عبد الناصر البنا يكتب : مصر تنتحب .. عفوا تنتخب !!

عبد الناصر البنا

قبل أن تغلق لجان الإقتراع أبوابها فى اليوم الثانى لإختيار أعضاء البرلمان ، هناك مشاهد أرى أن السكوت عنها ” جريمة ” مكتملة الأركان ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس ، على سبيل المثال لا الحصر فى دائرة نجع حمادى ” مسقط رأسى ” وهى دائرة تعرف ” بدائرة الدم والنار ” وعلى صفحات مثل ” النجعاوية ـ بتوقيت النجع ” الفضائح للركب ، الناخب هناك مالوش دعوة بالمجلس أو البرلمان ، لا .. لا الحاجات دى لاتخصه فى شىء ، هو رايح يحيي ” العصبية القبلية ” يعنى كل إللى نفسك فيه .. تقدر تقوله !!

رشاوى ، مال سياسى ، تقطيع يفط ، سلاح ، ضرب نار لزوم التهديد وإستعراض القوة ، منع ناس من التصويت ، تقفيل لجان بعينها ، مفيش حاجة إسمها صمت إنتخابى ، صمت إيه إللى إنت جاى تقول عليه ، إذا كان لجان القاهرة نفسها يفط المرشحين كانت ترفرف على لجان الـ إقتراع أثناء الإدلاء بالأصوات فى يومي الإقتراع !!

ياعم بأقول لك الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا .. هو حضرتك ماشفتش فيلم ” الزوجة الثانية ” ولا إيه ؟ .. تحيا الأمة العربية ، إنما لو حضرتك كلفت خاطرك وتجولت فى قاهرة المعز هتشوف العجب العجاب ” خناقة للركب ” عشية اليوم التانى للإقتراع فى منطقة ” فكيهة ” بالطالبية هرم ” الجنازة حارة .. والميت كلب ” وعدوا الناس يعطوها فلوس والوكيل ” فلسع ” وإللى يقول وعدونا ب” 200 ” جنية وأعطونا 100″ ، وفضايح مابعدها فضايح ، بأقولك والله كانت خناقة حامية الوطيس وعلى عينك ياتاجر .

وإللى شفناه فى فيديوهات انتشرت على وسائل التواصل كانت حاجة مخجلة ، المحترم سألها : أخدتى كام ياحاجة ، تقول له : والنبى يابنى قالوا لى هنعطيكى 200 جنية ومدونيشى إلا 100 بس ، وقالوا لى علمى على ” العقرب ” ، كلام إتكرر فى كل اللقاءات تقريبا ، مشاهد زى إللى شفناها لايمكن أن تمر مرور الكرام على شعب مالوش حل فى السخرية ؛ كتبت إحداهن على صفحتها فى موقع ” فيسبوك ” الناس إللى إنتخبت وخدت كرتونة فيها مكرونة قلم وعايزين يبدلوها بلسان عصفور يكلمونى خاص ” عمرك شفت فضايح زى كده .

كله كوم وقصة الـ DG أمام لجان الـ إقتراع والطبل والزمر دا تقليد كنت هكتب “بدعة”خفت يفتكرونى سلفى ولا واحد من إياهم ” أعوذ بالله ” ، إيه بقى القصة ؛ بجد أنا ذاكرت وكنت دايما الأول فى كلية حقوق لم يصافنى طوال سنى دراستى أن هناك طبل وزمر أمام لجان الـ إنتخابات أثناء إدلاء المواطن بصوته لا فى الشرق ولا فى الغرب ، والحق يقال أن قناة العربية نقلت بعض مشاهد من إنتخابات البرلمان فى ” العراق ” حاجة تشرف بجد .

هل هذا هو المنتظر أو المتأمل من مصر الجديدة ؟ ، هل السنوات التى أفنينا عمرنا فى دراسة القانون “ذهبت سُدًا ” ، وعليه العوض ومنه العوض فيها ، إذا كنا قد ضربنا بكل مادرسناه عرض الحائط ، لما تلاقى اللجان تستقبل الناخبين ويفط المرشحين ترفرف على مقار اللجان يبقى سلم لى على الحصانة وعلى ” الصمت ” الإنتخابى ، دا طبعا بخلاف نظام الانتخابات العجيب ” قائمة مطلقة مغلقة ” تضم 284 عضو تم إنتقاءهم بعناية من أحزاب بعينها ، ومبروك عليك ياسيادة النائب قبل أن يذهب المواطن للإدلاء بصوته ، تقريبا زى ” نعيما مقدما ” عند الحلاق كدة ، يضاف إليهم عدد 284 عضوا بالنظام ” الفردى ” برضه من الأحزاب ولكن من غير أصحاب الحظ فى دخول القائمة ، وتعالى قرررب وإتفرج علشان تعرف مين دول !!

