الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : حديث وحوار «كشف الهيئة».. المصارحة والشفافية تحميان الاصطفاف

السيسى.. وبناء الوعى ٢/٢

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

فى أتون الفوضى بالمنطقة، وصراعات محتدمة، ونيران مشتعلة، وإرهاب وتطرف يتربص، ودول تنهار وتفقد سيادتها، ووحدتها، وتتعرض لانتهاكات سافرة، وحملات ضارية للأكاذيب والتشكيك والتشويه والتحريض على الفوضى والهدم والدمار وإسقاط الدول، فى ملامح وتفاصيل هذا المشهد، تجد قائداً عظيماً، استثنائياً وطنياً شريفاً، لديه حلم ومشروع للتقدم لوطنه، يقاتل ويكافح ويواصل الليل بالنهار، ويتابع ويشرف بنفسه على كافة التفاصيل التى تتعلق بالحجر والبشر.. لم يسلم رؤيته للمسئولين عن تنفيذها فحسب، بل يذهب بعيدًا يرى ويشاهد، ويتابع ويناقش، فمن لديه حلم لا يعرف إلا الإرادة، لا مجال للتهاون أو الاستسلام بل ويختار بنفسه من يملكون الجدارة والكفاءة، يطمئن على مبادئ وقواعد أرساها، فى جمهورية العدالة والنزاهة والشفافية، فلا صوت يعلو عن الموضوعية، والاختيار الصحيح، لأننا أمام بناء دولة قوية وقادرة ومواكبة ومتسقة مع عصرها، لديها طموحات بلا حدود، سواء بالنسبة للحجر والبناء أو للبشر، فهو يريد إنساناً مصرياً مثالياً ويريد صياغة جديدة للشخصية المصرية تمتلك الوعى والفهم والموضوعية والجدية والتفانى والإخلاص، لديها أدواتها العصرية، وثقة فى النفس وقدرة على بلوغ الأهداف.. يريد التخلص من شوائب علقت على مدار العقود الماضية فلا مجال للاستسلام واليأس وفقدان الثقة فى النفس، وجد أن العلم والتأهيل واتساع الأفق هو السبيل الوحيد لبلوغ الأهداف، ووجد المكان الملائم الذى تنطلق منه صياغة الشخصية المصرية، الأكاديمية العسكرية إحدى قلاع قواتنا المسلحة الباسلة، التى تفيض بالعطاء والتضحيات لمصر وشعبها، هذه القلعة التى باتت مصدراً للفخر والاعتزاز، ونموذجاً لصناعة الرجال والأبطال والكوادر البشرية صاحبة التأهيل والقدرات العالية.

هنا تضع مصر حاضرها ومستقبلها، وتضع صياغة جديدة لمتطلبات ومقومات الإنسان القادر على قيادة التقدم والحفاظ عليه، فالدولة المصرية أنفقت 7 تريليونات جنيه فى مشروعات قومية عملاقة تمثل قاعدة عصرية للانطلاق إلى المستقبل، لذلك من المهم أن من يتولى إدارة هذه المشروعات أو العمل فيها أن يكون متسلحًا بالجدارة والكفاءة والمهارات التى يتطلبها العصر، وقادراً على المساهمة فى دفع التقدم إلى آفاق أكثر رحابة.

لم يعد يقتصر دور الأكاديمية العسكرية على إعداد وتأهيل وتعليم الضباط المقاتلين بأحدث ما يكون بشكل علمى واحترافي، للانضمام إلى جيش مصر العظيم فحسب، ولكن بات دورها كمنارة للعلم، فى صناعة أجيال جديدة تمتلك القدرة والمهارة، والتفوق للعمل فى مفاصل ومؤسسات ومشروعات الدولة المصرية التى لطالما حلمت أن تتبوأ مكانتها المستحقة وقد آن الأوان لذلك بفضل الله والرؤية الشاملة للرئيس عبدالفتاح السيسى فى بناء الحجر والبشر.

