الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : الشباب.. وبناء الوعى

تولى الدولة المصرية اهتماماً كبيراً ببناء الوعي، ورفع ترمومتر الولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة، التى تروى قصص وحكايات الأمجاد والبطولات والتضحية، كل شبر فى هذا الوطن، يحمل رسالة من الأجداد، كيف حافظوا على مصر، وسطروا حضارة عظيمة، لذلك من المهم ان يعرف ويعى الأحفاد هذا التاريخ العريق.
الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتم مبكراً بسلاح الوعى الحقيقى والفهم الصحيح ورسخ مبدأ مهماً للغاية وهو التشاركية بين القيادة والشعب فى بناء الوطن والحفاظ عليه بل عظم دور الشعب، وقال ان القيادة أو الحكومة لن تستطيع ان تواجه التحديات والتهديدات وتعبر العقبات بدون الشعب، كما أنه ارسى قواعد التواصل والشفافية والمصارحة وان يطلع المواطنين على كل ما يتعلق بالبلاد من تحديات وانجازات، عن الحاضر والمستقبل فهو شريك أساسى يتحدث دائماً مع المصريين انطلاقاً من قاعدة الثقة الشعبية فى القيادة التى لم تخذلهم يوماً وأيضاً الرهان الرابح على الشعب، يولى اهتماماً غير مسبوق بالشباب لانهم الهدف الأساسى لجهود الدولة وأهداف البناء والتنمية، من هنا جاءت توجيهات الرئيس السيسى باطلاع الشباب بالحقائق وتنظيم زيارات ميدانية، لقلاع البناء والتنمية ومؤسسات الدولة لذلك، وجه الرئيس السيسى بتنظيم زيارات ورحلات إلى سيناء الحبيبة وهو أمر أراه غاية فى الأهمية، فهذه الأرض تمثل تاريخ شديد الخصوصية لدى المصريين، لديها حكايات وقصص ثرية عن البطولات والانتصارات والتضحيات، بوابة مصر الشرقية التى لطالما كانت ومازالت مطمعاً وهدفاً للاعداء وقوى الشر، لكن الحكاية الجديدة ليست قاصرة على بطولات وانتصارات فى ميادين القتال على أرضها الطاهرة المعطرة بدماء الشهداء، وكيف كانت ومازالت مقبرة للغزاة، فهى جديرة بالزيارة من أبناء هذا الوطن خاصة الشــباب والصــغار، تفيض بالوعى والفخــر، تحكى لهم كيف سطر الأجداد والآباء ملاحم النصــر للحفــاظ على هذه الأرض وكيف حقق جيش مصـر العظيم المعجزة العسكرية فى أكتوبر 1973، وعبر وانتصر، وكيف قضى على الإرهــاب المدفــوع، والمدعــوم والمممول من أجل فصل سيناء عن حضــن وطن عظيم، لم تتغير حدوده على مدار التاريخ.
زيــارات للشــباب والصــغار لســيناء أمر بالغ الأهمية فى هذا التوقيت، هناك حكايات وقصص بطولات جديدة وصفها أبناء هذا الجيل على درب الأبطال لم تكن فقط فى ميدان القتال ودحر الإرهاب، لكن أيضاً سيناء ستروى لهم هذه المرة كيف أصبحت محصنة آمنة تسلحت بالقوة والقدرة والردع، وكيف شهدت أكبر ملاحم البناء والتنمية والتعمير، وباتت تمثل جزءاً مهماً من مستقبل مصر الواعد، وكيف تحققت آمال وتطلعات أهلها أبناء مصر الطيبين وبات الوصول إلى سيناء أقرب ما يكون سواء فى ظل وجود 6 انفاق أسفل قناة السويس تربطها بالدلتا، ومحافظات مصر لتحقيق الكثير من الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية والتنموية وباتت أرضاً واعدة للاستثمار والزراعة، والسياحة، والصناعة والموانئ المصرية، وشبكة طرق حديثة تدعم سرعة الوصول إليها، باتت قريرة العين بعد عقود عجاف، لكن توفرت لها رؤية قائد عظيم واستثنائى اعتبرها قضية أمن قومى تمنحها أولوية غير مسبوقة، لذلك استأثرت بحجم هائل وغير مسبوق من الانفاق والاستثمار فى أرض سيناء الطيبة، وتهيئة الحياة الكريمة لابنائها الذين كانوا ومازالوا دائماً على العهد لم يفرطوا يوماً، ولم يستسلموا لغطرسة قوي، أو غزو ومحتل، أو همجية الإرهاب.
