الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق يكتب : «ريموت» إسرائيل.. يتحكم فى القرار الإثيوبى

«نتنياهو وآبى أحمد».. ومخطط التهجير والتعطيش

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

كلاهما مفلس، مصاب بالعجز.. ليس فى جعبتهما أى شيء.. ربما أوهام النصر المزيف التى تشبه أعراض الحمل الكاذب، قد أصابت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والإثيوبى أبى أحمد.. الأول، مصاب بأمراض أوهام التوسع وإسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الجديد، ولم ولن تعرف طريقها إلى أرض الواقع شكلاً ومضموناً، أى أن أوهام وأضغاث أحلام نتنياهو أكبر من إسرائيل، التى استنزفها عدوان العامين على قطاع غزة وشعب أعزل، وجل ما حققه الكيان الصهيونى أنه قتل آلاف الأطفال والنساء، ويتخفى خلف قصف بربرى يقتل الأبرياء فى غزة ولبنان وأحياناً اليمن، حتى أنه عندما قرر مهاجمة إيران واستباح أجواءها بدعم أمريكى وبريطانى وباختراق مخابراتى كشف عن عورات فى منظومة حماية السماء الإيرانية وثغرات خطيرة فى تأمين الأهداف والداخل فى طهران، لكن نجحت صواريخ إيران فى إصابة العمق الإسرائيلى بقسوة.. هنا تألم نتنياهو وبات يصرخ وذهب إلى الأم الحنون أمريكا من أجل إخراج هوليوودى لوضع نهاية لهذا الألم والخسائر الفادحة، وهى أول مواجهة مع جيش نظامى جرت تفاصيلها وساحتها فى السماء، ولم ينزل جيش الاحتلال على الأرض.. لذلك لا أدرى من أين جاء نتنياهو بهذه الأوهام فى إقامة إسرائيل الكبرى أو الشرق الأوسط الجديد أو مجرد التفكير فى استفزاز مصر أو تجاوز خطوطها الحمراء أو الدخول فى مواجهة مع الجيش الأقوى والأكثر جاهزية وردعاً فى المنطقة، وهو الجيش المصرى العظيم، الذى يعلم نتنياهو بل وشعب الكيان من هو الجيش المصري؟!.. لذلك لا يملك رئيس الوزراء الإسرائيلى إلا الهذيان وترويج الأكاذيب.. ولو كان يجرؤ، لفعلها قبل ذلك أو على الأقل خلال أكثر من عامين.. فقد أصيب بالجنون، لذلك تطارده الأوهام والهواجس، يستيقظ من نومه يردد أحاديث غير مفهومة عن التهجير، يزعم أن التهجير سيكون من خلال فتح معبر رفح من جانب واحد.. وإذا رفضت مصر، فهذا شأنها وهذه مشكلتها.. يقول ذلك وهو يرتجف مصاباً بالحمى وأعراض الخوف والفشل واليأس والإحباط.. فقد ذهبت كل أوهامه فى صناديق القمامة.. هو يعرف أكثر من غيره أنه لا طاقة له بمصر أو بجيشها.. لذلك ذهب عبر وزير خارجيته جدعون ساعر عبر اتصال هاتفى بوزير الخارجية الاثيوبى ليأمره بأن يخرج ببيان أقل ما يوصف بالبجاحة الدبلوماسية والسياسية، وأنه ليس وزير خارجية دولة، بل وزير ميليشيا للابتزاز.. فقدت كل شيء، وباتت على شفا الانكشاف أمام الشعب الاثيوبي، الذى باعه أبى أحمد لصالح أهداف وأوهام الكيان الصهيوني.. فالملاحظ، أن هناك حالة تناغم وتبعية إثيوبية لإسرائيل تكشفت ظواهرها على مدار العامين الماضيين، لكن العلاقة المشبوهة بين الجانبين قديمة، كلما اشتد الألم والجنون والفشل بإسرائيل، تخرج أديس أبابا لتحاول استفزاز مصر بتصرفات وتصريحات وبيانات أو حتى إجراءات، فاشلة!!
