الكاتب الصحفي  عبدالرازق توفيق يكتب : الإصلاح المجتمعى الشامل

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

اعتدنا مع الرئيس عبدالفتاح السيسى أن نقتحم مشاكلنا وازماتنا دون خوف او تردد، وبرؤية وارادة صلبة، وان المسكنات لم ولن تفلح بل المواجهة الحقيقية والشاملة، لذلك نجح فى العبور بمصر إلى النجاة والانقاذ، والخروج من دائرة الضياع والسقوط، وقادها إلى آفاق المستقبل الرحب والفرص الواعدة.
ما اريد ان اقوله اننا حققنا الاصعب، والاخطر وتجاوزنا المستحيل، ولن يصعب علينا تبنى عملية اصلاح مجتمعى شامل، للتخلص من العوالق والشوائب والسلوكيات والثقافات الغريبة على مجتمعنا وقيمنا واخلاقياتنا وهذا يتطلب رؤية وإرادة صلبة، واصلاحاً شاملاً لن يكون اصعب فى تداعياته من الاصلاح الاقتصادى الذى عالج ازمات ومشاكل عالقة على مدار عقود من المسكنات، ونجح الاصلاح الاقتصادى بسبب وعى وفهم وايمان المصريين بأنه لا سبيل غيره للتعافى لذلك اصطف الشعب وتحمل ونال شهادة رئاسية مرموقة بأنه البطل.
الاصلاح المجتمعى الشامل يحتاج رصداً وتشخيصاً للعلل والامراض المتفشية فى بعض الفئات التى تضاف إلى التطرف، واحتكار الرأي، والجشع والانتهازية حتى نصل إلى وضع علاج شامل وناجح لهذه السلوكيات من سلوكيات شاذة وغريبة، تعكس العنف والتحرش والتهور والقتل لنستعيد ثقافة ولغة التسامح والاستقامة، من بعد ان اصيب بعض الفئات بفيروسات ضارة فى اساليب التربية والتنشئة.
لا شك ان هناك جرس انذار يدق الرأس ويحذرنا من مخاطر ما يحدث خاصة فى كل جرائم، بعيدة تماماً عن طبيعة الشخصية المصرية، سواء التحرش بالصغار والاطفال فى بعض المدارس، وبعض الجرائم التى فيها إفراط فى العنف والتشفى والقسوة.
تعلمنا من الرئيس السيسى جرأة الحوار، والحديث عن مشاكلنا وأزماتنا، وثغراتنا، والا ندفن رءوسنا فى الرمال، وان المواجهة لا غنى عنها، وعلى مدار 12 عاماً لم يهرب الرئيس السيسى من مواجهة اى تحديات رغم قسوتها، بل نجح وحولها إلى انجازات ونقاط مضيئة رغم قسوة الظروف وضيق ذات اليد فى بلد كانت على شفا الانهيار والسقوط ولكن الرئيس امتلك الرؤية والارادة والفكر الخلاق والحلول من خارج الصندوق لذلك نجحت مصر وصعدت وباتت محط اهتمام واشادة العالم بعد ان اصبحت دولة الفرص الواعدة، والقوة والقدرة من هنا ليس صعباً اولاً ان نواجه انفسنا بوجود مشاكل مجتمعية، نحتاج إلى مواجهة واصلاح شامل تبدأ بالاعتراف بوجودها، ورصدها وتشخيصها واسباب وجودها، وايضاً اسباب عدم النجاح فى مواجهة هذه الظواهر، وما لدى المؤسسات التربوية من مشاكل فى المواجهة، وماذا ينقص المؤسسات الدينية لتأخذ زمام المبادرة والمواجهة الشاملة هل هو غياب الخطاب المناسب لطبيعة العصر والواقع وتحدياته ام قصور الآليات، والامكانيات او مشاكل فى الكوادر التى تستوعب ما يجري، وتستطيع مواجهته، لذلك ارى ان هناك بعض النقاط يجب وضعها فى الاعتبار مع الاصلاح بداية الاصلاح المجتمعى الشامل، يحتاج فى البداية إلى رفع المعاناة عن المواطن، وتحسين ظروفه المعيشية ورفع قدرته الشرائية، والعمل