ‬وواقع‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬المتحاملون‭ ‬على‭ ‬الحكومة،‭ ‬وهنا‭ ‬أنا‭ ‬لست‭ ‬فى‭ ‬موقع‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أرصده‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وربما‭ ‬لا‭ ‬يقيمه‭ ‬الذين‭ ‬يسنون‭ ‬السكاكين‭ ‬للحكومة،‭ ‬وهنا‭ ‬فنحن‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬المعاناة‭ ‬وهى‭ ‬ليست‭ ‬قاصرة‭ ‬فحسب‭ ‬على‭ ‬تداعيات‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬ولكن‭ ‬صدمات‭ ‬وأزمات‭ ‬مفاجئة،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فى‭ ‬الحسبان‭ ‬مثل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التى‭ ‬هزت‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمى‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬أثرت‭ ‬والقت‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬ثم‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬الصعبة‭ ‬على‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتوريد،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬ثم‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ممثلة‭ ‬فى‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيونى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬واتساع‭ ‬نطاقة‭ ‬وجبهاته‭ ‬وامتداداته‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وباب‭ ‬المندب،‭ ‬ولبنان،‭ ‬واليمن‭ ‬وإيران،‭ ‬وحجم‭ ‬الضغوط‭ ‬الهائلة‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬والتزاماتها‭ ‬تجاه‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬استقبال‭ ‬مصر‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬لـ10‭ ‬ملايين‭ ‬لاجيء‭ ‬تعتبرهم‭ ‬ضيوفًا‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬بلادهم‭ ‬من‭ ‬اضطرابات‭ ‬وحروب‭ ‬أهلية،‭ ‬وإرهاب‭ ‬وفوضى‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬له‭ ‬فواتير‭ ‬وتكلفة‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬والسلع‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعارها‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى،‭ ‬واستقبال‭ ‬الأشقاء‭ ‬واجب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التخلى‭ ‬عنه‭.‬
دعونا‭ ‬نتفق‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬وحروب‭ ‬وتوترات،‭ ‬وحرائق‭ ‬ومخططات‭ ‬تستهدف‭ ‬مصر‭ ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬وحدودها‭ ‬وأراضيها،‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الإستراتيجية،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬حديثى‭ ‬أو‭ ‬كلامى‭ ‬ولكنه‭ ‬الواقع،‭ ‬ورؤى‭ ‬المحللين،‭ ‬والإستراتيجيين،‭ ‬وما‭ ‬كشفته‭ ‬الحقائق‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المسئولين‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬الأزمات،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬استهداف‭ ‬مباشر‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يدور‭ ‬من‭ ‬مؤامرة‭ ‬على‭ ‬السودان‭ ‬والهدف‭ ‬مصر،‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬ليبيا‭ ‬والهدف‭ ‬مصر،‭ ‬وإرباك‭ ‬أمنها‭ ‬القومي،‭ ‬ومحاولات‭ ‬النفاذ‭ ‬إلى‭ ‬الداخل‭ ‬منها‭.. ‬والسؤال‭ ‬المهم‭ ‬الذى‭ ‬اطرحه‭ ‬على‭ ‬المتحاملين‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬أو‭ ‬الدولة‭ ‬وأؤكد‭ ‬اننى‭ ‬لست‭ ‬فى‭ ‬موقع‭ ‬الدفاع‭ ‬الحكومة،‭ ‬لكننى‭ ‬سأطرح‭ ‬هذه‭ ‬التساؤلات،‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬تكلفة‭ ‬حماية‭ ‬وتأمين‭ ‬الحدود‭.‬
ماذا‭ ‬عن‭ ‬تكلفة‭ ‬وفواتير‭ ‬رفع‭ ‬معدلات‭ ‬الجاهزية‭ ‬واليقظة‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬ميزانيات‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والردع‭ ‬اللازم‭ ‬لحماية‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وأمنها‭ ‬القومي،‭ ‬ووقايتها‭ ‬من‭ ‬المخططات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬وحمايته‭ ‬والتواجد‭ ‬فى‭ ‬امتدادات‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصري،‭ ‬وأيضا،‭ ‬تأمين‭ ‬وحماية‭ ‬المقدرات‭ ‬الوجودية،‭ ‬والسؤال‭ ‬من‭ ‬يبلغ‭ ‬ثمن‭ ‬وتكلفة‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬شعور‭ ‬الشعب،‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬اختراق‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬وحدودها،‭ ‬وانتهاك‭ ‬سيادتها‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬المخططات‭ ‬عليها،‭ ‬أليست‭ ‬تكلفة‭ ‬بناء‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬أمر‭ ‬حتمى‭ ‬ووجودي،‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يضع‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتحاملون‭ ‬فى‭ ‬اعتبارهم‭ ‬
ما‭ ‬يواجه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬نجاح‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬دحر‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬وأحكام‭ ‬القبضة‭ ‬على‭ ‬الحدود،‭ ‬الملتهبة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬اتجاه،‭ ‬وإجهاض‭ ‬المخططات‭ ‬والمؤامرات،‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬مخطط‭ ‬التهجير‭.‬

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.