عبد الناصر البنا يكتب : المشهد عبثى بطريقة .. تفوق العبث !!

عبد الناصر البنا

” عبث ” .. يعجز العبث أن يأتى بعبث مثله ، هكذا هو المشهد العام فى مصر ، اليوم لاصوت يعلو فى بر المحروسة على الحديث عن ” العوار ” الذى طال إنتخابات برلمان مصر 2025 ، خاصة بعد أن صرح السيد رئيس الجمهورية على صفحته الرسمية وقال : وصلتنى الأحداث التى وقعت فى بعض الدوائر الإنتخابية ، وأطلب من الهيئة الوطنية للإنتخابات التدقيق التام عند فحص هذه الأحداث ، والطعون المقدمة بشأنها . وفى إستجابة عاجلة تعلن الهيئة عن بطلان الإنتخابات فى 19 دائرة إنتخابية فى 7 محافظات بالمرحلة الأولى من إنتخابات النواب .

هذه الخطوة من قبل الهيئة ماكان ينبغى لها أن تتم دون تدخل من الرئيس شحصيا ، وقد أكدت كل التقارير حسن سير العملية الإنتخابية ، قرار الهيئة كان سببا فى التراشق الذى لايليق بالجهات والهيئات القضائية ، الذى جاء فى صورة بيانات صادرة عبر أنديتها ، وتداولها العامة ، حاول خلالها كل طرف التنصل من المسئولية وإلقاء التهمة ، إعمالا بالمثل العامى كل واحد ” عاوز يرمى القرد من على كتافه ” ، النيابة الإدارية أكدت أن الهيئة الوطنية للإنتخابات هى إللى وجهت بعدم تسليم مندوبى المرشحين محاضر الفرز ، والهيئة الموقرة عملت نفسها من بنها ، وتجاهلت وأكملت عادى ، وهذا سبب كافى لـ دخول الشك والريبة فى العملية الإنتخابية برمتها ، مما يستوجب ” بطلان الإنتخابات ” وحل الهيئة وإعادة تشكيلها من جديد .

الرأى العام فى مصر شايف الصورة من زاوية أوسع ، ولذلك تجده متفق على أن مشهد إنتخابات برلمان مصر 2025 هو مشهد ” عبثى ” غير مسبوق فى تاريخ مصر الحديث ، ولم تعرف له مصر مثيل ” هناك إعتراض على قائمة مطلقة مغلقة تضم 284 عضوا مشكلة من أحزاب بعينها فرضت نفسها على الساحة ، بدون أن يكون لها وجود فى الشارع أو المشهد السياسى ، ضمنت دخولها البرلمان ” بالتزكية ” وسباق برلمانى يغلب عليه الرشوة والمال السياسى ويشوبه أيضا البطلان ، والأهم من هذا وذاك أن مايحدث على الساحة ” ينتقص ” كثيرا من مكانة مصر الدولة العظمى .

وتبقى الكتابة عن البرلمان حتى صدور حكم قضائى بإلغاءها ” عبث ” أو رجس من عمل الشيطان ، وحتى يتم إصدار قانون جديد يضمن تمثيل مشرف لمختلف فئات المجتمع المصرى تحت قبة البرلمان بما يليق بصورة مصر الحضارية ، يمكن لـ رئيس الجمهورية شغل هذا الفراغ التشريعى ، بأن يصدر قرارات لها قوة القانون بما خوله له الدستور ، على أن يتم عرضها على البرلمان القادم لـ إقرارها أو إلغاءها .

هناك فى بر مصر حرب حامية الوطيس بين بكرى وعيال مبارك ولكن للاسف ” الجنازة حارة والميت كلب ” ، فلا وقت لمثل هذه المهاترات وكل منهم قد علم مأكلة ومشربة ، وعلم كيف تملأ البطون ، ولم يعد المواطن تنطلى عليه تلك ” الهرطقة” .

