الكاتبة الصحفيةحنان خيرى تكتب : الكلمة بين الداء.. والدواء

عندما نسمع خبر إصابة إنسان بطلق نارى فى صدره ننزعج ونتألم ونكون على يقين بأن الفاعل شخصية مريضة وغير سوية، وهكذا علينا أن نعرف أن الكلمة السيئة كالرصاصة عندما تنطلق تقتحم القلب لتصيبه وتمزق النفس وتدمر الفكر
لذلك لابد من تقدير قيمة الكلمة والتفكير فى تأثيرها وتحميل المتحدث مسؤلية ما يقول وخاصة الإعلاميين وأصحاب الأقلام ، وهكذا كل مسئول على كافة المستويات والمجالات وصولا إلى الأسرة التى تبنى المجتمع وتضع ملامحه وتنظم سلوكياته،
كذلك لابد أن نتوقف امام الكلمة ونبحث عن آثارها .. فالكلمة نور جميل يهدي ويبني ويدعم العلاقات والروابط الاجتماعية والإنسانية وتغذي النفوس بالشفافية والقلوب بالصدق وتنظم العقول وترتب الأفكار،
ولكن بعض الكلمات السيئة الظالمة تكون داء مؤذى يدفن مشاعرالإنسان فتكون “قبور” مظلمة تنهى العلاقات وتمزق المشاعر وتدفن الروابط وتشوة الحقائق، وبالتالى تكون الأحداث حولنا مغلوطة خاطئة .. فالكلمات التى نطقت بها الألسنة مشوهة وكاذبة، فجحود الكلمة يعنى الكذب على الرغم أن الشخص يعلم أنه حق ومع ذلك يتعمد التجاهل والإنكار وعدم الاعتراف بالفضل ويستمر فى الظلم والعناد ويتجاهل الحقيقة ولا يظهر أى امتنان ويكون ناكرا للجميل.
الكلمة قد تكون داء يصيبنا و نتألم منه.. أو دواء يعالج نفوسنا ويشفي قلوبنا ويدعم عقولنا.
فمسؤلية الإنسان عن كلامه تكون مفتاح الخير والشر.. الحب والكراهية.. التواصل والإنفصال.. الصدق والكذب.. الرحمة والعنف.. الجحود والحنان.. الظلم والعدل.. كل هذه المعانى مفتاحها كلمة واحدة تجعل العلاقات والمجتمع والأسرة بين الجنة والنار.. السعادة والحزن.. الصدق والكذب.
فعلى كل من يحمل مسؤلية الكلمة من كتاب أن يهتموا بمصداقية وآداب واحترام الرأى بالكلمة المهذبة الهادئة الهادفة بالخير.. فثقافة التعبير باختيار الكلمة بمعانيها البعيدة عن التجريح ضرورية للحفاظ على هويتنا الإنسانية، الكلمة نور يضئ النفوس والقلوب وينظم العقول وتنهى الحيرة والظلم وتبني الأمل وتصلح الحال، فالكلمة ليست مجرد صوت إنسان بل هى أمانة فى عنق قائلها وتقع على عاتقه.
الخلاصة.. من المؤكد سنتعلم شئنا أم أبينا ، ولن نتعافى دون أن نخطئ ولن نحب دون أن نفقد.. فلابد أن لانعطى أحد أكثر من قيمته لأننا تعلمنا الكثير.. فالحكمة والتوازن فى التعبير ضرورية.. اما القوة فى الكلمات فهى تفتقر إلى مهارات التواصل الفعال وبناء علاقات إيجابية.. ومن ثم الاختلاف وحل النزاعات يتطلب الذكاء والاحتواء فى اختيار الكلمة التى تكون دواء للنفوس تشفيها وللقلوب تطمئنها وللافكار ترتبها وتصححها.. ولا تكون داء يبعث بالحزن والهم والغم والألم النفسي والذهني.
حفظ الله الإنسانية من الجحود والظلم والغدر والجهل بالكلمة المؤذية.