اعتاد الكثيرون متابعة كل ما يشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيما يعرف باسم «التريند» وبات شغلهم الشاغل وحديث الغالبية العظمي ومتابعته باهتمام ليصبح “هوسًا ” داخل عقول بعض الأشخاص الذين اعتادوا بمجرد الاستيقاظ من النوم وحتى نهاية اليوم الاهتمام والبحث لمعرفة ما هو جديد .
بل أن من هؤلاء من يتملكه جنون حب الشهرة واللهث ورائها على شبكات التواصل الاجتماعى وبعضهم من يتجه إلى مثل تلك التحديات التي انتشرت عبر الصفحات لجني المال ، لذلك أصبحت السوشيال ميديا ساحة رحبة وأرضا خصبة للتجريح بهدف ركوب (التريند) على حساب أي شيء، وتطل علينا كل يوم فيديوهات لأشخاص أصحابها لديهم دوافع قوية للانسياق إليها وعملها دون منطقية أو تكون ذات هدف غير أن الهدف الأساسي منها هو جني المال و جذب الانتباه أو بمعنى أدق ” أخذ اللقطة ” !! .
ولعل خير دليل على ذلك ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى ، مؤخرا بشأن مقطع فيديو داخل إحدى عربات
المترو و الذى ظهر فيه رجل مسن يرتدى ملابس صعيدية منفعلا و موجهاً حديثه لإحدى الفتيات يأمرها بتعديل وضعية
جلوسها أمامه، زاعما أنها كانت جالسة واضعة ساقا على ساق الأمر الذى اعتبره مخالفا للآداب العامة، الأمر الذى
استنكره الكثير من الأشخاص معتبرين أن وضعية جلوسها حرية شخصية ، وذهب البعض الآخر إلى أن القصة كلها
والفيديو معدا مسبقا ومقصودا من أجل ” ركوب التريند ” فيما رأى آخرون ضرورة أن يسود الاحترام المتبادل بين بعضنا
البعض ، فالحرية لا تعني غياب التقدير أو توقير الكبير سواء فى الأماكن العامة أو حتى فى بيوتنا ومجالسنا الخاصة ،
كما أن الشهامة أو الحمية ليست مبررا للتدخل فى شؤون الآخرين والتعدى على خصوصياتهم ، ومن هذا المنطلق
أرى أن ” عم الحاج ” زودها حبتين .
وبعيدا عن هذا الرأى أو ذاك يجب علينا الحذر كل الحذر من تلك اللعنة المتمثلة فى” التريند ” الذى بات خطرا داهما
يهدد كيان الأسر ولن أبالغ إذا قلت يهدد الوطن كله، ولم لا وهو أحد أدوات حروب الجيلين الرابع والخامس لضرب
استقرار الدول وأمنها الداخلي من خلال استباحة كل شيء بهدف جنى المزيد من الأموال أو أخذ اللقطة كما ذكرت
في البداية ، ومن هنا يأتى دور الدولة وأجهزتها المعنية للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه زعزعة
الاستقرار ومحاولة هدم الوطن ، سواء كان ذلك من خلال صورة أو فيديو و ربما بكلمة وما أدراك ما خطورة الكلمة فى