منظر توقف حركة المرور التام على الطريق الدائرى ومعظم طرق مصر ، والطرق المجاورة للمتحف الكبير والأهرامات وفندق مينا هاوس المتكرر مع زيارة أى مسئول أجنبى من الفئة VIP إلى مصر ، مشهد متكرر ويحزن القلب ، ويستحق ضرورة إيجاد حل عاجل وسريع قبل تفاقم المشكلة ، خاصة وأن مصر اليوم بها أكبر شبكة للطرق والكبارى غير مسبوقة فى تاريخ مصر ، وقد يكون الحل بسيط جدا وغير مكلف نظير الوقت والجهد الضائع ، وهو أن تستخدم ” طائرة هليوكبتر ” فى تنقلات هؤلاء الضيوف ، الموضوع بسيط جدا .. ونحن لانخترع العجلة !!

فكرة تدشين ” مدينة للأعلام ” لامثيل لها خلال الـ 3 سنوات القادمة ، والتى كشف رئيس الوزراء عن أبرز ملامحها حيث تجد لها إطلاله على أهرامات الجيزة ، وبها أستوديوهات عالمية ، ونماذج لـ تصوير الأفلام العالمية ــ كونها على غرار المدن الكبيرة فى العالم مثل USA والهند ــ مدينة تصور فيها الأفلام الكبيرة “المصرية ــ والعالمية” ــ ستكون بها فنادق لـ إقامة فريق العمل .. إلخ ، الفكرة برمتها تحتاج إلى إعادة نظر ، نحن لسنا فى حاجة إلى مبانى جديدة ، خاصة وأن لدينا صرح عظيم إسمه ” مدينة الإنتاج الإعلامى ” التى لايجوز أن نتعامل معها بطريقة ” إنسف حمامك القديم ” .. ولذا أقترح التضحية ب25% من إجمالى تلك المبالغ فى تطوير المدينة ومبنى ماسبيرو ؟

أما وإن كان قد قضى الأمر الذى فيه تستفتيان فأنا أرى أنه قد يكون من الأفضل أن تقام هذه المدينة من خلال

مستثمرى القطاع الخاص ورجال الأعمال أو حتى بنظام BOT ، والأهم أن يكون هناك رؤية أو خطة تهدف إلى ” جذب

” شركات الإنتاج العالمية الكبرى ” لـ تصوير أعمالها داخل مصر ، وفى الأماكن السياحية والأثرية ، بضوابط وأن تكون

هناك جهة واحدة هى المسئولة ، وأن يكون هناك حافز مادى لشركات الإنتاج للتصوير فى مصر .

وإن كنت أرى أن الأعلام المصرى فى ظل وجود مؤسسات كبرى وعلى رأسها مدينة الإنتاج الإعلامى ومبنى

ماسبيرو هو فى حاجة ماسة إلى حرية رأى وتداول معلومات وناس لديها خبرة ورؤية فى الشغلانه أكثر ماتكون فى

حاجة إلى مدينة جديدة !!

الرئيس يقود حملة ضد الفساد ويطالب بتحرك حاسم لضبط المخالفين وإعادة الإنضباط ، لـ مواجهة الفساد داخل

مؤسسات الدولة من خلال ” المخابرات العامة ـ الرقابة الإدارية ــ الأمن الوطنى ” . ولاننسى قول الرئيس ” الجيوب

إتملت ” أأمل أن تؤتى هذه الحملة ثمارها فى قطاع المحليات وبقية مؤسسات الدولة .

الدورة الـ49 لـ مهرجان القاهرة السينمائى الدولى 2025 بلا لون أو طعم أو رائحة ، وإنتقادات واسعة لغياب البهجة

والأنوار التى كانت تحيط بالأوبرا وتنبىء عن عرس فنى ، وفوضى فى التنظيم ومقاعد خاوية فى ظل غياب التنسيق

الاعلامى والسقطات التى أصبحت تريند على وسائل التواصل ؛والتفرقة فى التعامل مع الهيئات الصحفية والاعلامية

بقى أن أشير إلى أن كل مشاكل ” النقل ــ والصناعة ” لدينا قد إنتهت ولم يتبق أمامنا إلا أن نصرح ببناء أكبر ساعة

فى العاصمة الإدارية على غرار ساعة ” بيج بن ” .. حفظ الله مصر !!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.