الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : ما الذى يجرى مع النجم العالمى صلاح؟
من يقف وراء محاولات تطفيش وتحطيم وتشويه النجم العالمى

غريب ما يحدث مع النجم العالمى محمد صلاح ويثير الشكوك ويشير إلى وجود مخطط ينفذه ناديه «ليفربول» خاصة أن صلاح هو أحد رموز النادى على مدار التاريخ، وله أرقام وبطولات وجوائز، ساهمت فى تتويج النادى بالفوز بالكثير من البطولات، وتحقيق الكثير من المكاسب فهو نجم عالمى بكل المقاييس.
ربما لا تتخيل مبررات ليفربول التى يروجها عن صلاح بتراجع مستواه، وعدم انسجامه مع النجوم الجدد فى النادى والرد عليها أمر سهل وبسيط، فصلاح منذ شهور كان قاطرة النادي، فى تسجيل الأهداف، وحصل على الحذاء الذهبى كهداف للدورى الإنجليزي، وساهم باحراز الأهداف وصناعتها فى تتويج ليفربول بالفوز بالدورى الإنجليزي، وكان حديث النادى بل والرياضة الإنجليزية ومعشوق الجماهير، ولا يعقل أن يحدث لصلاح من تجاهل فى بضعة أيام بذريعة تراجع مستواه فهو الذى رضخ النادى لطلباته من أجل تجديد تعاقده، وبضغوط فنية وجماهيرية واسعة حتى أن مطالبات كثيرة بوضع تمثال لصلاح فى مدينة ليفربول، ومنذ شهور قليلة كان صلاح مرشحًا للفوز بأفضل لاعب فى العالم ودخل ضمن قائمة الأفضل فى الاختيار النهائي.. صلاح ليس لاعبًا عاديًا، بل هو صاحب عقلية عبقرية، يعرف جيدًا كيف يدير موهبته ويحافظ على لياقته البدنية والفنية، ومحترف كما يقول الكتاب ولا يمكن أن يفرط فى مستواه.
من حق ليفربول أن يفكر فى بيع صلاح وتحقيق مكاسب من وراء ذلك لكن ليس من حقه أن يروج سرديات كاذبة، تنال من مسيرة كروية حافلة لنجم عالمى وتشكيك فى مستواه وتحرمه من المشاركة أو حتى مجرد التواجد احتياطيًا لكن الخطة التى يديرها ليفربول، ومدربه أرنى سلوت تثير الكثير من الشكوك، والريبة وتخلق مبررات واجتهادات كثيرة لتفسير ما يحدث مع صلاح وهو نجم خلوق ومحترم وعلاقته بالجميع جيدة، ويحظى باحترام ليس فقط من جماهير ليفربول ولكن الجمهور الإنجليزى والعالمي، صلاح كشف فى حديثه وتصريحاته الإعلامية عن بعض ملامح ما يجرى معه وما يلقاه من تعامل من مدربه سلوت، وأنه لم يتوقع هذه المعاملة والتجاهل رغم العطاء الكبير والعظيم الذى قدمه للنادى وجماهيره خلال السنوات الماضية، وتوقع اقتراب رحيله عن النادى، لكن السؤال المهم الذى يدور فى الأذهان ما سر انقلاب إدارة ليفربول، والمدرب أرنى سلوت على صلاح ولماذا هذا التحول رغم ما قدمه النجم العالمى من نجاحات وأهداف غزيرة وبطولات؟
ربما ليفربول يريد حصد عشرات المليونات من الإسترلينى عند بيع صلاح، لكن ليفربول يمكنه أن يفعل ذلك بطريقة لائقة واحترافية، بل ما يفعله أمر يسيء إلى تسويق صلاح ويقلل من قيمته المالية، فالأفضل أن يعيده لسابق مستواه إذا كنت صادقًا فى ترويج ذلك ويعود إلى صولاته وجولاته ثم تبيعه بأعلى سعر وهو فى حالة التوهج ، وعنصر السن أو العمر لم يعد أساسيًا فى تقييم اللاعبين، فهناك نجوم كبار أعمارهم تفوق صلاح ومازالوا يقدمون عروضًا كروية مبهرة، والأمثلة موجودة على الساحة الكروية العالمية.