التفسير السياسى والتشخيص الطبى لأعراض الهذيان الإسرائيلي- الإثيوبي، يشير إلى نجاح مصرى عظيم وموجع وفى هدوء دون ضجيج.. وجهت القاهرة ضربات قاضية، لم تستغل فيها عضلاتها الفتية، بل عبقريتها وذكاءها المفرط.. حيث أغلقت أبواب ونوافذ مخطط التهجير، ولم يعد إلا مجرد خيالات فى عقل نتنياهو المريض، فالقاهرة صاحبة الفضل فى إجهاض مخطط التهجير وتقلمة أظافر دولة الاحتلال وتحقيق النصر دون إطلاق رصاصة، وتحركت باحترافية دولية عظيمة وحاصرت أوهام نتنياهو حتى وصل إلى مرحلة الاستنزاف.. جيش يرفض مواصلة الحرب والإبادة مصاب بأمراض نفسية وفوبيا وخسائر تجاوزت الخطوط الحمراء وعزلة دولية وسقوط أقنعة الديمقراطية والإنسانية المزعومة، وفرص ميتة لتحقيق أى هدف وإعلان رسمى بفشل مخطط التهجير، مصحوب بصدمة من فرط القوة والقدرة والردع المصرى وخوف ورعب من مجرد التفكير والاقتراب.
ما بين مخطط «التعطيش» الذى يحاول البائس الفاشل أبى أحمد تنفيذه لصالح الكيان الصهيوني، فهو أحد عبدة المعبد الذين تربوا ويعملون لصالح أوهام إسرائيل الكبرى ومخطط التهجير الذى يحاول نتنياهو ورفاقه من عصابة المتطرفين تنفيذه.. خيط كبير وعلاقة وطيدة، فالكيان نجح فى تسخير وتوظيف إثيوبيا التى باتت فى نظر العالم والواقع دولة فاشلة لخدمة مخطط التهجير وإسرائيل الكبري.. توهم الاثنان أنهما قادران على تركيع وابتزاز مصر العظيمة.. فإذا بهما يستيقظان على كارثة وضاقت عليهما الأرض بما رحبت، فلا تعطيش نجح، ولا تهجير فلح.. آبى أحمد يجر أذيال الهزيمة ويسقط صريعاً على رقعة الشطرنج أمام البطل المصرى، الذى نجح فى حصار وتطويق أوهامه من كل اتجاه، وبات القرن الأفريقى يلتف حول رقبته كالفريسة أمام الأسد، لا يريد الانقضاض عليها حتى يحرمها من الشرف ولايلوث يده بدماء فاسدة لجيفة بالية، واكتفى أن تموت من الرعب والخوف.. لذلك فإن أوهام رئيس الوزراء الإثيوبى مصيرها مثل أوهام سيده نتنياهو، فالوصول إلى البحر الأحمر بات بالنسبة لآبى أحمد هو المستحيل.. أغلقت جميع الأبواب بمهارة واحترافية، والفاعل معلوم.. يقود إستراتيجية نصر بلا رصاصة لتحلق من جديد وتضرب بقوة.. وقاحة البيان الإثيوبى وتخليه عن الحد الأدنى من المبادئ والأعراف الدبلوماسية، تكشف أن أبى أحمد وصل إلى مرحلة الجنون والإحباط، ولم يعد قادراً على تسويق الوهم لشعبه، ويعرف الجميع أن السد الإثيوبى لم ينشأ من أجل تنمية أو ازدهار أو تغيير حياة الشعب الاثيوبى للأفضل، بل لخدمة أهداف وأوهام وأطماع ومخططات الكيان الصهيونى.
تحالف نتنياهو وآبى أحمد سقط.. وأزمتهما تكاد تكون متشابهة.. رئيس الوزراء الإسرائيلى يتسول «عفواً» عن جرائم «الرشوة».. لذلك يتشبث بأوهام التصعيد والتهجير، حتى يبقى فى غرفة الإنعاش السياسى.. يروج أوهاماً غير قادر على تنفيذ أدناها.. ورئيس الوزراء الإثيوبى تبخرت أوهامه، وقريباً ستنتهى صلاحيته بانتهاء مخطط التهجير.. فلم يعد سد آبى أحمد ذا جدوى ولن يفلح فى ابتزاز مصر، وسيغرق فيه لا محالة وستنهار أكاذيبه وخداعه وعمله لصالح أوهام الكيان.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.