الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : بين الشكلية والمتاجرة..مجتمعات تدفع الثمن.. ودول تواجه الخطر

جرائم كثيرة ترتكب باسم الدين تسببت فى كوارث وهدمت أخلاقيات ودمرت دولاً.. فالمتاجرة بالدين على مستوى الأشخاص وأيضا على مستوى الجماعات المأجورة التى تستخدمها قوى الشر فى ضرب الدول من الداخل وتفكيك تماسكها وإحداث انقسام فيها وتجريف ثقافتها وإسقاط هويتها الوطنية وإشعال الفتن لتنفيذ مخططات.. وسرعان ما تجد أن جماعات وميليشيات المتاجرة بالدين ما تعلن عن نفسها وحقيقتها وارتباطها الواضح مع أعداء الوطن بعد إسقاطه وهدم مؤسساته وتفكيك جيشه الوطني، فى الوقت الذى كان فى الماضى يستغل الدين ويرفع شعاراته ويتحدث باسمه، ينقلب رأساً على عقب، يقبل أيدى من خدع الجميع أنهم أعداء، يفرط فى كل شيء، يتنازل عن العرض ويسمح لأعداء الوطن بالتوغل والاحتلال واستباحة الأرض ونزع أنياب وأسلحة الوطن للدفاع عن سيادته، لا يبدى أى مقاومة أمام مطالب المتآمرين.. وإذا عدنا بالذاكرة إلى الأقوال والتصريحات والشعارات، التى للأسف انطلت وخدعت الكثيرين، تجد هذه الميليشيات سوف تحرر فلسطين وتفك أسر الأقصى وتعيد الخلافة وستهزم وتدمر أمريكا وستلقى إسرائيل فى عرض البحر، فى مسلسل هزلى وفيلم هوليوودي، للأسف خال على البعض.. وربما أن هذه الجماعات وميليشيات التزييف والتدليس والخداع والمتاجرة بالدين تربت ونشأت وتدربت وتأهلت لهذا الدور فى معقل الصهيونية، فى تل أبيب، فى الموساد.. لم لا، وقد شهدت السنوات الأخيرة أئمة ومرجعيات اتضح فى النهاية أنهم أعضاء فى الموساد.. فما يحدث من خنوع وتنازلات وتفريط فى الأوطان، الأرض والسيادة، وتسليم الدولة إلى أعدائها.. وفى النهاية هناك من يصفق ويهلل، بل ويكبر، مأساة.
الإسلام بريء من هؤلاء، سواء الذين يخدعون الناس بالتدين الشكلى وهذا على مستوى الأشخاص، تجد أنك أمام شخص يتظاهر بالورع والخشوع والتدين ويتحدث فى الدين، وفى نفس الوقت يقبل الرشوة ويعطل مصالح الناس ويدمن النميمة وسيرة الناس والحقد والحسد ونشر الأذى أو يغش فى الميزان، ضميره غائب وربما مستأصل أو يعانى عيباً خلقياً فى عدم وجود هذا الضمير، وغيرها من الممارسات، ويشيع بشكل مظهرى للناس أنه شخص متدين ومتمسك بتعاليم الدين، ولكن ما خفى كان أعظم.. هذا النموذج موجود، ولكن لا يعنى سبة فى حق المتدينين الحقيقيين الذين يستوى لديهم الظاهر والباطن ولديهم إخلاص يأخذون بالحديث الشريف «قل آمنت بالله ثم استقم» والاستقامة- حسب فهمي- هى الالتزام بكامل تعاليم الدين من تسامح واحترام وتعايش وضمير حاضر وإتقان العمل والحرص على مساعدة الناس وقضاء حوائجهم .
المولى عز وجل يصف نبيه وحبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم «وإنك لعلى خلق عظيم»، والرسول يتحدث عن نفسه يقول صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
التدين الشكلى أو المظهرى له آثار خطيرة على المجتمع وقيمه وأخلاقياته، بل ويسيء للدين نفسه وينشر الغش والكذب والخداع وينشر الفساد والرشوة ويعطل المصالح وعدم جودة العمل.
