الإعلامية دينا ياسين تكتب: عنيدة الطموح

الإعلامية دينا ياسين

هي مش بس بنت عنيدة، دي روح متمردة على فكرة الاستسلام. يمكن تقع، يمكن تتكسر جواها حاجة، لكن عمرها ما بتقعد في نفس النقطة مرتين. عنيدة مش لأنها بتحب العند، لكن لأنها مؤمنة إن اللي يستاهل ما بيتاخدش بسهولة. بتحارب بصمت، وتوجعها الهزيمة، بس وجعها بيولد منها نسخة أقوى، أهدى، وأذكى.

عنيدة الطموح مش بتدور على المجد السريع، ولا على الشهرة المؤقتة، هي بتدور على ذاتها الحقيقية وسط كل الزحمة.

بتشتغل على نفسها كل يوم، تتعلم، تغلط، وتقوم من جديد. عندها يقين غريب إن كل حاجة بتتأخر، بتتأخر علشان تيجي في وقتها الصح،

مش قبل كده. يمكن ربنا بيختبر صبرها، يمكن بيحضّرها، لكنها عمرها ما بتفقد الأمل، حتى لو فقدت كل حاجة تانية.

عنيدة الطموح اتعلمت إن الحياة مش دايمًا عادلة، بس دايمًا منصفة مع اللي ما بيستسلمش. اتلسعت كتير، واتقال عليها “مغرورة”، “صعبة”، “متطلبة”، لكن الحقيقة إنها بس مش بترضى بالقليل، لأنها عارفة قيمتها. بتتوجع لما الناس تظلمها، بس بتسكت وتسيب الزمن يوضح الفرق. بتفهم إن الطموح مش جريمة، وإن النجاح مش لازم يكون مريح.

هي البنت اللي بتصحى من النوم وعلى وجهها تعب الأيام، بس في عينيها نور حلم لسه ما اكتملش. البنت اللي ممكن تعيط وهي بتشتغل، وممكن تضحك بعد ما تنهار، وممكن تسامح وهي مجروحة. هي اللي بتفهم إن القوة مش إنها ما تقعش، لكن إنها تقوم بعد كل مرة تقع فيها وتكمل بنفس الإصرار وكأنها أول مرة تبدأ.

عنيدة الطموح لما الناس تقول لها “كفاية”، بتبتسم وتكمل. لما يتريقوا على حلمها، تشتغل عليه في هدوء، وتخلي النتيجة ترد. لما تحس إن الكل سابقها، تهدّى وتفتكر إن طريقها مختلف، وإنها مش داخلة سباق مع حد. بتحب النجاح النضيف، اللي مبني على تعبها وإيمانها مش على ضهر حد تاني.

هي يمكن بتخسر كتير، يمكن تتأخر في حاجات كتير، بس دايمًا بتوصل. بتوصل متأخرة بس واثقة، بتوصل بعد ما تبني نفسها بإيديها. لما تبص وراها، بتفتكر كل وجع مرّت بيه كأنه كان درس صغير في كتاب حياتها. بتبتسم لأنها عارفة إن كل اللي حصل كان لازم يحصل علشان تكون هي بالشكل ده النهارده.

عنيدة الطموح بتخاف، آه بتخاف، بس عمرها ما بتخلي الخوف يمنعها. بتخاف من الفشل، من الوحدة، من البدايات، لكنها بتبدأ برضه. بتحاول كل مرة بشكل جديد، بطاقة مختلفة، وعندها دايمًا الحلم اللي بيشعلها من جوه. هي بتعيش مش علشان تعجب الناس، لكن علشان تبقى فخورة بنفسها.

وفي النهاية، عنادها مش ضد الناس، هو دفاعها عن الحلم. حلمها اللي كبر معاها، واتكون من كل دمعة ووجع وانكسار. عنيدة الطموح هي اللي بتثبت كل يوم إن الإرادة مش بس كلمة، دي حياة كاملة بتتبني خطوة بخطوة، رغم الكل، وضد الكل، ومع نفسها فقط. لأنها ببساطة، بنت قررت ما تبقاش نسخة من حد، ولا تتنازل عن اللي بتحلم بيه، حتى لو الطريق كله ضدها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.