عبد الناصر البنا يكتب : إللى فات مات .. عن البرلمان أكتب !!

عبد الناصر البنا

هوا إحنا نقدر نقول إللى فات مات ، يعنى بالبلدى كده نقدر نعمل ” نقطة ومن أول السطر ” ، ونستعير من العامية المصرية مصطلح ” إللى جاى حمادة تانى خالص ” والله نأمل ذلك . الحكاية بدأت همسا ، وغمزا ، ولمزا عن عدم رضاء الناس بالطريقة التى تجرى بها العملية الإنتخابية برمتها فى مصر ، لكن سرعان ما أصبح هذا ” الهمس” واقعا ملموسا ، بالقدر الذى جعل ” بكرى ” يتحول لـ 360 درجة ، ” والجلاد ” بطلا قوميا مثلة مثل ” العكش” مفجر ثورة يناير ، “وأبوبكر” يعود لـ ينظر من جديد فى برنامجه “كل يوم” على قناة ON ، ومن ثم ” موسى ، والباز ، والديهى .. إلخ ، إلخ ” وغيرهم من المطبلاتيه ، ومن حملة المباخر وماسحى الجوخ ، ولا حسى الأحذية .

كلمات مقتضبة وضعها الرئيس على صفحته الرسمية قلبت مصر رأسا على عقب ، الهيئة الوطنية للإنتخابات أسقط فى يدها ، أصبحت فى موقف لاتحسد عليه ، رئيس الهيئة فى مؤتمره الصحفى عقب تصريحات الرئيس وقد أصبحت الكرة فى ملعبه حال باله يقول : تعمل إيه ياعبدالرحيم .. تعمل إيه ياعبدالرحيم ، وقد بلغ السيلُ الزُّبَى ، ولم يعد أمامه إلا أن يعلنها صراحة ” إلغاء المرحلة الأولى ” برمتها من العملية الإنتخابية لما شابها من مخالفات جسيمة فى أغلب اللجان وضاع عنها مبدأ الشفافية والحيادية والطعون المقدمة وفيديوهات الـ social Media للرشاوى التى وصلت للرئيس ، كانت خير شاهد على ذلك .. الله يكون فى عونه .

عمرو أديب ذهب إلى ماهو أبعد من ذلك وطالب ” بإلغاء الهيئة ” برمتها ، يعنى بالبلدى كده جاب م الآخر ، ولتانى مرة أقول لك ” المحكمة إتنورت ” ياعم عمرو . والسؤال : ماذا لو ألغت الهيئة العليا الإنتخابات العملية الإنتخابية فى مرحلتها الأولى ؟ والإجابة : إذا كنا جادين فى تطبيق ماقاله الرئيس ، وعاوزين نبنى مصر الجديدة على “نضيف” خلونا نتكلم بعقل بعيدا عن المطالبة بإلغاء الإنتخابات أو الهيئة .. إلخ ، وخلونا نروح لما هو أبعد من ذلك ونسأل نفسنا سؤال : هى ليه الناس بتتكالب على عضوية البرلمان ؟

” طبق العسل ” ، هو إللى بيخلى الواحد يدفع الـ 70 مليون للحزب ، وهو قرير العين علشان يدخل القائمة ، ويحصل على مقعد البرلمان ، طبعا هو الله يبارك له عندة غير الـ 70 مليون دول 100 مرة ، ومن ناحية تانية هو أكيد ضامن أنه هيجيب بدل الـ70 مليون سبعمائة وكله بالحصانة ، والموضوع متوقف على إجادته للفهلوة . ” الحصانه ” الغائب الحاضر فى قضيتنا ؛ وهى بكل بساطة وسيلة تمكن الناخب من آداء مهامه تحت قبه البرلمان دون خوف من ملاحقة القانون له ” يسأل ، يستجوب ، ويتخذ قرارات لها قدسية الأحكام القضائية . بدون أن يحاسبه احد . ولو إعتبرنا أن هذا هو الهدف من الحصانة .. فلماذا يتم إستخدامها خارج قبة البرلمان ؟

حقيقى أنا مش عارف .. ولكن يحضرنى موقف يعود إلى عام 1990 عندما كنت مجندا فى سلاح الشرطة العسكرية ، وفى إحدى المأموريات وتحديدا فى قرية ” الكوامل ” فى محافظة سوهاج ، إقتضت الظروف وقف حركة السير على إحدى الطرق ، للسماح وسهولة مرور رتل مركبات عسكرية ، فإعترض أحد نواب البرلمان على الوقوف لدقائق لحين مرور تلك المركبات وهاج وماج ولوح وهدد كونه نائب فى البرلمان .. إلخ ، وكان معى رائد مازلت اتذكر إسمه وينتهى لقبه ( أبوحجى ) من أبناء سوهاج ، أتذكر وقتها أنه لقنه درسا فى الأخلاق لن ينساه .