هنا بُعد أخطر للمتاجرة بالدين وخداع الناس ودغدغة مشاعرهم بالدين بشعارات براقة لا أساس لها فى الحقيقة، وعلى الأرض على مستوى الجماعات والميليشيات المتأسلمة التى تتبنى الإرهاب، فإذا اتخذنا جماعة الاخوان الارهابية مثلاً ؟ وخداع ومتاجرة هذه الجماعات، نجد انها زرعت فى أرض مصر الطيبة شائعات الانقسام والفتن وانتهجت العمالة والخيانة لحساب أعداء مصر، فى الوقت الذى كانت تمتلك أخطر تنظيم إرهابى مسلح يعمل تحت الأرض فى أجنحة مسلحة تنفذ عمليات قتل واغتيال وتستهدف مؤسسات الدولة، .. وعندما وصل الاخوان المجرمون إلى حكم مصر فى غفلة من الزمن، كتبوا بقلم رئيسهم المعزول محمد مرسى للرئيس الإسرائيلى عزيزى وغزلاً فاضحاً فى دولة الاحتلال، فقد أرادوا تحويل مصر إلى مجرد ولاية تابعة لدولة فى المنطقة تأخذ تعاليمها من ألد أعدائها، بل ووافقوا على مشروع التهجير مقابل مليارات معدودة من الدولارات، ومازال الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن على قيد الحياة يكشف تفاصيل الخيانة الاخوانية التى قادها محمد مرسى من سنوات ما قبل يناير 2011 مخطط الفوضى ومحاولة إسقاط مصر، كان الحج إلى السفارة الأمريكية عقيدة اخوانية، بل ان المخطط فى 2011 كان اتفاقاً أمريكياً- إخوانياً، يحقق أهداف وأوهام الكيان الصهيوني.
حصاد المتاجرة والتجارة بالدين وهى عقيدة الاخوان الفاسدة جاء قاسياً ومريراً، حيث عاثت الجماعة الارهابية تدميراً وإسقاطاً لبعض الدول، ونجت مصر من هذا المخطط ومن طلاسم الشيطان الاخوانى بتعاويذ الوعى الوطني، عندما استفاق المصريون وأدركوا خيانة وخطورة مخطط ومؤامرة الجماعة الارهابية على مصر.. فتش عن الخراب والتمزق والانقسام والفتن والعنف والإرهاب وسقوط الدول ودخولها فى مستنقع الأزمات دن أمل فى العودة، تجد الإخوان المخربين فى صدارة المشهد.. خربوا الدول ومزقوا الأزمة، الأفعى التى نشأت على الأرض العربية وتكونت وتحولت وخدعت، لكنها لم تتخل عن لدغاتها القاتلة، فلا أمان لهذه الجماعة الخبيثة وما تعانيه بعض الدول والشعوب الآن نباح الإخوان والجماعات والميليشيات التى خرجت من رحم هذا التنظيم الارهابي.. جميع هذه التنظيمات تتبنى الفكر الاخوانى الأمر الذى يكشف بوضوح أنه مهما تعددت أسماء ومسميات هذه الجماعات والميليشيات، لكنها جميعاً تنتمى للإخوان، والأمر الذى يكشف تبعية الاخوان للكيان الصهيونى وخدمته أوهام ومخططات دولة الاحتلال، تنظيم عناصر الجماعة الارهابية لمظاهرات أمام السفارة المصرية فى تل أبيب وأيضا محاولات التعدى على السفارات المصرية فى الخارج.. لم توجه الجماعة مجرد كلمة إدانة أو حتى لوم أو توبيخ لإسرائيل، بل ان رئيس الوزراء المتطرف نتنياهو يعاير من دعمهم وساعدهم على تدمير أوطانهم وإسقاطها وتفكيك جيوشها، بأنه كان السبب فى مجيئهم فى حكم هذه الدول، مع استباحة أراضيهم وحصانة للعدو الصهيوني، ليعيث فيها احتلالاً وتوغلاً.
لم تجنِ الأمة العربية من جماعات وميليشيات المتاجرة بالدين سوى الخراب والدمار وسقوط الدول وتشريد شعوبها.. لذلك هل تعى الدول خطورة المتاجرة بالدين، وألا تسلم عقولها لجماعة الاخوان التى ترعاها قوى الشر وتحركها لتدمير وتخريب دول الأمة؟!
تحيا مصر