عبد الناصر البنا يكتب: مصر عادت .. لـ تكتب تاريخا جديدا !!

كل الشواهد تؤكد أن مصر جاءت أولا ، ثم جاء التاريخ ، وهذه حقيقة مؤكدة وليس كلاما مرسلا ، وهذه الشهادة هذه المرة تأتى من محطة الفضاء الدولية ، وتحديدا من رائد الفضاء اليابانى ” كويتشى واكاتا ” الذى تغزل فى جمال العاصمة المصرية ” القاهره ” فى تغريدة له عبر منصة ” اكس ” تويتر سابقا بعد أن إلتقط صورا لها من الفضاء ، وقال : بدت القاهرة مشرقة حقا ، وأضواءها ساطعة فى وسط ظلمة الفضاء الخارجى ، وهذه ليست المرة الأولى التى يتغزل فيها رواد المحطة الدولية فى مدينة القاهرة وفى أعظم الانهار بالعالم ، وقد سبقت تغريدة لـ ” إيلون ماسك ” عن الحضارة المصرية القديمة وقال عن معبد دندرة ” مصر القديمة كانت متوهجة ” ، إنها مصر .. وستبقى !!
لما يوصل عدد زوار المتحف المصرى الكبير لـ 20 ألف زائر فى يوم واحد لازم تقول للعالم ” إنتباه ” .. إنتباه لمصر التى يحق لها أن تتحدث عن نفسها ، مصر التى عادت لكى تكتب التاريخ من جديد ، قد أكون مدفوعا بالحب للكتابة عن حب مصر كثيرة العشاق ، وأقول ” إدخلوها آمنين .. إدخلوها سالمين ، مصر بلد الطيبين ، ياولاد مصر .. واقول : مِصْرُ عادَتْ شمسكِ الذّهبُ ___ تحملُ الأَرضَ وتغترِبُ ، كَتب النيلُ على شَطِّهِ ___ قِصصاً بالحبِّ تلتهِبُ .
نحن نعيش اليوم فى نشوة الفرح بإفتتاح المتحف المصرى الكبير ، ” أيقونة متاحف العالم ، وهدية مصر للإنسانية ، وسط الزخم الذى شهدته مصر ، وحالة السعادة الغامرة التى يعيشها أبناء الشعب المصرى ، بعد أن شهد الحفل الأسطورى لـ إفتتاح المتحف الكبير أكثر من ” مليار ” شخص حول العالم ، ووسط الأجواء الإحتفالية والترحاب الذى قوبل به ملوك وأمراء ورؤساء العالم من ضيوف مصر ، مما يعكس صورة إيجابية عن مصر ، ويؤكد أنها ” بلد الأمن والأمان ” .
الصورة التى إنعكست عن مصر لم تقتصر على حفل الإفتتاح فقط ، بل على المشاهد التى تم تداولها على منصات التواصل لقادة وملوك وأمراء العالم ، وعلى رأسهم ملكة الدانمارك التى مددت إقامتها فى مصر ، وصرحت أنها لاتريد مغادرة القاهرة ، ووصفت القاهرة بالمدينة الساحرة ، وقد شهد العالم رئيسا وزراء ” هولندا ــ وبلجيكا ” يستمتعان بنزهة صباحية وتريض على كورنيش نيل القاهرة ، وملك أسبانيا الذى جاءت كلماته كأنها توقيع أوروبي على شهادة ميلاد جديدة لمصر ، التى قال فيها ” مصر أصبحت عاصمة تاريخ البشريه ، وقال : في بلادنا قرابة الـ ” خمسين مليون ” مواطن ، أعتقد أن جميعهم سيزورون هذا المتحف خلال أقل من عقد زمني .
أما على المستوى العربى فجاءت تصريحات السيدة الأولى في المملكة الأردنية الهاشمية ، الملكة رانيا العبد الله ، زوجة العاهل الأردني ، الملك عبد الله الثاني التى شاركت فى حفل الإفتتاح بصحبة ابنتها الأميرة سلمى قائلة : إمنحوني سكنًا فى المتحف المصري ، وأكدت : أن الملك عبدالله سيندم على عدم الحضور .
وسط هذه الأجواء الإحتفالية تحتضن القاهره فى الفترة 7 : 9 نوفمبر حفل الـ ” جراند بول ” وهو بدوره يعد فتحا جديدا لمصر ، فعندما يتحول الحفل الذى إعتاد علية قادة وملوك وأمراء العالم من قصور موناكو إلى قصر عابدين بالقاهرة ، يشاركهم نجوم هوليوود لأول مرة فى الشرق الأوسط ، فهذه أيضا شهادة ميلاد جديدة لمصر .
أما فيض الفتوحات من الله فهى لاتعد ولاتحصى ” مرشح مصر الدكتور خالد العنانى يفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو . مصر تفوز بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة 2025/ 2028 ، وحصولها على 173 صوتا . مصر ولأول مرة فى تاريخ المنطقة تفوز برئاسة ” منظمة الأيزو لمعايير الجودة العالمية ” لمدة 3 سنوات برئاسة الدكتور خالد حسن صوفى ، بمجموع 63 صوتا . إعادة إنتخاب الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيسا للمجمع العربى للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية حتى عام 2029 . مؤسسة طب العيون العالمية تختار أستاذ طب وجراحة العيون بكلية طب قصر العينى ” عصام الطوخى ” عضوا بمجلس إدارتها كأول مصرى وعربى يتولى هذا المنصب . مصر ممثلة فى ” الجهاز المركزى للمحاسبات ” تتسلم رئاسة المنظمة الدولية لأجهزة الرقابة المالية والمحاسبة ” الأنتو ساى ” INTOSAI لثلاث سنوات قادمة . مصر تحتل المركز الثانى عالميا فى مؤشر العطاء العام 2025 .
هذا بخلاف أبناء مصر فى المحافل الدولية [ د.غادة والى ” المدير التنفيذى لـ مكتب الأمم المتحدة ” ــ د. ياسمين فؤاد ” الأمينة التنفيذية الجديدة لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ” ــ د. محمد معيط ” رئيسا للمجموعة العربية فى صندوق النقد الدولى “د. ــ محمود محيى الدين ” النائب الأول لرئيس البنك لشئون التنمية المستدامة والأمم المتحدة والمشاركات ” ــ د. محمد العريان ” كبير المستشارين الإقتصاديين فى شركة إليانز ” ] إضافة الى العالمى محمد صلاح .
وأعود الى كلمات ” على باب مصر ” لـ كامل الشناوى وأقول : وكل تسائل فى لهفة أين ؟ و من؟ أين؟ ومن؟ و كيف .. إذا ؟ أمعجزة مالها أنبياء ؟! أدورة أرض بغير فضاء ؟! ــ وتمضى المواكب بالقادمين ، من كل لون ٍ وكل مجال ، فمن عصر مينا لعصر عمرو ، ومن عصر عمرو لعصر جمال ، وكيف تحقق ما كان وهما ، ومن ذا الذى يا ترى حققه ؟
إنها مصر .. وستبقى ” حفظ الله مصر ”