الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق : الاستقرار يصنع المعجزات

كلما تأملت ما يتحقق فى مصر من نجاحات وإنجازات وقوة وقدرة وتقدم وما يحدث فى دول أخرى من صراعات وفوضى وإرهاب وانقسامات واقتتال أهلى وتدخلات خارجية ونزوح وهروب من جحيم الانفلات أجدنى مدفوعاً للكتابة عن أهمية الأمن والاستقرار والوعى والاصطفاف الوطنى فى صناعة المعجزات كل التحديات تنتهى وتجد طريقها للحل مع الأمن والاستقرار.
الاستثمار فى الأمن والاستقرار هو كنز حقيقى والقاعدة التى تنطلق منها أى نهضة وفى جميع الدول الكبرى التى حققت التقدم والازدهار كان ومازال الاستقرار هو أهم أسباب ومقومات هذا النجاح الكبير الذى حققته تلك الدولة وهو أمر لا يأتى اعتباطاً ولكن نتاج رؤية وحكمة القيادة الوطنية الواعية المخلصة الحريصة على إطلاع شعبها على كل التحديات التى تواجه البلاد والعباد.. أيضاً يترسخ الاستقرار الذى يتيح مواصلة العمل والبناء والتنمية وتنامى القوة والقدرة ووضع حلول للأزمات والمشاكل القديمة منذ عقود نتاج وعى وفهم واصطفاف الشعب فهو العصب والعمود الفقرى لهذا الاستقرار خاصة فى هذا العصر الذى تستهدف فيه عقول الشعوب بالأكاذيب والشائعات والتحريض والتشويه والتشكيك ومحاولات شرسة لتزييف الوعى والسيطرة على العقول ومن ثم دفعها إلى التخريب والتدمير تحت شعارات زائفة حول التغيير والخداع والوعود الزائفة بالديمقراطية والحرية والرخاء والازدهار.. وإذا ما استحضرنا تجارب الشعوب التى تعرضت لهذا الخداع أجدنى أخرج بنتيجة واضحة ان هذه الدول التى دمرتها الفوضى بأيدى شعوبها لم تقم لها قائمة ومازالت تقبع فى براثن التراجع والتأخر والمشاكل والأزمات.. فقدت جيوشها ومؤسساتها وباتت مستباحة لا تستطيع أن تتصدى لعدو ولا يمكنها تلبية طموحات شعوبها فى الأمن والأمان والاستقرار أو تحقيق طفرات اقتصادية وخدمية استنزفت مواردها ومقدراتها وثرواتها ما بين نهب خارجى وفساد داخلى وباتت الشعوب تلعن نفسها على ما اقترفته أياديها فى حق أوطانها والتى قدمتها على طبق من ذهب للمتآمرين.
الأمن والاستقرار فى مصر قدس الأقداس والثروة الحقيقية لهذا الشعب والدافع الحقيقى لتحقيق الأمجاد والانتصارات والمضى بمعدلات فاقت التوقعات فى طريق البناء والتنمية والتقدم فأى مشروع وطنى طموح لتحقيق التقدم لن يحقق أهدافه ونتائجه المرجوة إلا من خلال استقرار استثنائى تحتشد فيه قوى الوعى والاصطفاف الوطنى والإرادة الحقيقية للشعوب لا تنطلق إلا من وعى وفهم واصطفاف حقيقى.. الأمن والاستقرار فى مصر الذى بات نموذجاً يحتذى به العالم حتى أقوى دولة فيه تتغنى على لسان رئيسها دونالد ترامب بالأمن والأمان والاستقرار فى مصر وتصفها بأنها الدولة القوية.. لم يتحقق اعتباطاً أو صدفة بعد سنوات من الفوضى والانفلات والإرهاب عاشتها الدولة المصرية منذ مؤامرة يناير 2011 وحتى القضاء على الإرهاب.. الاستقرار جاء نتيجة حالة فريدة من الصدق والشفافية والمصارحة تبنتها القيادة الحكيمة فى التواصل الشامل مع الشعب وتعريفه بكل تفاصيل الصورة والمشهد فى مصر التحديات والعقبات والصعاب وسبل الوصول إلى النجاح وعبور النفق المظلم بل ان هذا الصدق والشفافية مازال مستمراً وهو ما أدى إلى فهم ووعى شعبى أجهض كل محاولات التزييف والخداع من قوى الشر ومنابر ومنصات الإخوان المجرمين التى تطلق العنان للأكاذيب والشائعات والتشويه والتحريض لكن جميعها تحطم على صخرة وعى المصريين.
