عبد الناصر البنا يكتب : أبو السيد .. عندما تَعشق المهنة !!

عبد الناصر البنا

هذا المقال ليس الهدف منه عمل دعاية أو بروبجندا لـ ” أبو السيد ” الذى لا أعرفه ولا يعرفنى ولا تربطنى به أية صلة قرابه أو صداقه لا من قريب أو بعيد ، وإنما هو حب المهنة الذى أوصل شاب عنده طموح غير محدود لتتخطى شهرة منتجة المحلية إلى العالمية ليصبح إسم ” أبو السيد ” فى مركز الصدارة بالأسواق العالمية يحمل إسم ” صنع فى مصر ” !!

البداية كانت مكالمة من إبنى يطلب فيها شراء تونه من نوع خاص إسمه ” أبو السيد ” إعتقدت فى البداية أنه يمزح معى كعادته ، بادرته بالقول : إنت بتتكلم جد ، فأكد لى على جدية كلامه ،

وبالفعل توجهت إلى المكان الذى حدده فى ” كارفور” لأجد قسم خاص يحمل إسم هذا المنتج المغلف بطريقة فاخرة جدا ، والمفاجأة بالنسبة لى عندما قرأت على العلبة Made in Egypt كانت فرحتى غامرة بجودة المنتج من حيث الظاهر وإزدادات فرحتى بالمذاق المختلف .

فى سياق الحوار الذى دار بيننا حول هذا المنتج تحديدا أكد لى أنه من عشاق التونه ، وأن التونه أنواع كثيرة منها التونه المصنعة من سمكة ” سكيب جاك ” و” التونه البيضاء ” وهى سمكة متوفرة فى أعالى البحار ويتم إستيراد تلك المنتجات من تايلاند ودول شرق آسيا ، وللأسف كلها منتجات سيئة السمعة لأن أسماك التونة فى هذه المناطق عادة ماتكون مشبعة بالزئبق والمواد الملوثة .

أما تونة ” أبو السيد ” التى يتم تصنيعها فى مصر وتحديدا فى مصنع ” بورسعيد ستار ” المقام على مساحة 10 آلاف متر مربع فى مدينة بورسعيد ، وهو المصنع الفريد من نوعة فى العالم ، والذى بنى على أحدث التقنيات فى العالم بالخبرة الهولندية ، فهى تصنع من سمكة تونه الـ ” بلو ـ فين ” أى الزعنفة الزرقاء ، وهى نوع من التونة موجود فى البحر المتوسط ، وهى تعد من أجود أنواع أسماك التونه فى العالم .

إعتزاز إبنى الشديد بهذا المنتج دفعه للتأكيد على صدق كلامه بأن نشاهد معا حلقة من برنامج ( الكونتينر ) تحكى

قصة نجاح هذا الرجل ، وكيف بدأ من محل صغير لبيع الأسماك الطازجة فى مرحلة مبكرة من عمره حتى قبل أن

يستخرج بطاقته الشخصية إلى صاحب أكبر مصنع فى العالم لإنتاج التونه والرنجه ومنتجات أخرى عديدة تخطت الـ 50

منتجا ، ويتم تصديرها إلى أغلب دول العالم وتحمل إسم ” صنع فى مصر ”

قصة نجاح هذا الرجل أعتبرتها قصة ملهمة بالنسبة لى أنا شخصيا ، رجل بورسعيدى فى الخمسينات من عمره

مولود فى زفتى بالغربية أيام التهجير عنده طموح عير محدود ، يتحدث بنوع من الثقة والتحدى الغريب والعجيب الذى

يدفعك إلى إحترامه ، يتحدث بلغة الواثق من نفسه ، لم بعتمد على دعاية أو شو إعلامى فى الترويج لمنتجه ، وإنما

هو يراهن على ” جودة ” المنتج الذى ينافس به العالم ،

ضحكت عندما سأله الفنان أحمد داوود مقدم البرنامج عن السر فى إختيار إسم ” أبو السيد ” وجاءت إجابته عفوية

أمى هى التى إختارت لى الإسم وقالت إنت “سيد ” يبقى تسمى المصنع أبو السيد .. وعليها .

عندما تحدث أبو السيد لـ البرنامج بصيغة ” أفعل” فى قوله : أكبر ، أعظم ، أجود لم يكن كلاما فيه قعقعة جوفاء وإنما

كان كلاما مؤكد بالدليل والحجة والبرهان ، فهو يمتلك أكبر فرن فى العالم لتدخين التونه ، وللحفاظ على جودة المنتج

ونفاذه للأسواق العالمية

هو يختار نوع محدد من سمكة تونه الـ ” بلو ـ فين ” سبق الإشارة إليه ويستورد نشارة الخشب من ألمانيا ثم ينزع

النيكوتين منها ، حتى الملح المستخدم فى الصناعة يتم معالجته بطريقة معينه بحيث لايوثر على جودة المنتج الذى

يتم تصديره لـ” إنجلترا ـ هولندا ـ روسيا ـ وإلى خمس ولايات فى أمريكا ـ ودبى ـ والبحرين ـ ودول الخليج ” .

مصنع ” أبو السيد ” ينتج 50 طن من الأسماك يوميا إنتاج مصرى 100% ، وهو يؤكد فى حديثه أن التونه المصنعة لديه

هى من سمكة تونه الـ ” بلو ـ فين ” ولايتعدى إنتاج التونة الـ 25% من وزن السمكة ، والمفاجأة أن المتبقى منها هو

الأهم بالنسبه له لانه يستخرج منه ” زيت التونه أوميجا ــ ثرى ، وبروتين التونه ، وسماد السمك ” ، وأكد أن العبوات

التى يستخدمها ومنها الأكياس التى تلامس المنتج من الداخل يحرص على أن تكون حاصلة على ” شهادة سلامة

الغذاء ” .

وهذا الحرص الشديد نابع من شخصية بسيطة عفوية ، شخصية أكدت على أن النجاح لا يأتى من فراغ أو من ضربة

حظ أو من خلال واسطة أو محسوبية ، وإنما يأتى إعتمادا على أن ” السلعة الجيدة ” تطرد ” السلعة الرديئة ” وفقا

لقوى العرض والطلب فى السوق .

شكرا للبورسعيدى المصرى الأصيل الجدع ، الذى تحمل منتجاته ” صنع فى مصر ” والذى إستطاع أن يرفع إسم مصر

عاليا فى المحافل الدولية ، بدون دعاية أو بروبجندا اعلامية ، وظل مراهنا على جودة منتجاته لكى ييقى إسم ” أبو

السيد ” طعم ومذاق لمنتج مختلف عن أى منتج آخر .. تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.