الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : التقسيم.. خط أحمر

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

لم يعد الشعب المصرى فى حاجة إلى شرح او توضيح لابعاد وامتدادات الامن القومى المصرى بات يحفظها عن ظهر قلب، يفهم ويفسر ويعى خطورة ما يجرى من حولنا، يخبرك ان امن السودان، وليبيا، وفلسطين واليمن ولبنان وسوريا، والصومال جزء من الامن القومى المصرى، وبالتالى يرسم المصريون خطوطاً حمراء، يثق تماماً فى قدرة وطنه على حمايتها خاصة فى ظل تجاربه مع قيادة سياسية وطنية استثنائية ايقظت وعى المصريين، واستدعت ارادتهم واصطفافهم لمجابهة تحديات وتهديدات تواجه الأمن القومى المصرى.
الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أتون العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة، فى مواجهة حاسمة لمخطط التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية والمطالبة الامريكية بنقل الفلسطينيين إلى سيناء، قال الارض ارضنا وبلادنا ومسئولون كلنا نحميها زى ما هى كده من آلاف السنين دى حدودها، ومحدش بفضل الله ممكن يفرط فى حاجة من هنا نستطيع ان ندرك مواقف مصر وثوابتها وخطوطها الحمراء، حيال ما يحدث فى دول شقيقة تمثل قضية امن قومى بالنسبة لمصر، لذلك تجد ان محتوى الخطاب المصرى ومواقف القاهرة شديدة الوضوح والحسم تجاه الازمات فى السودان، وليبيا، وسوريا ولبنان والصومال.
موقف مصر واضح وقوى فى ليبيا، تؤكد اهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الاراضى الليبية وخروج المليشيات والمرتزقة والمقاتلين الاجانب وعدم التدخلات الخارجية فى ليبيا، وان الحل سياسى يجب أن يكون نابع من إرادة الليبيين واعلاء المصلحة الوطنية، لهذا البلد الشقيق بما يعنى ان مصر ترفض وبشكل قاطع وحاسم تقسيم ليبيا او المساس باراضيها.
نفس الامر فى سوريا تؤكد مصر اهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الاراضى السورية، وان يكون هناك مقاربة سياسية، تشمل او تضم كافة الاطياف السورية، ورفض التدخلات الخارجية وايضاً رفض الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة والاراضى السورية، وتعمل القاهرة على دعم الشعب السورى الشقيق.
ويظل الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للفلسطينيين موقفاً واضحاً وحاسماً فقد تصدت مصر للعدوان الاسرائيلى على قطاع غزة وكشف نوايا واوهام دولة الاحتلال مبكراً عندما اعلنت رفضها القاطــع بثلاث لاءات تاريخيــة، لا تصفية للقضية الفلسطينية، ولاتهجير للفلسطينيين، ولا مساس بالامن القومى المصرى ذلك صباح الثامن من اكتوبر 2023 ثم نجحت مصر فى اجهاض المخطط الصهيونى، عندما رفضت تهجير الفلسطينيين بشكل عام او على حساب اراضيها بشكل خاص، واكدت انه لن يحدث وتمكنت فى النهاية من انهاء الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، فى قمة شرم الشيخ للسلام بالتوقيع على اتفاق انهاء الحرب بحضور الرئيس الامريكى دونالد ترامب وكبارزعماء وقادة العالم وتستعد لاستضافة مؤتمر دولى لاعمار غزة وسرعة التعافى، وتقديم كافة انواع الدعم للاشقاء فى القطاع فى ظل هذه الظروف القاسية التى خلفها العدوان الصهيونى الهمجى على غزة وبلغ حجم الدعم الانسانى المصرى للاشقاء فى غزة 665 الف طن من كافة انواع الدعم وهو ما جعل الامم المتحدة تتوجه بالشكر لمصر وقيادتها.
فى لبنان، تجد مصر هى السند للاشقاء فى ازمتهم، والتصدى لانتهاكات اسرائيل وتقديم كافة انواع الدعم الانسانى للاشقاء فى لبنان، وفى الايام الاخيرة اعلن الرئيس جوزيف عون ان لبنان ستتقدم بشكوى إلى مجلس الامن ضد اسرائيل بسبب بناء دولة الاحتلال جداراً اسمنتياً على حدود لبنان الجنوبية يتخطى الخط الازرق الذى يفصل لبنان عن اسرائيل وهضبة الجولان، حتى بات هناك 4 آلاف متر لبنانية التهمها الكيان الصهيونى لذلك مصر ترفض المساس بالاراضى والسيادة اللبنانية، وترفض انتهاكات اسرائيل ومحاولاتها التهام الاراضى اللبنانية، ومخططات التقسيم فى البلد الشقيق، فكل ما يدور فى بعض البلدان العربية التى تشهد ازمات او صراعات وراءها اوهام ومخططات اسرائيلية وسفراء الشر الذين يعملون لحسابها ويدعمون ميليشيات التمرد بالمال والسلاح لفرض واقع التقسيم، لدعم المشروع الصهيونى فى تشكيل الشرق الاوسط الجديد الذى تحدث عنه بنيامين نتنياهو.
الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حديثه فى احدى المداخلات خلال افتتاح مشروعات قومية قال ان السودان الشقيق، قضية امن قومى لانه شديد الارتباط بمصر ومن هنا كانت تصريحات الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية، بأن مصر لن تقبل ولن تسمح بتقسيم السودان، وانها تدعم المؤسسات السودانية والشعب السودانى والجيش الوطنى.
مصر تقف بكل قدراتها وثقلها إلى جانب وحدة وسلامة الاراضى السودانية وتعتبر ان تقسيم السودان خط احمر، وانها لا تقبل ولن تسمح بذلك من هنا فإن مصر مع المملكة العربية السعودية وتركيا يدعمون الدولة الوطنية السودانية وجيشها الوطنى حفاظا على وحدة هذا البلد الشقيق وانقاذاً لشعبه من ويلات المخططات، والانتهاكات والمصير الغامض، ولان مصر اعلنتها بوضوح التقسيم خط احمر، فاعلم ان السودان منتصر لا محالة، وبدأ الجيش الوطنى السودانى فى توسيع نطاق عملياته العسكرية واعلان التعبئة العامة والحشد والهجوم الشامل لتحرير كامل الاراضى السودانية من دنس المؤامرات والمخططات الخارجية، وأدواتها من الميليشيات والمرتزقة، وبدأت بشائر النصر فى ظل ما يحققه الجيش السودانى من تقدم وضربات قاصمة للميليشيا وتحرير بعض المدن المهمة وتدمير قدرات المرتزقة وقطع امداداتها.
السودان بالنسبة لمصر «خط احمر» هذا ما يدركه جميع المصريين، الذين باتوا على دراية كاملة بابعاد وحدود الامن القومى، لذلك عندما يتردد التقسيم فى اى بلد عربى تجد ان المارد المصرى ينتفض، يتحرك فى كل اتجاه لاجهاض هذه المخططات وينجح فى ليبيا والسودان ولبنان والصومال التى لجأت إلى مصر فوجدت خير العون والدعم ولن تسمح القاهرة بتقسيم او النيل من اراضى اى دولة عربية.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.