الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ” ترامب “.. والحروب العشر !!

يدهشنى والكثيرين غيرى حول العالم إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أحقيته بالفوز بجائزة نوبل للسلام عن دور ينسبه لنفسه في إيجاد حل لنزاعات بلغ عددها حتى اليوم كما يدعى ٨ حروب وفى طريقه لإنهاء التاسعة، بحسب إحصائية ذكرها في أكثر من مناسبة .
وما زاد من ثقة ترامب في أحقيته بهذه الجائزة العالمية المهمة حصوله مؤخرا على جائزة الفيفا للسلام كأول شخص يفوز بهذه الجائزة الوليدة والتى سلمه أياها إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل قرعة مباريات كأس العالم الذى أقيم بمركز كيندى مؤخرا و ذلك على خلاف ما ينادى ” الفيفا ” بضرورة إبعاد السياسة عن كرة القدم !! .
يأتى ذلك متزامنا مع قيام وزارة الخارجية الأمريكية بنشر تدوينة مثيرة للجدل عبر منصة “إكس”، وصفت فيها ترامب بأنه “رئيس السلام”، حيث أنهى 8 حروب خلال 8 أشهر فقط وأنه بصدد إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لتكون التاسعة !! .
وأرفقت الوزارة منشورها بصورة لترامب وهو يلوح بيده أثناء نزوله من الطائرة، مع قائمة تضمنت أسماء الدول أو الأطراف التي قالت إنه ساهم في إنهاء النزاعات ، وهو ما أكده ترامب أكثر من مرة كما ذكرت في البداية ، مشيرا إلى أن إدارته نجحت في إنهاء 9 حروب كبرى منذ توليه السلطة، لعل أهمها الإعلان عن خطة السلام في الشرق الأوسط و أنه نجح في التوسط لإنهاء نزاعات عدة، منها الحرب بين أرمينيا وأذربيجان التي استمرت نحو 36 عاما، إضافة إلى تهدئة التوتر بين الهند وباكستان ، معلنا عزمه جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء الحرب بين بلديهما.
ومن هذا المنطلق فإنه يستحق جائزة نوبل للسلام “لإنهاء 8 حروب في 8 أشهر”، واصفا ذلك بـ”الإنجاز الكبير” !! .
ياتى ذلك فى الوقت الذي أظهر فيه استطلاع رأى أجرى مؤخرا فى تسع دول أوروبية، أن نصف أبناء القارة العجوز يعتبرون الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عدوًا لأوروبا، إذ تتراوح هذه النسبة بين 62% في بلجيكا و57%. فى فرنسا و37% في كرو.اتيا و19% فى بولندا.
كشف الاستطلاع أن نصف المشاركين يعتقدون أن خطر الحرب مع روسيا مرتفع، وأن ثلاثة أرباعهم يرغبون فى البقاء فى الاتحاد الأوروبى، وفقًا لما ذكرته صحيفة «ذا جارديان» ، ومع ذلك، لا يزال الأوروبيون يعتبرون العلاقة مع الولايات المتحدة ذات أهمية استراتيجية، فعندما سُئلوا عن الموقف الذى ينبغى للاتحاد الأوروبى اتخاذه تجاه الحكومة الأمريكية، كان الخيار الأكثر شيوعًا (48%) هو التسوية.
الغريب في الأمر أن الكيان الصهيوني لايزال مستمرا فى قتل الأبرياء والعزل داخل خيام النازحين فى غزة وغيرها من المدن الفلسطينية ، والأغرب الحشد العسكري الأمريكي فى منطقة
” الكريبى ” ، وهو ما ينذر باندلاع حرب وشيكة بين أمريكا وكل من فنزويلا و كولومبيا والبرازيل ، و يبقى السؤال المهم هل يتراجع ترامب عن مخططه لهذه المنطقة ويخمد نيران الحرب العاشرة من أجل تحقيق حلم ” نوبل ” ؟! هذا ما سنعرفه فى قادم الأيام .