قرارات مصيرية.. لاستقرار الطريقة القادرية البودشيشية

كتب- مصطفى ياسين :

صدق مجلس الطريقة القادرية البودشيشية، علي عدة قرارات مصيرية لتحقيق الاستقرار، واستمرار المسيرة الدعوية والوطنية والإنسانية، التى عرفت بها الطريقة طوال تاريخها العريق.

حيث اجتمع أعضاؤها يوم السبت 6 ديسمبر 2025 بالزاوية الأم بمذاغ العامرة، بحضور فضيلة الدكتور مولاي منير القادري بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، والشريفين مولاي مراد القادري بودشيش ومولاي محمد القادري بودشيش، والسادة المقدمون وأعضاء مجالس الزوايا عن الجهات الإثنتي عشرة للمملكة المغربية، ممثلين لما يزيد عن 60 ستين مدينة، عبر ربوع الوطن.

وافتُتح الاجتماع بكلمة تأطيرية لشيخ الطريقة القادرية البودشيشية، استحضر فيها القيم الروحية والأخلاقية التي قامت عليها الطريقة منذ نشأتها، مؤكداً على التشبث الدائم بثوابت الأمة المغربية والعمل وفق الرؤية السديدة لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيّده.

خدمة الوطن والمجتمع

كما دعا د. منير القادرى، إلى التحلي بالأخلاق المحمدية السنية، والعمل على خدمة الوطن والمجتمع بإخلاص وتفاني. منبها في الوقت نفسه إلى ضرورة تفعيل الهيئات المكلفة بتدبير الطريقة في مجالس الزوايا والمدن، إلى جانب الهيئة العلمية؛ بالنظر للدور الذي تضطلع به في النهوض بالشأن العلمي والثقافي، بما ينسجم مع العمل التربوي والروحي للمريدين، إلى جانب تعزيز العمل الاجتماعي باعتباره امتدادا عمليا للمنهج السلوكي القائم على التراحم والتعاون والتآزر.
بعد ذلك، فُتح المجال أمام السادة المقدمين ومجالس الزوايا، للتباحث في مختلف النقاط المتعلقة بالأمور التنظيمية والتدبيرية للطريقة القادرية البودشيشية، في سياق استشعار الأمانة والمسئولية الملقاة على عاتق المريدين

والمريدات.

الإطار الشرعي

وشدد المتدخلون على أن مجلس الطريقة، يعتبر الإطار الشرعي الوحيد المخوَّل بالنظر في أمور الطريقة واعتماد قراراتها التنظيمية، والتداول في تسيير شئونها وهياكلها، تحت إشراف شيخ الطريقة، وبتوجيه مباشر منه.
وأجمع المقدمون وأعضاء المجالس، في مستهل اللقاء، على التشبث بالدكتور مولاي منير القادري بودشيش، شيخا للطريقة، دون مزايدات أو تأويلات باطلة، استنادا إلى البشارات والوصايا الصريحة الواضحة المتواثرة لشيوخ الطريقة؛ بشارة سيدي الحاج العباس، ووصيتا سيدي حمزة وسيدي جمال قدس الله سرهم، مشددين على أهمية السند التربوي في الطريقة القادرية البودشيشية، وهو ما ينسجم مع ما ورد في الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المجلس العلمي الأعلى، بشأن إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي جاء فيها أنّ “الجوهر الذي تقوم عليه تربيتها هو محبة الرسول الذي تنتهي إليه أسانيد هذه الطرق”؛ الأمر الذي يبرز قيمة السند المتصل وشرطه في التربية والإرشاد.
وفي هذا السياق ثمن أعضاء المجلس “بيانات الوفاء والثبات على العهد” الصادرة عن مجالس الزوايا داخل المغرب وخارجه، لتأكيد التفافهم الصادق وتشبثهم الراسخ بشيخهم فضيلة الدكتور مولاي منير القادري بودشيش.

الرؤية المتجددة

ودعا المجلس إلى ضرورة تفعيل جميع هياكل الطريقة، تعزيزا لحكامة التدبير الجهوي والوطني لشئونها، بمقاربة تشاركية جماعية، قائمة على التعاون والتكامل والتشاور وتقاسم المسئوليات، بعيدا عن الفردانية والقرارات الأحادية، وذلك انسجاما مع الرؤية المتجددة التي يقدمها شيخ الطريقة، والرامية إلى تفعيل أدوار الطريقة، في تحقيق نسق تشاركي وتعاوني يصبو إلى خدمة الصالح العام، ويجسد رسالتها الروحية في تقوية الروابط المجتمعية، وترسيخ القيم الروحية الداعمة لوحدة الوطن واستقراره وثوابته الراسخة.

التربية الروحية

فالتربية الروحية التي تقوم عليها الطريقة القادرية البودشيشية -كما أكد على ذلك المجلس- تقوم على مجموعة من

المقومات والثوابت السلوكية التي تسعى إلى تزكية النفس وإصلاحها؛ بما فيها الصحبة المستندة للسند المتصل،

والاجتهاد في العمل الصالح، والذكر، والخدمة، وهو ما من شأنه أن يغذي نفوس المريدين ويحليها بالقيم الدينية

ويدفع بالمريد لأن يكون مواطنا صالحا، بحيث يتحول هذا الرصيد التربوي إلى عمل صالح يؤسس للحياة الطيبة ويخدم

الأسرة والمجتمع، ويرسّخ قيم المواطنة الإيجابية والانخراط الواعي في خدمة الوطن، تحت القيادة السديدة لمولانا

أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بما يدعم رسالة الطريقة ودورها الرامي إلى الإسهام

الروحي والاجتماعي في خدمة الصالح العام وبناء الفرد والمجتمع.

مجالس الذكر

وفي ضوء المقتضيات السامية الواردة في الرسالة الملكية الموجَّهـة إلى المجلس العلمي الأعلى بشأن إحياء ذكرى

مرور خمسة عشر قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، واستحضارًا لما أكدته الرسالة من مركزية التزكية

وارتباطها بالأسانيد المتصلة وبارتقاء السالكين من باب محبة الرسول والاقتداء به، أعلن الشيخ مولاي منير القادري

بودشيش عن تنظيم مجالس ذكر منتظمة في مختلف مدن المملكة، تُخصص للصلاة على سيدنا محمد، صلى الله

عليه وسلم، وتدارس شمائله وسيرته العطرة.

وفي الختام رفع المجلس أكف الضراعة للمولى تعالى بأن يحفظ مولانا أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين

صاحب الجلالة الملك محمد السادس، داعين له بالنصر والتأييد والتمكين،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.