الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : “سرت ـ الجفرة” .. ”مياه النيل” .. ”التهجير ” .. إلي السودان
الخطوط الحمراء.. سلاح مصر المرعب

تعددت الخطوط المصرية الحمراء، والنتائج مضمونة لا أحد يقترب منها أو حتى يجرؤ، لكننا نكتب ونتحدث كثيراً عن قوة هذه الخطوط وفاعليتها فى تحقق الأهداف المصرية وردع كل من يفكر فى تهديد أمن مصر القومى أو الاعتداء على أراضيها، أو محاولات فرض أمر واقع أو خلق تهديدات بالقرب من حدودها، وفى امتدادات ونطاقه أمنها القومي، لكننا لا نتحدث عن أسرار القوة، وأسباب فاعلية هذه الخطوط الحمراء الحاسمة، ولسنا ببعيد عن الخط الأحمر الذى رسمه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ليبيا «سرت ـ الجفرة»، أو فيما يرتبط بمياه النيل وحصة مصر، إللى عاوز يجرب يجرب أو فى الصومال، أو فى أخطر الملفات والتهديدات فى فلسطين، وعلى مدار عامين متواصلين لم تنجح إسرائيل فى تنفيذ مخططها وأوهامها التى حشدت لها ودعمتها أكبر قوة فى العالم هى الولايات المتحدة بالمال والسلاح والحماية السياسية والدبلوماسية بل والمطالب المباشرة، والحماية من العقاب كل ذلك مع سيل هائل من الضغوط والإغراءات، تحطم على صخرة وصلابة الخطوط الحمراء المصرية، عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى بشكل واضح وحاسم لا تصفية للقضية الفلسطينية لا تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة ولا مساس بالأمن القومى المصرى وهو أمر لا تهاون ولا تفريط فيه، وأن مخطط التهجير لم ولن يحدث، حسمها الرئيس السيسى مبكرا وأجهض مخطط التهجير، وأعلنها مراراً وتكراراً التهجير «خط أحمر»، ولعل ما أعلنه يوسى كوهين مدير الموساد السابق أن الرئيس السيسى هو من تصدى بقوة وأحبط مخطط تهجير الفلسطينيين.. لا شك أن القضية والحقوق الفلسطينية المشروعة هى قضية القضايا بالنسبة لمصر، ومهما كانت التحديات والتهديدات، والضغوط والإغراءات مصر لن تتنازل أو تفرط فى القضية الفلسطينية وهى جزء من أمن مصر القومي، ومنذ أيام استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، وأصدرت مصر ثلاثة خطوط حمراء جديدة فيما يتعلق بما يحدث فى السودان الذى يتعرض لمؤامرة شيطانية مدعومة خارجيا تستهدف تقسيم هذا البلد الشقيق الذى يرتبط بمصر على اصعدة ومستويات كثيرة تاريخيا وجغرافيا وهناك ارتباط وثيق ومباشر بين الأمن القومى المصري، والسودانى وعلاقات إستراتيجية ووجودية وقواسم مشتركة شديدة الخصوصية، لذلك لم ولن تسكت أو تصمت مصر على ما يدور فى السودان ويستهدف تقسيمها واسقاط مؤسسات الدولة السودانية والعبث بمقدرات شعبها.
الخطوط المصرية الحمراء تجاه السودان ثلاثة، تعكس المصير الواحد، وأن الجار الجنوبى ليس مجرد جار تربطنا به حدود أكثر من ألف كيلو متر، ولكن يربطنا به تاريخ وجغرافيا ومياه النيل التى تجرى فى دماء الشعبين وهناك أمر بديهى لا يحتمل الجدل أن ما يجرى فى جميع ربوع المنطقة، خاصة السودان وليبيا وفلسطين، وحوض النيل، يستهدف مصر بشكل مباشر، من محاولات التطويق والتركيع والابتزاز والاشغال وإرباك لأمنها القومي، لذلك أعلنت مصر، بوضوح وحسم وبحديث واضح لا يحتاج إلى تحليل أو تفسير خطوطها الحمراء فى السودان وهو ما يعنى أن الأمر وصل إلى مرحلة الحسم قالت مصر هناك خطوط حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها باعتبار أن ذلك يمس الأمن القومى المصرى الذى يرتبط ارتباطاً مباشراً بالأمن القومى السوداني، من هنا رسمت مصر خطوطها الحمراء.
> الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته ومقدرات شعبه وأن ذلك أحد أهم هذه الخطوط الحمراء وعدم السماح بانفصال أى جزء من أراضى السودان.
