المستشار عبدالعزيز مكي يكتب :حاسب جليسك .. ولا تحاسب رئيسك

قيادة الأمم ليست بالأمر اليسير ، سيما في الوقت الصعب والظرف العسير ، إنما هي تحتاج إلى عصف الذهن وعقول ملهمة وعلم وسعه نتاج خبرات متراكمة واسعة وعمل وريادة خلال سنوات طوال وشمم وحال مع الله ونيات مخلصة ووفاء زهاد في زخرف الحياة وحزم ممدود في موضعه بغير حدود وحلم وهوادة لمدة إن يسمح الظرف ، وآمال تقصف المحال دون شطط خبيث ، وأجناد وعدة وعتاد وحدود وحبل طويل من مسد وتضحية بالنفس والنفيس وخطط لعقود أجناس في القوة والنماء ولا بأس من إشراك أهل الإختصاص دون الإغراق في التنظير وعراك التفاصيل فالقرار الصائب البارع كمقذوف النار على حدة لا يستعار من خائب الجلب والمسعى أو من رويبضة يستشيط غضب يجهل السبب أو من غادر مقيت صاحب مآرب وصيت كغثاء السيل محيط .. فلا جوقة الشارع المتفردة بالمشهد من تشرع ولا سوقة الشارع المتفرع من تصف ولا خطوط السير المنحرف ولا الملتاع على منصب يسعى ولا تجار الفرقة والهوة نعال الأعداء .. والحال السالب عندما تتكالب الأكلة وسود الأطماع الظالمة وكل غاصب يعتقد بحق القوة الغاشمة الهائلة المذهلة .. لا بقوة الحق ..

ومن أحسن ممن ينظر لشأنه ويعمل ويسعى على الدوام لحال أفضل بكل العزة والمروءة والنخوة ويتجرد ويهجر مكلمة التنابلة والجهلاء والنأي .. فعشق الوطن ليس مجرد وجهة نظر أو حرية رأي أو مغنم رائج معد أو نقد ضرير وتهجم حقير بطريقة مؤلمة .. والصفوة الأخيار صنوان من يعلمون أسرار الفلك والأفلاك والأعماق والأحشاء والنتائج والسبب .. فسبحان من يؤتي الملك لمن يشاء .. فإلزم حد الأدب