ما أعرفش ليه عندى إحساس إن البرلمان القادم لو كتب له الـ ” البقاء ” رغم كل ما أثير حولة هتكون نهايته قريبه أما ب ” إلغاء كامل ” أو ” بطلان مطلق ” ، برلمان تشعر أنه سوف يولد “مبتسرا ” ، أنا شايفه أشبه مايكون ب” الحمل الكاذب ” ، وحتى لو إفترضنا أنه حمل حقيقى ، إلا أن ولادته جاءت متعثرة ، والمعروف أن طبيب النساء فى الولادة المتعثرة قد يضحى بالجنين ــ أحيانا ــ من أجل أن ينقذ حياة الأم ، وحتى وإن لم يضح بالجنين ، ففى الأغلب الأعم يولد الجنين ولادة مبتسرة ، وقد يموت بعد فترة من ولادته لـ مشاكل صحية أو يعيش حياة كلها مصاعب .
لو تأملنا تصريحات الهيئة الوطنية للإنتخابات بداية تجدها تصريحات تثير العطف والشفقة وكانما هى” أكلاشيهات ” محفوظة عن ظهر قلب . الهيئة ترى أن المرحلة الثانية من إنتخابات مجلس النواب إتسمت بدرجة عالية من الإنضباط ، متجاوزة ماحدث فى المرحلة الأولى ، والعملية الإنتخابية جرت داخل 73 دائرة إنتخابية تحت رقابة دقيقة من الهيئة التى تابعت كل مايدور داخل اللجان وخارجها .. إلخ ” طيب يامعالى المستشار الجليل إحنا سمعنا الكلام دا فى المرحلة الأولى ، و أكاد أن أجزم أنه لولا تدخل الرئيس شخصيا من أجل وضع حد لـ “مهازل ” الإقتراع فى هذه المرحلة ماكان لنا أن نسمع عن إلغاء الانتخابات الفردية كليًا في 19 دائرة إنتخابية !!
لو إفترضنا ان مواطنا فصيحا سأل حضرتك وقال لك : أنا دخلت اللجنة علشان أمارس حق كفله لى الدستور والقانون وحصلت على بطاقتى إنتخاب ، واحدة طويلة عريضة لـ ” النظام الفردي ” وفيها أسماء كتيرة لـ مرشحين فى دايرتى ناس ” ليسوا من بنى جلدتنا ” وعلىً أن أختار 2 منها ، وبطافة تانية لـ ” القايمة إياها ” ، وإما أوافق عليها أو غير موافق ، وحضرتك قمت أبطلت الدايرة كلها كما حصل فى محافظة قنا مثلا ، أكيد الإلغاء دا كان وراه سبب كافى للبطلان ، عندما أبطلت الدائرة لماذا أبطلتها على” النظام الفردى ” فقط ؟ ممكن توضح لنا وجهة نظرك إيه !!
وزير للثقافة الاسبق حلمى النمنم فى لقاء متلفز قال : ورقة القايمة ليست إنتخاب وإنما ” إستفتاء ” هى قايمة واحدة ” تنتخب أولا تنتخب ” دا عوار دستورى .. الدستور قال : إما فردى أو قايمة أو الجمع بينهما . وقال لـ مصلحة النظام والدولة ” ماينفعش ” تبقى فى قايمة واحدة فى البلد . والفردى فيها ينجح ب50% ، والقايمة تنجح ب5% فين العدل ياحضرة القاضى ، وجهة نظر تحترم برضه ، وتؤكد إن فى حاجة غلط !!
لكن واضح أن العملية كلها كانت صراع مصالح ، وأنا رأيى نلغية أو نبطله ونرتاح من وجع الدماغ ، وأهى بجمله المصاريف إللى بتتصرف ، الحقيقة لـ “مصلحة مصر ” أولا ، هذا البرلمان لابد وأن تكتب نهايته ” بالإلغاء الكامل ، أو البطلان المطلق ، لأنه بالطعون المقدمة أمام النقض إن عاجلا أم آجلا سوف يقضى ببطلانه ” .