> الرفض القاطع لإنشاء أى كيانات موازية أو الاعتراف بها باعتبار ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه.
> الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بهذه المؤسسات هو خط أحمر آخر لمصر.. لم تكتف مصر برسم الخطوط الحمراء، ولكنها وضعت إلى جوارها، رسالة واضحة وحاسمة، فإنها تؤكد على حقها الكامل فى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة التى يكفلها القانون الدولى واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين الشقيقين لضمان عدم المساس بالخطوط الحمراء أو تجاوزها.
خطوط مصرالحمراء، تعنى أعلى سنام القوة والقدرة والردع، ونتاج وحصاد ٢١ عاما من الرؤية الإستراتيجية الشاملة التى وعت وتوقعت واستشرفت مستقبل المنطقة وما سيدور فيها من مخططات ومؤامرات لذلك من حسن اقدار هذا الوطن، أن منحه المولى عز وجل قيادة وطنية استثنائية وتاريخية، تتمتع بالحكمة والرؤية والإرادة لذلك من أهم أسباب نجاح خطوط مصر الحمراء فى تحقيق الأهداف الإستراتيجية، والنصر دون اطلاق رصاصة، أن مصر شيدت وبثت قوة ومقدرة ومنظومة ردع مرعبة قادرة على الوصول إلى أى تهديد فى أى مكان، وقدرة فائقة على تأمين الحدود المصرية فى جميع الاتجاهات الإستراتيجية، وتدمير لأى قوة تفكر فى الاعتداء والعدوان على مصر وسيادتها ومقدراتها، ولعل القرار التاريخى الذى اتخذه الرئيس السيسى قبل 12 عاما بتطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم صمام الأمان لحماية مصر وشعبها وأمنها القومى وتزويدة بأحدث منظومات التسليح وفقا لأهداف ورؤية إستراتيجية، رصدت التحديات والتهديدات والمخاطر واختيار التسليح المناسب، لمجابهة هذه التهديدات والوصول إليها وبناء منظومة الردع المصرية إيماناً بأن القوة تحمى السلام وتمنع العدوان، وأن العفى محدش بياكل لقمته، وأن من يمتلك جيشاً وطنيا قويا، يملك أمنا واستقرارا لذلك ورغم خطورة التهديدات والمخططات والمؤامرات التى تواجه مصر على مدار أكثر من 12 عاما إلا أنها انتصرت وفرضت إرادتها ولم تمس أراضيها نار، ولم تشتعل فيها الحرائق بفضل الله وقوة جيش مصر العظيم ووصوله لأعلى درجات الكفاءة والاستعداد والجاهزية وهو أقوى جيوش المنطقة وأحد أقوى جيوش العالم وبالتالى خطوط مصر الحمراء لم تأت صدفة، ولديها من يحميها وبجدارة وقوة بل وينفذها ويجعلها على أرض الواقع، رغم أن الجيش المصري، وطنى شريف يحمى الأرض ويدافع عن الوطن، ولا يهجم ولا يعتدى على أحد، لكن عندما تهدد حدودنا أو تمس سيادتنا أو يتعرض أمننا القومى للخطر هناك تستبق قوة الجيش المصرى لهذا التهديد وتقوم بتدميره ولا يمكن لمصر أن تسمح بوجود تهديدات فى دوائر أمنها القومى وامتداداته والسودان أمن قومى مباشر بالنسبة لمصر، كما أن قوة الخطوط الحمراء المصرية ونجاحها وحسمها تستند إلى قوى شعب فى منتهى الوعى وعلى قلب رجل واحد، ووطن استعاد دوره وثقله ومكانته الإقليمية والعالم بات يعرف جيدا قدر وقوة الدولة المصرية التى تتعاظم وتتنامى وهى قدرة شاملة ومؤثرة تستطيع أن تفرض إرادة الوطن، وتحمى خطوطه الحمراء، وتجهض المخططات والمؤامرات بل وتقود المنطقة، وما تعيشه مصر هو إستراتيجية عبقرية لمصر ـ السيسى تحتاج إلى نقاشات وندوات لدراسة أسباب قوة وفاعلية خطوط مصر الحمراء، كما أن حكمة وشرف القيادة الأساس والقاعدة التى انطلقت منها قوة هذا الوطن وخطوطه الحمراء، فالصبر الإستراتيجى تعقبه عاصفة لاتتحملها قوى الشر.
تحيا مصر