هناك فضيلة وطنية رسخها الرئيس السيسى على مدار السنوات الماضية، وهى بالفعل أهم سلاح يحفظ للوطن أمنه واستقراره، ومشروعه الوطنى لتحقيق التقدم، ويحمى الاصطفاف خلف الحلم المصرى الذى يتحقق بنجاح، بعد أن نجحنا فى عبور أصعب الفترات، وبناء أهم الركائز من إصلاح وتنمية، أتحدث عن الوعى الحقيقى والفهم الصحيح الذى لا يكاد حديث للرئيس السيسى يخلو من وجود إرادة لبناء وعى حقيقى لدى المصريين، وينتهز أى فرصة أو مناسبة فى لقاءات أو افتتاحات أو ندوات أو حضور كشف الهيئة للطلاب المتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية وأكاديمية الشرطة، يتحدث فى كل شيء، فى كل الأمور والتفاصيل صغيرة وكبيرة، جميع الملفات، الهدف هنا بناء جدار حصين من الوعى والفهم، والاطلاع على كافة التحديات والتهديدات بوضوح، والإلمام بالنجاحات التى تتحقق، وكيف تتحقق وما طبيعة المرحلة التى نعيشها، وما هى ملامح المستقبل، رؤيته للإصلاح فى كل شيء سياسي، فني، درامي، فى الانتخابات والمحليات، فى الاقتصاد فى الداخل والخارج، يجد مع الشباب فرصة ثمينة لفتح جميع القضايا إيمانًا بأنهم ركائز المستقبل، ولديهم من الطاقات والقدرات والمهارات، لذلك هو الرئيس الأكثر انحيازاً وعملاً من أجل الشباب، ويراهن عليهم ويحقق نجاحات عظيمة بسبب هذا الرهان.

الحقيقة أن جرعة الوعى فى حديث وحوار الرئيس مع الطلاب المتقدمين للالتحاق بالأكاديميتين العسكرية والشرطة خلال كشف الهيئة كانت عظيمة وتحمل موضوعات وقضايا كثيرة، لابد أن يتابعها ويعمل عليها الإعلام، ويتم وضعها على موائد النقاشات والحوارات، والندوات والتحقيقات والملفات والمقالات والبرامج، من أجل تعظيم الوعى والفهم، انطلاقًا من رؤية الرئيس بدور الإعلام، أيضًا إيمانًا بأهمية الوعى والمعرفة، والوقوف على كافة التحديات والنجاحات، وما تحقق فى هذا الوطن وما ينتظره فالرئيس يتحدث عن مشاكل المحليات والشارع وضرورة تحقيق الانضباط وأن يقوم كل مسئول بدوره، والاستنارة الدينية والفهم الصحيح للدين وترسيخ مبدأ الحوار والتأكيد على حرية الاعتقاد التى أقرها المولى عز وجل، وإجادة اللغة العربية لأهميتها فى فهم الدين بشكل صحيح بل ويذكر بما كانت عليه مصر فى 2011، ثم يتحدث الرئيس عن إنجاز مهم، وهو إضافة 4.5 مليون فدان للرقعة الزراعية المصرية خلال عام 2026، والرقعة الزراعية فى مصر الآن 9 ملايين فدان، والرقم الذى سيضاف فى العام الجديد، سيصنع الفارق فى مجال الأمن الغذائي، خاصة وأن صادرات مصر الزراعية مع الرقعة الزراعية الحالية وصلت خلال أقل من عام إلى 8.5 مليون طن، ثم تحدث الرئيس أيضًا عن محطة الضبعة النووية، مشيرًا إلى أنها ستحقق فوائد كبيرة للدولة المصرية عند اكتمالها وتشغيلها بما فى ذلك إنتاج 4.8 جيجاوات من الكهرباء، والدخول فى مجالات مهمة مثل الطب النووي.

يقينًا.. حضور الرئيس السيسى لكشف الهيئة فى الأكاديمية العسكرية وأكاديمية الشرطة، كان حافلاً بالرسائل المهمة، والوعى الحقيقى والفهم الصحيح وهو ما يقوى جدار الاصطفاف الوطني.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.