الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : الأرقام تتحدث عن معجزة

ليس من قبيل المبالغة على الإطلاق، ولكنه الواقع بالأرقام التى لا تكذب، مصر نجحت خلال 12 عامًا فى بناء دولة جديدة، وأن معجزة قد تحققت فى هذا البلد الأمين، وأننا لابد أن نفخر بما انجزناه، وعلينا أن نتوقف طويلاً أمام أرقام، تشير إلى معجزة اقتصادية وتنموية وفق رؤية وإرادة، وليس عجيبًا أن نصبر ونتحمل من أجل أن نرى هذا الوطن فى المقدمة، فى الداخل والخارج، كل التوقعات تؤكد أن مصر على الطريق الصحيح، ولديها مستقبل واعد، وأن الهدف الإستراتيجى فى تحقيق التقدم، والصعود المتنامى نلمسه بشكل واضح، بل والأحلام والمستحيلات لم تعد كذلك ولكن تحققت، لذلك لابد أن ننظر إلى الجزء الأكبر من الكوب المليء، وألا ننظر ولا نقف أمام حملات بث الاحباط، والتشكيك والتشويه أو التقليل مما انجزناه، وهو أمر لم يحدث فى أى دولة أخرى فى هذا الزمن القياسي.
من هنا أتوقف عند بعض الأرقام التى تؤكد عظمة ما تحقق وأننا أمام بناء عبقري، المهندس شريف الشربينى وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، قال إن مصر نجحت فى زيادة العمران إلى 14 ٪ بعد أن ظلت مصر تعيش على مدار عقود طويلة على مساحة من مصر لاتزيد على 7 ٪ وهو ما يعنى أننا نجحنا وفق الرؤية والإرادة الرئاسية، والاصطفاف الشعبى فى بناء دولة جديدة تعيش على 7 ٪ نسبة إضافية إلى النسبة القديمة لتحقق مصر قفزة فى التوسع العمرانى ليصل إلى 14 ٪.
اتذكر أننى كنت فى إحدى الدول العربية الشقيقة وكنا نجلس كإعلاميين وصحفيين، فإذا بأحد الشخصيات العربية يقول إن ما يجرى فى مصر ليس مجرد بناء وتنمية ومشروعات عملاقة، بل بناء دولة جديدة وأنه زار مصر واطلع على ما يجرى من عمل، وجد أن كل شيء تغير، وكأننى فى دولة لم أزرها من قبل، هذه شهادة واحدة من بين شهادات كثيرة، يسردها الكثيرون من الاشقاء، بل وتؤكدها التقارير والشهادات الدولية، والغريب أن بعض المصريين لا يدركون قيمة ما تحقق من معجزة، أن تبنى دولة جديدة وتضيف 7 ٪ إلى العمران المصري، فى زمن قياسى لا يتعدى 12 عامًا بعد أن ظلت مساحة العمران فى مصر 7 ٪ على مدار عقود طويلة، كنا نتحدث فيها عن غزو الصحراء، وتحويلها إلى جنة خضراء.. كان الحلم فقط اتساع مساحة الرقعة الزراعية، لكن ما حدث فى مصر هو انجاز شامل ليس زراعيًا فقط، ولكن دولة جديدة فيها كل شيء عمران، ومدن جديدة وزراعة، وفرص استثمارية وتجارية وصناعية عمل متكامل وشامل، والسؤال أليس هذا مكسبًا كبيرًا لمصر، فى ظل النمو السكاني، والسؤال أيضا، ماذا لو فكرنا نفعل أو ننفذ ذلك الآن كم من التريليونات ستكون التكلفة، وإذا فكرنا فى تنفيذه بعد 10 أو 20 أو 30 عامًا كم ستكون التكلفة فى ظل الارتفاع العالمى لاسعار المواد والخامات، والطاقة والعنصر البشري، وهل لولا نجاح رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القضاء على محدودية موارد الدولة، وخلق شرايين جديدة لهذه الموارد بعد أن ظلت قاصرة على مدار العقود الماضية على عوائد السياحة والقناة، وتحويلات المصريين فى الخارج وبعض الصادرات بأرقام لا ترى فيها طموحًا، انظر الآن مصادر الدخل المصرى من ارتفاع فى الصادرات وعوائد السياحة، وارتفاع عوائد قناة السويس بعد تطويرها والمنطقة الاقتصادية، وتدفق الاستثمارات وحجم الصادرات الزراعية التى تشهد طفرة هائلة وتحويلات المصريين فى الخارج باتت غير مسبوقة تشهد طفرة تاريخية بسبب الإصلاحات النقدية وتحرير سعر الصرف وهو أمر يشير ويؤكد أن مصر أنفقت أموالها فى بناء القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة، فى بناء دولة جديدة للمصريين، وضاعفت حجم الأصول المصرية عشرات المرات، واستثمار مبكر فى بناء الوطن، بتكاليف أقل بكثير إذا ما فكرنا فى تنفيذه الآن أو فى المستقبل لتحصد الأجيال الحالية والقادمة ثمار رؤية استشرفت المستقبل، مصر لم تلق بأموالها على الأرض، أ و تنفقها فى أمور غير مفيدة، بل فى بناء دولة جديدة، وأن من يحاولون تشويه انجازتها، ويروجون أحاديث الافك لينالوا من معنويات وبطولة هذا الشعب سقطوا أمام معجزة الواقع والأرقام.
