الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: الثقب العجيب !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

لا صوت يعلو هذه الأيام داخل مصر  ، بل وخارجها على صوت الاحتفاء بافتتاح المتحف المصري الكبير الذي وصفه الكثيرون بأنه مشروع القرن الثقافي ، وظهر ذلك جليا فى التواجد غير المسبوق للعديد من الزعماء ، ملوك ورؤساء  وأمراء ورؤساء حكومات فى حفل الافتتاح ، وكذلك الإقبال الكثيف من الزوار المصريين والأجانب على زيارة المتحف منذ اللحظة الأولى لافتتاحه أمام الجمهور فى الرابع من نوفمبر الحالي ليشاهدوا إبداعات وتراث المصريين القدماء لاسيما كنوز الملك والفرعون الذهبى توت عنخ آمون التى تبلغ قرابة ٥٥٠ قطعة نادرة تعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرة الفرعون الشاب عام ١٩٢٢ ، علاوة علي تمثال الملك الأشهر رمسيس الثاني الذي يتوسط البهو الرئيسى للمتحف وكذلك مركب الشمس وأول مسلة معلقة  !! .

ويبدو أن الإبداع بل والاعجاز لم يعد قاصرا على الأجداد فى هذا الصرح الثقافي والاثرى العملاق حيث تألق أحفاد الفراعنة فى تشييد صرح حضاري نال إعجاب ولن أبالغ إذا قلت انبهار كل الزعماء الذين حضروا الاحتفالية وكذلك الملايين الذين تابعوا الحدث العظيم عبر وسائل الإعلام داخل مصر وخارجها لدرجة أنهم اعتبروه بمثابة هرم مصر الرابع !! .

وكانت المفاجأة التي لفتت انتباه الكثيرين من زوار المتحف ذلك “الثقب العجيب ” أو تلك الفتحة الغريبة التى تركها منفذوا المشروع فى صدر واجهة المتحف لدرجة أنهم اعتقدوا وجود خطأ ما أو سهو من قبل المنفذين للمشروع تسبب فى وجود تلك الفتحة ، ولكنهم فوجئوا أنها تركت عمدا ، بل أنها صممت هندسيا وفلكيا لكى تحاكى ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل باسوان !! .

ووفقا للدكتور أحمد عوض المحاضر بكلية الفنون التطبيقية فإن الفكرة الإبداعية لتسليط أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل المتحف الكبير في الأساس جاءت نتيجة لأبحاثه الأكاديمية ، حيث انطلقت الفكرة من رسالة الماجستير التى بحثت ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل ثم توسعت فى الدكتوراة تحت عنوان ” تدعيم القوى الناعمة من خلال مفاهيم الحضارة ” بهدف تقديم صورة مبتكرة لمفردات المتحف الجديد تحمل رسالة قوية عن عظمة الحضارة المصرية القديمة وقدرتها على التواصل مع المستقبل  .

وتحدث الظاهرة يوم  ٢١ فبراير من كل عام على وجه تمثال رمسيس الثاني الذي يتصدر البهو الرئيسى داخل المتحف الكبير لتحاكى الظاهرة الفلكية الهندسية الأصلية في معبد أبو سمبل التى تتم مرتين سنويا يومى ٢١ فبراير و٢١ أكتوبر من كل عام قبل أن تتأخر يوما عقب عملية نقل معبد أبو سمبل إبان إنشاء السد العالى لتحدث الظاهرة يومى ٢٢ فبراير وأكتوبر من كل عام ، و التى كانت ولاتزال تحظى باهتمام علمى وسياحى كبير ، ليؤكد الأحفاد أنهم ماضون على خطى الأجداد !! .

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.