والله يامصر أنا قلبى وجعنى ، الله يلعن أبو الدراسة إللى درسناها ، كان الواحد طلع ” مقاول” كان زمانة بيقولوا له يا ” نائب ” لكن أنا والله عمرى ماكنت ولا هكون ” عبده مشتاق ” أبدا ، وهذه نظرة مستقبلية لـ برلمان مصر 2025 كونه لايتفرد فقط بغياب المنافسة ، وإنما تجدة متفردا فى تشكيله ، كونه كوكتيل أو مزيج من ” رجال الأعمال ـ وأصحاب السطوة والنفوذ ” ، يعنى تقدر تحدد شخوصه مسبقا مابين ” مقاولين ، مطورين عقارينين ، رجال بيزنس إلى جانب وزراء ولواءات سابقين ” هو تحالف مصالح تبحث عن زيادة منفعه ، لا على تحسين حياة الناس ، ولا على حل مشاكلهم ، ويمكن دا ذكرنى برد غريب من مرشحة لـ مجلس النواب على مواطنة بسيطة اشتكت وقالت لها : غلاء المعيشة الأسعار نار ، والإيجارات فوق طاقة الناس . وكان ردها : دي مشاكل ملناش دعوة بيها !!

يمكن الدنيا هاجت وماجت لما ظهر الدكتور حسام بدراوى فى فيديو ذكر فيه إن فيزيتا كرسى البرلمان وصلت لـ 70 مليون جنية ، وإن الإنتخابات أصبحت مدفوعة الثمن لمن يملك أكثر . ولعلنا نتذكر أمينة أحد الأحزاب التى طلت علينا منذ فترة وقالت طلبوا منى 25 مليون جنية علشان يدخلونى فى القايمة ، ولا فاكرين نائب المنيا إللى فضح الدنيا على الـ 8 مليون إللى أخدوها منه ولم يوفوا بوعودهم .. والله حاجة بجد تكسف ، هو ” المال السياسى ” أصبح هو الذى يتحكم فى عملية إختيار أعضاء البرلمان ؟ دا بخلاف الـ إقتتال الذى شفناه أثناء التقدم لطلب عضوية البرلمان ، وهنا يثور السؤال : هل الإنتخابات أصبحت وسيلة لـ إختيار ممثلين عن الشعب ؟

الاعلامى ” عمرو أديب ” مقدم برنامج ” الحكاية ” المذاع على شاشة قناة mbc ـ مصر ، إستضاف منذ أيام الكاتب الصحفى مجدى الجلاد ، والصحفى والاعلامى مصطفى بكرى ، ومن بعده الأستاذ عماد الدين حسين ، وحديث مطول دار حول إنتخابات برلمان مصر 2025 ، الجلاد فتح النار على نظام الإنتخاب بالقائمة المطلقة ، وقال : أنه لايوجد أحزاب سياسية فى مصر بإستثناء الـ 5 /6 أحزاب المرضى عنهم ، ممن تشكلت منهم مايسمى ” القائمة المطلقة ” المغلقة ، وسط إعتراض من مصطفى بكرى على أنه لايوجد تحالف من 6 أحزاب يشكل ” القائمة المطلقة ” ليدلى عمرو أديب بدوره أنه لايوجد تحالف فى القائمة ، وأن لكل حزب إستقلاليته وأيدلوجيته داخل القائمة ” المحكمة إتنورت ياعم عمرو ”

ويسأل الجلاد عن تسمية هذه الحالة ويرد بكرى ” هندسة سياسية ” وحوار طويل عريض ” عقيم ” أكد خلاله الجلاد عن وجود ” تبادل وتوافق ” بين الأحزاب فى تشكيل القائمة ، بمعنى سيب وأنا أسيب ، إنت تسيب لى هنا ، وأنا أسيب لك هناك .. وهكذا ، حوار طويل عريض ممجوج يغيب عنه رأى القانون ، وغاب عن الحضور أن لمصر تاريخ “متجذر ” فى الحياة البرلمانية ، يمتد تاريخه لـ 150 عاما أو أكثر ، منذ أول تمثيل نيابى فى مصر فى عهد الخديو إسماعيل عام 1866 ، وربما أبعد من ذلك منذ عهد محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة عام 1824 ، إذن نحن ” لانخترع العجلة ”

ولكن ما أشبه اليوم بالبارحة .. الحالة التى نراها فى إنتخابات برلمان 2025 ، تعيدنا إلى برلمان 2010 إللى كان الحزب الوطنى الديمقراطى هو المسيطر والمهيمن على الحياة السياسية فى مصر ، وقتها الحزب الوطنى فاز بنسبة 95 % من مقاعد البرلمان ، ووقتها إتشكل مايسمى برلمان ” رجال الأعمال ” بقيادة المايسترو طبال أحمد عز ، الرجل جمع بين ” المال والسياسة ” ، البرلمان كله كان بيمهد لـ مشروع توريث الحكم للسيد جمال مبارك . وكان كل هدف البرلمان إقصاء المعارضة لضمان الـ إنتقال السلمى للسلطة للسيد جمال .

أنا لا أريد أن أستزيد فى هذا الأمر حتى لايتم تأويل ما كتبت ، وأحيل إلى إستطلاعات الرأى العام التى تبين مدى رضاء المواطن عن الحالة التى يراها .. ودائما وأبدا أختتم ب ” حفظ الله مصر “

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.