” سهمٌ لمْ يُخْطِئ ” ..قصيدة للشاعر محمد الشرقاوي

الشاعر محمد الشرقاوي

لاحت بِسِحرٍ مثلَ ضَوْءِ البرقِ
خَطفَتْ عيونَ الغربِ بعدَ الشرقِ

لاحتْ فأيقظَتْ الحياةَ بنظرةٍ
وغَدَت هناكَ مِساحةٌ للعِشْقِ

نَظَرَتْ فعادَ الحُلمُ يُقْسِمُ قائلًا
حالًا سأخرجُ من حصارِ الطَّوْقِ

هَمَسَتْ فجاء الطيرُ يحفظُ حرفَها
والغصنُ يرقصُ من بديعِ النطقِ

وتَبَسَّمَتْ فإذا الجبالُ سعيدةٌ
والصبحُ يدنو صادحًا بالشوقِ

عزَفَتْ على وترِ الشعورِ فأسرعتْ
روحي تُحلِّقُ في رحابِ الصدقِ

مَسَحَتْ بكَفِّ النورِ كُلَّ مواجِعي
فَرأيتُ غيثًا عاد نحو الأُفْْقِِ

ورأيتُ ألوانَ الزهورِ تعانقتْ
مثلَ الثيابِ تَسيرُ نحو الرَّتْقِ

وإذا الهمومُ تَفِرُّ عند قدومِها
والماءُ يُصبِحُ سُكَّرًا في الحلْقِ

وإذا الأماني بعد غرسٍ أزهرتْ
بيد تصونُ وكُلَّ يومٍ تَسقي

والعينُ تَبصرُ في الطريقِ سعادةً
وتمدُّ نحو الناسِ أيدي الرفقِ

يا قلبُ كيفَ رواك سِحرُ حديثِها؟!
فنسيتَ مَنْ يرجو الهوَى بالحُمْقِ

ورأيتَ نبعًا سار نحوك صافيًا
رفعَ البلاغةَ من حماةِ الرِّقِّ

ما زِلْتُ أسبحُ في الرسائلِ ذاكِرًا
سبحانَ مَنْ يُعطي فيوضَ الرزقِ

سبحانَ مَن جمعَ القلوبَ لِحكمةٍ
لِتَفرَّ مِن غدرِ الورى والفِسقِ

ماذا يقولُ الشِّعرُ عن أوصافِها؟
كيفَ الطريقُ إلى ابتغاءِ العِتقِ؟

كلُّ الوجوهِ سوى عيونِكِ فارقت
إذ لاح نورُكِ ناطقًا بالذَّوْقِ

كلُّ الجمالِ مدى العصورِ إذا التقَى
يخبو لِيُعلِنَ فوزَها بالسَّبْقِ

هيهاتَ أنْ يَجِدَ الفؤادُ مَثيلَها
هِي آيةٌ في الحُسنِ بين الخلقِ

أشهدتُ ربِّي والمدائنَ أنَّها
ما أخطأتْ في حقِّها أو حقِّي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.