زيارة سيناء للأبناء من الشباب والصغار طاقة فياضة من الوعى الحقيقى وعمل عظيم يجب ان تتضافر فيه جهود مؤسسات الدولة، وزارات الشباب والرياضة والتربية والتعليم، والتعليم العالى والأوقاف والأزهر، وأثق أن هؤلاء الشباب على كافة التخصصات ستكون لديهم ثروة عظيمة من المعرفة والوعي، والولاء والانتماء خاصة إذا كان الخطاب والتعريف يمزج بين عظمة الماضى والحاضر وما صنعه هذا الجيل من معجزة، تنطلق من معجزات جيل أكتوبر وما قبله، وأيضاً زيارات لقلاع البناء والتنمية ومواقع جيش مصر العظيم، وذكريات النصر العظيم، وبطبيعة الحال لابد من زيارة موقع التجلى الأعظم، حتى يعلم الأبناء ان المولى عز وجل اختار مصر وتحديداً جبل الطور ليتجلى عليها وهو أمر فريد وعظيم.
الأمر الثانى الذى وجه به الرئيس السيسى هو فترات من التعايش بين طلبة الكليات العسكرية وكلية الشرطة مع طلاب الجامعات المصرية، وما أروع هذا التوجيه، الذى يحمل رسائل مهمة، ويحذر ويرسخ الولاء والانتماء لدى شباب الجامعات، لادراك ما وصلت إليه قواتنا المسلحة، والشرطة الوطنية من قوة وقدرة والتعرف على رسالة هؤلاء الأبطال، وبناء حالة من التناغم والفهم، لرسالة هؤلاء الشباب سواء العسكريون والمدنيون، بأن الجميع يعمل من أجل مصر، وأمنها واستقرارها والحفاظ عليها وتقدمها وكل يؤدى دوره فى تحقيق هذه الأهداف وهنا تبرز أهمية صياغة برنامج متكامل وشامل ثفافى وفكرى يتناول أهمية الأمن القومى والأمن الداخلى ومفهوم الأمن القومى الشامل والتحديات التى تواجه الوطن، وكيف تستعد الدولة لحماية أمن الوطن والمواطن، وفلسفة بناء هذه المؤسسات الوطنية، وأيضاً برامج رياضية وفنية، ولك أن تتخيل حجم الاستفادة من فترات التعايش، فطبيعة الحال ستبنى مساحات مشتركة بين هؤلاء الشباب الضباط جيش أو شرطة وكذلك طلاب الجامعات ستكون هناك علاقات وصداقات، وفهم لطبيعة عمل الجميع وادوارهم، واحترام وتقدير لهذه المهام كما ان هؤلاء الضباط كيف يساهمون فى توفير مناخ الاطمئنان والأمان لأجيال من العلماء فى جميع المجالات والتخصصات حتى يساهموا فى بناء وتقدم هذا الوطن، بالاضافة إلى حجم الوعى الذى تحقق للجميع.
باختصار فمن يطالبون بتنظيم مثل هذه الزيارات والتوسع فيها، فما أعظم الوعى بالواقع، لاننا أحياناً نتحدث مع بعض الشباب، يخبرنا بمقولة لكننى لا اعرف هذا الكلام أو ما تتحدث عنه وهذا أمر جميل، إنهم يقولون ذلك وتتغير قناعاتهم وآراؤهم من خلال الأحادث المباشرة فما بالنا إذا زاروا الواقع، وتعرفوا على قلاع البناء والإنتاج وتعرفوا على ملامح مصر الحديثة وما حققته من نجاح كبير فى مجال البناءوالتنمية، وكيف سيكون تأثير ونتائج هذه الزيارات ليس على الشباب الذين قاموا بالزيارة فحسب بل هم سفراء لنشر الوعى والمعلومات، للأسر، أو الأصدقاء أو وسائل للرد على الأكاذيب والتشويه، وحصانة من محاولات التشويه، لأنهم محصنون بالمعرفة ولدينا آلاف المشروعات العملاقة، والمواقع التى تستطيع ان تبنى وعياً حقيقياً لدى الشباب، بل يمكن ان تنظم كل وزارة أو مؤسسة أو جهة، أو حتى القطاع الخاص برنامجاً للعاملين فيها بالتعاون مع مؤسسات الدولة لذلك أرى أن توجيهات الرئيس السيسى أصابت الهدف وستكون لها نتائج عظيمة.
تحيا مصر