وأعود إلى كلام الرئيس عن عملية الإنتخاب ، وأؤكد أن الهدف منه لم يكن لـ ” تهدئة ” الرأى العام ، دا كان إنذار مبكر لـ”أصحاب الثروة “ممن عملوا لشراء الأصوات سوقا أو ” مزادا ” علنيا ، على أبواب اللجان ، ولم يكتفوا بذلك بل هددوا وتوعدوا وإعتدوا ومنعوا . والهيئة كونها ــ حارس الشرعية ــ كان ضعفها ظاهرا منذ ” الوهلة الأولى ” وآداؤها كان ضعيفا ومرتعشا ، وبياناتها لم تجب عن أية أسئلة ، حتى قرارتها جاءت متأخرة ، أمام وقائع وأحداث جاءت موثقة بالصوت والصورة والفيديوهات وشهادة الشهود .
وأظن أنه واهم من يعتقد أن إلغاء 19 دايرة فى المرحلة الأولى قد عالج الموضوع .. للأسف هو زاد الطين بله ، وزاد
فى الأمر إلتباسا .. والحق أقول أن مصر أكبر بكتير من إللى بيجرى فيها .
الدكتور مصطفى الفقى فى لقاء له ذكر أن تصريحات الرئيس السيسى بشأن إنتخابات المرحلة الأولى تشير إلى
وجود بعض الملاحظات على المشهد البرلمانى ، وتجعل المجلس الحالى يعانى من ” عوار ” فى بعض الجوانب ،
وهذا الكلام لم يعجب النائب مصطفى بكرى ، إللى عقب عليه وقال : أنه كلام يحتاج إلى دلائل حقيقية ، وقال :
أمامنا المحكمة الدستورية العليا ، وعلى أى أساس تقول إن المجلس به ــ عوار ــ كل واحد عاوز يضرب كرسى فى
الكلوب !!
والله عندنا مثل بيقول : إللى مايشوفش من طارة الغربال يبقى لامؤاخذه [ …. ] ، يعنى لما الهيئة العليا تلغى 29
دائرة إنتخابية كما سبق القول بسبب البطلان وتبقى على القائمة .. أليس فى هذا عوار ، لما يتم إختيار 284 عضوا
بالتزكية فى قائمة ” مطلقة مغلقة ” ألا تجد فى هذا عوار ، ولما يزاحم 284 عضوا آخرين من الأحزاب إياها ممن لم
يكن لهم شرف دخول القائمة وينافسوا على النظام الفردى وترى بعينى رأسك ” الـ 500 جنية والكراتين وهى توزع
جهارا نهارا وتجد المزادات على الصوت حول اللجان ، إضافة إلى التهديد والوعيد والمنع والضرب .. إلخ أليس فى هذا
عوار .
وسيبك من كل إللى فات ، لما تلاقى الرئيس السيسى نفسه يعبر عن موقفه بشأن بعض الملاحظات على عملية
التصويت ، ويقول لك : ماقمت به بمثابة ” فيتو ” إعتراضا على بعض الممارسات لعدم رضائى عليها ، تقدر تقول له :
كل واحد عاوز يضرب كرسى فى الكلوب ، طيب إيه رأيك تعالى أما أطلعك على آخر المستجدات بخصوص الطعون
أمام ” المحكمة الإدارية العليا ــ ومحكمة القضاء الإدارى ” على نتائج الهيئة الوطنية للإنتخابات ..
عدد الطعون التى قدمت على نتائج المرحلة الأولى 259 طعنا تنوعت فى الشكل والمضمون مابين ” طعون على
عملية الفرز والتجميع ، وطعون تطالب بإلغاء دائرة أو أكثر ــ وعلى إعادة الجولة ـ وعلى نتائج الدائرة .. إلخ ” محافظة
الجيزة وحدها سجلت 47 طعنا .. المحكمة الإدارية العليا ، قضت بعدم قبول 14 طعنًا من الطعون على نتيجة
الانتخابات الخاصة بالمرحلة الأولى لمجلس النواب ، كما قررت مد أجل الحكم في 187 طعنًا لجلسة 29 نوفمر الجاري
، وإحالة 59 طعنًا لمحكمة النقض لعدم الاختصاص . تعتقد كفاية كدة ولانجيب لك دلائل تانية حقيقية تؤكدعلى العوار
الذى شاب عملية الإقتراع !!
وأكيد إنت عارف لما المحكمة الإدارية العليا تفصل في الطعون أحكامها تعتبر نهائية وباتّة ولا يجوز الطعن عليها ..