لاشك ان أبطال الجيش المصرى العظيم والشرطة الوطنية يؤدون مهامهم فى الحفاظ على الأمن القومى الشامل وأيضاً حماية الجبهة الداخلية ودحر خفافيش الظلام والخلايا النائمة واصطياد استباقى للعناصر الإرهابية باحترافية.. لكن كل ذلك الأداء الاحترافى والعصرى لمؤسسات الدولة الوطنية ما كان ليتحقق أو ينجح بهذه الكفاءة لولا وجود شعب يتمتع بالوعى والفهم والاصطفاف والصبر والإرادة والتمسك بأهداب المشروع الوطنى ليتحقق التقدم والتخلص من أزمات مزمنة ومشاكل متراكمة من عقود الماضى التى اعتمدت على التخدير والمسكنات ويتحمل الشعب بفهم ووعى تداعيات هذا الإصلاح ليس هذا فحسب بل يتصدى أيضاً لحملات شرسة من الأكاذيب والشائعات وحولها إلى بضاعة فاسدة منتهية الصلاحية لم تفلح فى تحريك المصريين.. بل إن المصريين هم من أصابوهم بالفشل والجنون وسببوا لهم خسائر بمليارات الدولارات لم تفلح فى تزييف وعى المصريين.
دعونى أطرح عليكم بعض التساؤلات المهمة التى تكشف أهمية وحتمية الأمن والاستقرار.. هل كانت مصر لتحقق هذه المعجزة الاقتصادية والتنموية فى زمن قياسى كان يحتاج لـ50 عاماً وليس 12 عاماً؟.. هل كانت مصر تستطيع ان تتخلص من أزماتها ومشاكلها المعقدة على مدار عقود طويلة لولا الأمن والاستقرار؟.. هل كانت مصر تستطيع أن تتحول لدولة الفرص الثمينة وقبلة الاستثمار وملاذ الباحثين عن الأمان والنجاح والتدفق السياحى غير المسبوق؟.. وهل كانت لتستطيع تنفيذ الإصلاح الاقتصادى الشامل الذى حقق نتائج فاقت التوقعات؟.. وهل كانت مصر لتمتلك كل هذه القوة والقدرة والردع وحماية أمنها القومى وتأمين حدودها وأن تحظى بأعلى درجات الأمن رغم كونها تعيش فى منطقة شديدة الاضطراب؟.. وهل كانت تستطيع ان تتصدى لمخططات وأوهام التهجير وإسرائيل الكبرى ومحاولات تنفيذ مخطط تحويل سيناء لوطن بديل للفلسطينيين؟.. وهل كانت لتستطيع أن تفرض وتصنع السلام وتنهى الحرب الإسرائيلية فى غزة لولا ما تعيشه من قوة وقدرة جاءت بسبب الأمن والاستقرار الذى صنعه شعبها؟.. وهل كان زعماء العالم وفى مقدمتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يأتون إليها لولا أنها دولة قوية وقادرة؟.. وهل كانت لتشهد كل هذه المؤشرات والأرقام الاقتصادية سواء فى ارتفاع الاستثمار الأجنبى والاحتياطى الأجنبى فى البنك المركزى وارتفاع تحويلات المصريين فى الخارج وارتفاع عوائد الصادرات وارتفاع النمو المتوقع وعوائد السياحة بأرقام غير مسبوقة والقفزات الزراعية والصناعية وأن تتحول إلى مركز إقليمى ودولى لتجارة الطاقة؟.. وهل كانت لتفوز برئاسة اليونسكو؟.. وهل كانت لتفتتح فى مشهد مهيب أكبر متحف فى العالم يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية لحضارة واحدة ويأتى إليها العالم من كل فج عميق؟.. انه الاستقرار الذى يصنع المعجزات.. تحية لقيادة وطنية استثنائية وشعب عظيم.
تحيا مصر