الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ” إرهابية ” .. دون شهادة أمريكية !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

منذ إنشائها قبل قرن من الزمان وتحديدا عام ١٩٢٨ لا تعرف جماعة الإخوان الإرهابية غير طريق الدم والدمار لتحقق ما تصبو إليه، وكلنا يعلم أن هدفها لم يكن أبدا نصرة الإسلام والمسلمين كما كانت ولاتزال تدعى كذبا وبهتانا ،وإنما هدفها الذي وجدت من أجله هو إسقاط الدول وتفتيت مؤسساتها الوطنية حتى يمكنها القفز على مقاليد الحكم كما حدث في مصر بعد أحداث ٢٥ يناير  ٢٠١١ ، ولكنهم كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى ظلوا ٨٠ عاما يخططون كيف يصلون إلى الحكم ولم يفكروا لحظة واحدة ماذا هم فاعلون إذا وصلوا لكرسي الرئاسة فكان الفشل حليفهم خاصة بعد اكتشاف نواياهم الخبيثة لإسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية وطمس هويتها فكانت ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو التى أطاحت بأوهام الجماعة الإرهابية وأعوانها فى الداخل والخارج  .

وبعد قرن من الزمان وسنوات من الشد والجذب والتهوين والتهويل جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية أجنبية ليكتب فصلا جديدا وربما أخيرا لهذه الجماعة المارقة،  حتى وان كان القرار قاصرا على فروعها فى مصر والأردن ولبنان، ونحن بدورنا نؤكد أن المصريين شعبا وحكومة وقيادة قالوا كلمتهم منذ سنوات طويلة ” الإخوان ” جماعة إرهابية لا أمان لها ولسنا فى حاجة لشهادة أمريكية أو غربية، ولعل ما حدث في الثلاثين من يونيو  ٢٠١٣ وما تلاها من أحداث وقرارات خير دليل على ذلك رغم فداحة الثمن الذي تضمن دماء آلاف  الشهداء والمصابين من أبطال الجيش والشرطة  ، بل والمواطنين العاديين حتى تم دحر الإرهاب وعادت مصر بلد الأمن والأمان وستظل كذلك إن شاء الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها  .

هذا  لا يمنع أن الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن مباشرة إجراءات تصنيف بعض من فروع جماعة الإخوان  ” منظمات إرهابية أجنبية”،  حظى بردود فعل وتساؤلات بشأن انعكاسه على أوضاع التنظيم الدولي للجماعة وفروعها في مصر والأردن ولبنان.

ووفقا للمحللين والمتخصصين فإن خطوة ترامب تمثل تحولًا نوعيًا في مقاربة واشنطن لملف الإخوان؛ إذ تنتقل الإدارة الأمريكية من مرحلة الجدل القانوني والسياسي بشأن طبيعة الجماعة إلى خطوات تنفيذية تستهدف فروعًا بعينها ثبت ضلوعها في أنشطة عنيفة أو دعم جماعات مسلحة في الشرق الأوسط، وهو ما يُعد رسالة واضحة بأن واشنطن ستتعامل مع الإخوان بوصفهم شبكة ممتدة تتجاوز الحدود الوطنية.

ويرى الخبراء أن البيت الأبيض اعتبر فروع التنظيم في لبنان والأردن ومصر “تُشرك نفسها أو تسهّل وتدعم حملات عنف وزعزعة استقرار تضرّ بمناطقها وبمواطني الولايات المتحدة وبمصالحها ،و مثل هذه الأنشطة تشكل تهديدًا لأمن المدنيين الأمريكيين في بلاد الشام وغيرها من مناطق الشرق الأوسط، فضلًا عن سلامة واستقرار شركائنا الإقليميين”.

و”تتمثل سياسة الولايات المتحدة في التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات فروع جماعة الإخوان التي تُصنَّف كمنظمات إرهابية، وحرمان تلك الفروع من الموارد، ومن ثم إنهاء أي تهديد قد تشكله هذه الفروع ضد مواطني الولايات المتحدة أو الأمن القومي للولايات المتحدة”، بحسب الأمر التنفيذي.

وأهمية هذا القرار ترجع إلى كونه الأول من نوعه أميريكيًا في هذا السياق، ما يعني أن تعامل واشنطن مع جماعة الإخوان وفروعها حول العالم قد اختلف بشكل كبير جدًا مقارنة بما كان عليه قبل سنوات قليلة ، حين كانت هناك علاقات جيدة، ونظرة للتنظيم بوصفه كيانًا سياسيًا سلميًا يمكن دعمه ورعايته في السلطة”.

ومن هذاالمنطلق فإن”التعامل بات مختلفا تمامًا الآن، فقرار ترامب يُمثل مرحلة جديدة في عمر التنظيم شبه المنهار والملاحق أمنيًا، وسيضيف مزيدًا من الخسائر والأعباء على التنظيم، كما سيُرسخ أزمته الأمنية والسياسية والاقتصادية”، علاوة على أن الخطوة تعد أيضًا نوعية، بالنظر إلى أنها تُحفز وتمهد لاتخاذ إجراءات أقوى وأشمل داخل الولايات المتحدة نفسها، بل وداخل دول أوروبا أيضا وغيرها من بلدان العالم  الذي  ضاق ذرعا  بألاعيب ومؤمرات هذا الكيان السرطانى الخبيث .

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.