على تثبيت أوخفض الاسعار وتمكينه من العيش بشكل مريح قدر المستطاع، لان ذلك يعنى بناء القاعدة التى تستطيع استقبال الاصلاح المجتمعى فالازمة الاقتصادية التى فرضت عليها من مشاكل وصراعات اقليمية ودولية، أفرزت سلوكيات لم نكن نعرفها حتى فى اوقات الحروب التى خاضتها مصر فى القرن الماضى وعاش المصريون بالقليل والمتاح لكن لان العالم بات اكثر تطورا أوالشعب اكثر تطلعا بفعل المضامين والثقافات والمشاهد التى تعرض واقعاً من الرفاهيـــة، غير موجــود لدى الســواد الاعظــم من المصــريين، وهــو ما تحــــدث عنــه الرئيس السيسى وهذا يولد نوعاً من الاحتقان والاختلاف يحدث انقساماً، ويشق صف الاسرة ويتسبب فى الكثير من حالات الطلاق والانفصال، وهنا لابد ان تتدخل الحكومة فى ضبط الخطاب والمضامين وما يقدم إلى عقل ووجدان وثقافة المواطن مع تنفيذ ما اعلنته الحكومة بان يحصد المواطن عوائد النجاحات الاقتصادية والاصلاح حتى يشعر المواطن بتراجع المعاناة التى اوجدت الجشع والانتهازية، بل وعدم قيام الاسر بدورها فى التربية الصحيحة للابناء، او متابعتهم، وهذا البعد يمثل القاعدة الاساسية لنجاح الاصلاح المجتمعى الشامل.
ثانيا:اصلاح التعليم، لا اقصد هنا المناهج، ولكن ضرورة البحث عن منظومة اكثر فاعلية لتحقيق الانضباط، وترسيخ الاخلاق والقيم، وابعاد العناصر المريضة نفسياً والمختلة عقلياً، والتى ترتكب جرائم يندى لها الجبين، وايضاً ضرورة التركيز فى ايجاد «القدوة» فى المعلم، والمدير، والطالب او التلميذ واعتقد انه مع تخفيف المعاناة الاقتصادية واصلاح الاحوال المادية والمالية للمعلمين والذى بدأ بالفعل سوف تنجح رؤية الاصلاح داخل المدارس، مع الاستفادة من التطور التكنولوجى فى وسائل التواصل فى التعليم يقلل من ثقافة الزحام والتكدس، مع تنمية الوجدان والارتقاء بالرياضة والفنون والغناء والموسيقى داخل المدارس وايضاً، التركيز فى مادة التربية الدينية، بشكل غير تقليدى او نمطي.
ثالثاً: لابد من اعادة المؤسسات الدينية لدورها وان تكون على قدر التحديات العصرية والفكرية من خلال رؤية وخطاب يلم بالتحديات السلوكية والثقافية والفكرية، وتطوير اداء الدعاة والائمة واعتقد انه بدأ حيث نلمس وجود ائمة ودعاة حاصلين على درجة الدكتوراة والالمام بكافة انواع العلوم والثقافات بدلاً من الاداء النمطى وتطوير اكبر منصة اسبوعية هى خطبة الجمعة.
رابعاً: تطوير، والتدقيق فى كل ما يشاهد ويقرأ ويسمع المواطن، وان تكون المضامين والمحتوى يواكب الواقع الذى نعيشه ويعبر عن طبيعة وتحديات واحلام ونماذج المجتمع بدلاً من الاستغراق فى ثقافات وسلوكيات ونماذج غريبة لا تمت للواقع بشيء وتقديم النماذج الحقيقية من أبطال المجتمع المصري.
تداعيات الاصلاح المجتمعى لن تكون اصعب من تداعيات الاصلاح الاقتصادى الذى نجح، وسيكون هناك التفاف وطنى وشعبى كاسح للاصلاح المجتمعي، لان من أهم نتائجه، هو الشعور بالاطمئنان الشامل، كل ما علينا ان نبدأ برؤية شاملة وارادة صلبة وإجراءات حاسمة.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.