يجب أن نتأمل ما بين أيدينا من أرقام ونجاحات مدوية فوصول مصر إلى أن تعيش على 14 ٪ من مساحتها هو انجاز عظيم فى وقت قياسى يعنى أننا لدينا فرصًا تجارية وزراعية، وصناعية وعمرانية، واستثمارية، مجتمعات متكاملة، بل ورصيد إستراتيجي، وقادر على استيعاب النمو السكانى لعقود طويلة قادمة، بدل ما كنا سنعيش فى الزحام الخانق والتكدس وتفاقم الأزمات.
رقم آخر هو أيضا يمثل معجزة فالجميع يعرفون أن مساحة الرقعة الزراعية فى مصر تصل إلى 9 ملايين فدان والجديد والإنجاز العظيم أن هناك 4.5 مليون فدان سوف تضاف خلال عام 2026 أى بعد أيام، ويبدأ العام الجديد وصلت صادرات مصر فى ظل الرقم القديم، الذى أرتفع فى عهد الرئيس السيسى أيضا إلى 8.8 مليون طن فى 11 شهرًا بزيادة 750 ألف طن من نفس الفترة من العام الماضى والسؤال هنا، كيف ستكون النتائج بعد اضافة 4.5 مليون فدان جديدة للرقعة الزراعية لتصبح 13.5 مليون فدان، دون اجتهادات فإن الأرقام سوف ترتفع فى ظل جودة المنتج المصرى ووصوله إلى أكثر من 160 سوقًا دوليًا وماذا عن أرقام الصادرات، سوف ترتفع بنسبة 50 ٪ وبالتالى نحن أمام مصدر جديد لجلب الموارد من العملات الصعبة يزيد عن قناة السويس، ويحمى الأمن الغذائى المصرى وهو جزء من الأمن القومي، لتصل مصر إلى تحقيق ركيزتين أساسيتين فى تأمين واستقلال السيادة والقرار الوطني، وهما تصنيع السلاح وانتاج الغذاء، لذلك أتوقف كثيرًا عند النهضة والطفرة الزراعية المصرية بعد أن كانت الزراعة فى مصر تعانى من أزمات عنيفة سواء تآكل الرقعة الزراعية، الأكثر خصوبة أو ضيق الخيال، وحققت الرؤية فى التوسع الزراعى لكن الرؤية الشاملة والمتكاملة التى انعكست على طبيعة التوسع الزراعى ليكون بشكل المدن الزراعية الشاملة التى تتضمن كل شيء.
الرقم الثالث، يدخل فى سبيل الوعد الممزوج بالحلم لكننى أثق أن هذه الدولة التى تحقق الاعجاز والانجاز قادرة على تحويل الوعود إلى حقائق، والأحلام إلى واقع قال الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة أنه قريبًا وأقرب ما تتوقعون ستحقق مصر 100 مليار دولار أو 150 مليار دولار صادرات صناعية، والرجل كعادته لا يعرف المزاح فى مثل هذه الأمور بل معروف بالجدية والنجاح والنضال لتحقيق الأهداف، وتحويلها إلى حقيقة وينفذ بدأب ومثابرة، رؤية وتوجيهات الرئيس السيسى