ربما يكون أيضا أن العلاقة بين صلاح وسلوت وصلت لطريق مسدود، ويحاول المدير الفنى لنادى ليفربول تبرير فشله والتضحية بصلاح بعد السقوط الكبير للمدير الفنى حتى أوصل النادى الكبير إلى قاع الدورى الإنجليزي، ولكن أين الإدارة والإدارة الفنية للنادي، لتوقف سلوت عند حده، لذلك أشتم رائحة مخطط ومؤامرة لتطفيش صلاح من النادي.
صلاح قدم صورة عظيمة لوطنه مصر خلال مشواره الاحترافى خاصة فى الدورى الإنجليزى وكان ومازال خير سفير لمصر وشعبها، وأحد مكونات القوى الناعمة المصرية، وكثيرون فى بلاد الإنجليز عشقوا مصر وتابعوها بسبب صلاح، فهو لاعب فذ يجمع بين المهارة والأدب والأخلاق والإنسانية والالتزام، أيضا محمد صلاح قدم صورة عظيمة عن الإسلام بعد أن نالت منه جماعات الإرهاب والعنف والتشدد والتطرف ممثلة فى جماعة الإخوان المجرمين التى تكن كراهية عميقة لمحمد صلاح وتروج عنه الكثير من الشائعات والأ كاذيب خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلى على غزة وكأن الجماعة الإرهابية حررت الأقصي، ولم تتحالف مع الصهاينة بل هى مجرد أداة فى يد إسرائيل، وتظاهرت أمام السفارة المصرية فى تل أبيب ضد مصر لصالح وفى حماية إسرائيل، ومصر هى الدولة التى تصدت لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية ومخطط التهجير حتى أصيب نتنياهو باليأس واستسلم للأمر الواقع بسبب مصر، وأيضا وصل الإخوان إلى أقصى أنواع الحقارة عندما سرقوا أموال التبرعات التى بلغت نصف مليار دولار من أجل أطفال غزة وهذه الحقيقة أعلنتها حركة حماس نفسها وتلتها سرقة الإخوان لأموال الجمعيات الخيرية فى السويد.
صلاح لاعب كرة عالمى ومع موقف بلاده مصر والمجتمع الإنجليزي، معروف بوجود لوبى صهيوني، وهم أيضا يكرهون صلاح ويحتلون له بسبب مواقفه خلال مواجهات مع الأندية الإسرائيلية وكممثل وسفير لمصر العظيمة، وأيضا كنموذج صالح للإنسان المسلم الذى يمثل جوهر الدين فى الالتزام والصدق والنجاح والابتعاد عن المحرمات، فلا علاقات نسائية، ولا خمور، ولا سهر، وهو أيضا يمثل أحد روافد القوى الناعمة المصرية، التى تشهد ازدهارًا كبيرًا على مختلف الأصعدة الحضارية والثقافية وجسدها افتتاح المتحف المصرى الكبير، وفوز مصر برئاسة منظمة اليونسكو، وغيرها من الإنجازات ضف إلى ذلك أن مصر القوية القادرة المزدهرة هى من تتصدى لمخططات وأوهام إسرائيل، ونجحت فى احباطها وتقف حجر عثرة فى وجه خرافات نتنياهو وباقى المتطرفين الصهاينة لذلك ربما يكون المطلوب التخلص من محمد صلاح بفعل هذا اللوبى خاصة أن 80٪ من الإعلام الإنجليزى انقلب على صلاح بعد أن كان يتغنى بانجازاته ومهاراته وأرقامه ومستواه لذلك لا أستبعد وجود حملة ممنهجة لتدمير صلاح أو على الأقل التخلص منه وتحطيم معنوياته وهى حملة فى جزء كبير منها مدفوعة الثمن، فلا يمكن إقصاء السياسة عن الرياضة فى دولة يلعب اللوبى الصهيونى فيها دورًا كبيرًا ومؤثرًا خاصة أنها هى من اسست هذا الكيان السرطاني، لذلك أتوقع وجود تحالف «صهيونى إخواني» ضد صلاح لأنه مصرى عظيم ومسلم صالح، وقوة ناعمة مصرية تحلق فى سماء التوهج المصرى.
تحيا مصر