الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: مثلث القوة  !

الكاتب الصحفي عصام عمران

” الفن .. الإعلام  .. الرياضة  ” ثالوث الدفاع ، أو مثلث القوة الناعمة التى باتت أهم وسائل حماية الأوطان من أى محاولات تستهدف النيل منها خاصة فيما يتعلق بتغييب وعى الشعوب لاسيما الشباب والنشء الصغار ، الأمر الذى يجعل الرئيس السيسي بين الحين والآخر يطالب بضرورة الاهتمام بهذا الثالوث الحيوى باعتباره حائط الصد وخط الدفاع الأول خاصة فى ظل تغول وسائل التواصل الاجتماعى و الذكاء الاصطناعي .

من هذا المنطلق ليس غريبا أن يكون هذا المثلث محور حديث الرئيس مع الطلبة المتقدمين لأكاديمية الشرطة حيث انتقد بعض الأعمال الدرامية التي تقدم عبر شاشات السينما و التلفزيون و يراها سببا في زيادة نسب الطلاق وتفكك الأسر المصرية ، مؤكدا أن  بعض الأعمال الدرامية أظهرت الشخصيات داخل منازل فاخرة لا يستطيع ثلثا المصريين تحمل تكلفتها، ما يخلق توقعات غير واقعية مما ساهم في زيادة نسب الطلاق، خاصة بين السيدات اللواتي يقارن حياتهن اليومية بما يشاهدنه على الشاشة.

الرئيس أكد أن جزءًا من المشكلة مرتبط بالمحتوى الفني الذي لا يعكس الواقع الحقيقي لمعظم الأسر المصرية ، مشيرا إلى أن نسب الطلاق زادت في مصر  لأن الفن تجاهل  الست التي تكافح مع زوجها ،  في الوقت الذي  يبرز أصحاب الفيلات والقصور والشقق الغالية جدًا ؛ التي لا يستطيع السواد الأعظم من المصريين امتلاكها، وبالتالى “تتمرد الست على عيشتها وبيتها” !! .

وفي حديثه عن الرياضة استنكر الرئيس السيسي أن يكون فى مصر قرابة ٦٠ مليون شاب ولا نستطيع تقديم ٦ آلاف ” محمد صلاح ” في إشارة إلى نجمنا العالمى الذي بات واحدا من أساطير كرة القدم في العالم وهو ما يستلزم من القائمين على الرياضة المصرية وفي القلب منهم وزارة الشباب والرياضة والأندية الرياضية البحث عن أوجه الخلل والتقصير التي تحول دون وجود الآلاف أمثال محمد صلاح كما يتمنى الرئيس !! .

وكانت المفاجأة التي فجرها الرئيس خلال حديثه مع طلبة الشرطة إعلانه عن انشاء أكبر مدينة إعلامية فى العاصمة الإدارية الجديدة وفقا لأحدث النظم العالمية وذلك خلال  ثلاث سنوات ، لكنه فى نفس الوقت أكد أن  إنشاء المباني وحدها مهما كانت ضخامتها أو تميزها غير كاف لإنتاج محتوى جيد ، فلا بد من وجود الإنسان المبدع القادر على تقديم أعمال مفيدة للوطن والمواطن .

أخيرا وليس آخرا اتمنى أن تكون رسائل الرئيس قد وصلت للمعنيين بهذه الأمور الثلاثة وأن تكون المهنية والكفاءة والمصلحة العامة هى المعيار الحقيقي عند اختيار الأفراد لكل منها بعيدا عن الشللية والمحسوبية والدوائر المغلقة على أهل الثقة دون غيرهم من أصحاب الخبرة والرؤى الثاقبة !! .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.