الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ” إبستين جيت  !! “

الكاتب الصحفي عصام عمران
عالم الفضائح يلاحق السياسيين عادة وقد يكون أهم العوامل لتحديد بقائهم فى السلطة أو حتى الوصول إليها أو الابتعاد عنها .. كانت ولا تزال ” فضيحة ووتر جيت ..وفضيحة كلينتون _ مونيكا ”  من أشهر الفضائح التى تعرض لها الرؤساء الأمريكيون .
ففضيحة ووتر جيت وقعت فى عهد ريتشارد نيكسون ..ويرجع اسمها الى مبنى ووتر جيت الذى كان موقعا لأشهر عمليات المراقبة والتجسس التى قام بها ريتشارد نيكسون للتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطى ، وكان الغرض من عمليات التجسس هذه مساعدة نيكسون فى الفوز فى انتخابات الرئاسة لفترة جديدة .. إلا أن ووترجيت أسفرت عن استقالته من الرئاسه عام 1974وتضمنت الفضيحة اعمال تنصت على مكالمات تليفونية وانتهاك عمليات تمويل الانتخابات واستغلال مصالح حكومية للإضرار بالخصوم السياسيين …وقد وجه الاتهام الى 40 شخصية تورطت فى هذه الفضيحة وتمت محاكماتهم …وتعرض نيكسون لنكسة كبيرة عندما تم توجيه الاتهام إليه وفشلت محاولات الدفاع عنه فقام بتقديم استقالته وتولى جيرالد فورد نائب الرئيس منصب الرئاسة فى نفس اليوم ثم أصدر عفوا عن ريتشارد نيكسون فى الجرائم الفيدرالية التى قام بها فى البيت الابيض !! .
والفضيحه الثانية التى كانت أغلب عناوين الصحف تتحدث عنها فى أمريكا وخارجها …هى فضيحة كلينتون _مونيكا ..
إشارة الى اسم المتدربة  مونيكا  لوينسكى التى كانت تعمل  فى البيت الابيض ..وكادت تلك الفضيحة أن تلقى به
خارج البيت الابيض فى نهاية فترة حكمه الثانية … لأنه مثل للقضاء بتهمة خيانة زوجته هيلارى وإقامة علاقة غير
شرعية مع متدربة بالبيت الابيض  …إلا أن كلينتون خرج للشعب الامريكى معتذرا له فى خطاب واعترف بأنه بانه أخطأ
فعلا ولم ينكر علاقته بمونيكا و فضيحة كلينتون تفجرت على يد سيدة تدعى ليندا تريب ..قامت بتسجيل أحاديث
مونيكا حول علاقتها بالرئيس دون علمها …وإلى جانب فضيحة مونيكا كان هناك عدد آخر من فضائح الفساد المالى
والأخلاقى بدأ من فضيحة ” ووتر وايت ”  الماليه التى تورط فيها هو وهيلارى كلينتون وقت أن كان محافظا لولايه
اركنساس ثم فضيحة جينفر فلاورز المغنية الى أقام معها علاقة غير شرعية أيضا .
أقول ذلك بمناسبة ما نشره مؤخرا  نواب ديموقراطيون فى الكونجرس الأمريكي حول رسالة إلكترونية تعود إلى عام
2019 منسوبة الى رجل الأعمال الأمريكى ” جيفري إبستين ”  ، أكد فيها أن دونالد ترامب كان يعرف أكثر عن جرائمه
الجنسية مما أقرّ به علنا ، واستشهد الديمقراطيون بمراسلات متبادلة مع المؤلف مايكل وولف وجيلين ماكسويل،
وهي سيدة مجتمع بريطانية تقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاماً بسبب دورها في تسهيل جرائم إبستين، وفي
رسالة إلى وولف عام 2019 كتب إبستين أن ترامب “كان يعلم بشأن الفتيات”، من دون أن يتضح المعنى الدقيق لتلك
العبارة.
وتتضمن الوثائق رسالة في عام 2011 إلى ماكسويل قال فيها إبستين أن ترامب “أمضى ساعات في منزلي” مع
إحدى ضحاياه، وقد حُجب اسمها.
وكان رجل الأعمال الأمريكي إبستين قد وُجِد ميتا في زنزانته عام 2019 بفعل انتحاره بحسب رواية السلطات، قبل
محاكمته في شأن جرائمه الجنسية، فيما تقضي البريطانية ماكسويل التي كانت شريكة حياة إبستين ومعاونته
عقوبة بالسجن 20 عاما بعد إدانتها بالاستغلال الجنسي لدورها في استدراج فتيات قاصرات لحساب إبستين !! .
يأتى ذلك فى الوقت الذي وصف فيه البيت الأبيض: تلك الواقعة  بأنها ترويج “رواية زائفة” مؤكدا أن ترامب وإبستين
كانا صديقين في الماضي قبل أن تقع بينهما قطيعة.
فى نفس الوقت دأب ترامب على نفي أي علم له بنشاطات الاستغلال الجنسي التي ارتكبها إبستين، ويؤكد أن
خلافهما حصل قبل سنوات من افتضاح أمر جرائم إبستين.
من جانبها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت   أن “الديموقراطيين سرّبوا رسائل إلكترونية بشكل
انتقائي إلى وسائل الإعلام الليبرالية لاختلاق رواية زائفة وتشويه صورة الرئيس ترامب”.
وأضافت أن الضحية المحجوب اسمها في المراسلات هي الراحلة فرجينيا جيوفري “التي قالت مرارا إن الرئيس ترامب
لم يتورط في ارتكاب أي مخالفات بأي شكل من الأشكال”.
فيما دعا النائب روبرت جارسيا كبير الديمقراطيين في لجنة الرقابة وزارة العدل إلى الكشف عن ملفات إبستين
بالكامل ، مؤكدا أنه “كلما حاول  ترامب إخفاء ملفات إبستين، كلما كشفنا المزيد من هذه الرسائل الإلكترونية
والمراسلات التى تطرح تساؤلات واضحة عما يخفي البيت الأبيض من أشياء أخرى وعن طبيعة العلاقة بين إبستين
والرئيس !! .
أخيرا وليس آخرا يبقى السؤال المهم هل تكون هذه الواقعة بمثابة ” القشة ” التى قصمت ظهر البعير وأعنى نهاية
عصر ترامب في البيت الأبيض ؟! هذا ما سنعرفه فى قادم الأيام وان كنت أرى أنه سيفلت منها وربما يخرج علينا
مطالبا بمنحه جائزة نوبل للسلام  ، والعفة أيضا.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.