حاصل القول أنا أرى كما يرى غيرى أنه يجب إعادة النظر فى طبق العسل أقصد ” الحصانة ” خارج البرلمان حتى لايساء إستغلالها فى موقف مثل الذى ذكرته ، وأيضا فى عدم الإمتثال لنقاط التفتيش ، بل وفى ماهو أبعد من ذلك وأقولها بصراحة فى مضاعفة الـ70 مليون الفيزيتا بأنشطة قد تكون مخالفة للقانون ( سلاح ـ آثار ـ مخدرات )

إن العوار فى الإنتخابات الأخيرة هو ليس فى العملية الإجرائية ولجان الإقتراع والرشاوى والمال السياسى فقط ، ولكن العوار كما يرى رجال القانون ينسحب على العملية الإنتخابية برمتها بدءا من نظام ” القائمة المطلقة المغلقة ” التى قيل لكل من ورد إسمه فيها ” مبروك مقدما ” كما نفعل عند الحلاق ، حتى قبل أن يدلى المواطن بصوته فى لجان الاقتراع ؛ ومن لم يحالفه الحظ وينل شرف دخول القائمة ، دخل على النظام الفردى ، وما رأيناه فى لجان الصعيد وإنسحاب بعض النواب فى القاهرة ، هو خير دليل على أن هذه الطريقة لاتعبر عن إرادة الناخب والمرشح الحر المستقل .

قولا واحدا .. يجب أن ينحى ” المال السياسى ” جانبا فى العملية الإنتخابية برمتها ، بأى طريقة من الطرق فى إختيار نواب الشعب ، والحق أقول : أن الشارع المصرى ” يغلى ” على إختيارات الشيوخ خاصة بعد مهزلة ” ياسر جلال ” وماحدث فى البرلمان مؤخرا . ضاعت فلوسك ياظاظا كان أول رد فعل لى عندما قرات تصريحات الرئيس الأخيرة التى جاءت بمثابة ” كرسى فى الكلوب ” ، وكمان هتكمل فرحتنا لو تم القبض على كل مرشح ثبت أنه دفع ملايين للحزب علشان يدخل القايمة ، أو دفع رشاوى مستغلا ” عوز ” الناس وحاجتهم فى ظل الظروف الإقتصادية القاسية التى نمر بها ، والطوابير المهينة التى رأيناها على وسائل التواصل تطالب بالكرتونه والـ 200 جنية التى وعدوهم بها ، وعلى الأقل يجب أن نفعل قانون ” من أين لك هذا ” بتاع زمان !!

عموما .. إللى فات مات ، وأهلا ومرحبا بالجديد ، تعالوا نعدل القوانين الخاصة بنظام الإنتخابات فى مصر ، بما يضمن أن يكون هناك تمثيل حقيقى لـ إرادة الناخب فى إختيار من يمثله تحت قبة البرلمان ، ودا مطلب شعبى الشعب المصرى ” حصيف ” تخيل مواطن بسيط فى وسيلة نقل عامة يقول : كل دا فيلم علشان عاوزين يعدلوا الدستور !! يخرب بيت أم دا شعب .. منذ أيام قامت ثورة فى بيتنا الهادىء تقودها زوجتى وإبنى على مقال كتبته بعنوان ” مصر تنتحب .. عفوا تنتخب ” وهاجت الدنيا وماجت إعتراضا على كل ماجاء فيه من كلام كان ” موضوعى ” تناول العوار الذى شاب عملية الإقتراع ، لدرجة وصلت إلى التهديد بالمنع من دخول البيت ، والحجة علشان ماتجيبلناش وجع الدماغ ، وأنتو عارفين التهديدات من هذا النوع .

وكان ماكان لـ نفاجىء ” بالرئيس ” الذى لايخفى عليه دبيب النملة ، بالوقوف إلى صفى فى ما إنتهيت إليه ، وهنا أشهرت سيفى وقلت هل من مبارز ، الرئيس صرح بكلمات قليلة ولكنها تحمل معانى كثيرة ، وحتى لا أتهم بالنفاق ، وهو فى مثل هذه المواقف محمود ، مافهمته من كلام الرئيس إلغوها بأه أو فضوها سيرة . وعلشان كدة ودفاعا عن كل من شعر بالظلم فى عملية الإقتراع الأخيرة .. أقول لكل من أنفق المال للحصول على مقعد فى البرلمان ” ضاعت فلوسك ياظاظا ” .

فقط أأمل أن يتعظوا ولا يتلونوا بألوان الطيف ويطلوا علينا من منفذ جديد .. دائما وأبدا .. حفظ الله مصر .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.