الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : الإبداع .. بين الربح والخسارة !!
عندما أصدر وزير ثقافة الإخوان علاء عبد العزيز قرارا بإنهاء خدمة الدكتورة إيناس عبد الدايم من رئاسة دار الأوبرا إبان حكم الجماعة الإرهابية، قمت بعمل مواجهة صحفية بينهما على صفحات جريدة الجمهورية الغراء، وبسؤال الوزير الإخواني عن سبب إقالة الدكتورة إيناس فاجأني قائلا بأن الأوبرا تحقق خسائر وذكر نصا ” أن هناك حفلات لم تحقق سوى ١٥ جنيها فقط !! ” متوقعا منى الدعم والمساندة في قرار الاقالة وهو ما لم يحدث حيث قلت له ان الإبداع عموما والثقافة على وجه الخصوص ليست سلعة تباع وتشتري بهدف تحقيق الربح ولكنها وسيلة بل أهم وسائل تنمية الوعي لدى المواطنين، فإن تحقق المكسب فهذا أمر جيد و ان لم يتحقق فليست معناه ان تتوقف الدولة عن تقديم الأنشطة والفعاليات الثقافية وللأسف لم يستجب فكانت النتيجة ثورة المبدعين والمثقفين ضده ولم يدخل مقر الوزارة حتى قامت ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو واطاحت بحكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل
تذكرت ذلك وأنا اتابع ما يثار مؤخرا حول خسائر بعض وسائل الإعلام لاسيما الصحف والمجلات والدعوة إلى اغلاقها أو
دمجها فى إصدارات أخرى بهدف تقليل الخسائر والأعباء متناسين الهدف الرئيسي الذي صدرت من أجله تلك
الوسيلة أو ذاك !! .
ولهؤلاء نقول أنه لا توجد مطبوعة فى مصر وربما فى العالم خاصة كانت او مملوكة للدولة تحقق ارباحا أو مكاسب من
التوزيع نظرا لارتفاع أسعار الورق والاحبار وغيرها من الأمور المتعلقة بعمليات الطباعة والتحرير ، ولذلك يجب البحث
عن طرق ووسائل أخرى تحقق العائد المادى لهذه المؤسسات بما يؤدي إلى التوازن بين الإيرادات والمصروفات أو
بمعنى أدق تقليل الخسائر ، بعيدًا عن الاغلاق أو الدمج الذى اراه غير مجد بل سيؤدي إلى فقدان رافد أو أكثر من
روافد تنمية الوعي والتنوير نحن في أشد الحاجة إليها في ظل الهجمات الشرسة من أعداء الوطن وأبواق الشر
وأعوانهم فى الداخل والخارج، ناهيك عن تقليص فرص العمل وزيادة نسبة البطالة بهذه المؤسسات صحفية كانت أو
إعلامية .