الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: نجحنا 

الكاتب الصحفي عصام عمران

في لحظة تاريخية تلاقت فيها عظمة الماضي مع فخر الحاضر، بسطت مصر ذراعيها أمام العالم وذلك بافتتاح المتحف المصري الكبير — أعظم صرح حضاري وثقافي في القرن الجديد .

مشروعٌ لا يروي فقط قصة حضارةٍ خالدة، بل يُجسّد إرادة المصريين القادرة على البناء والإبداع وإلهام العالم بأسره، ويهدف لاستقبال ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم،ليشهدوا عظمة الحضارة المصرية وخلودها عبر الزمن.

ومن هذا المنطلق نُعرب عن فخرنا واعتزازنا بهذا الإنجاز  الثقافي والحضاري العظيم الذي يعد واحدا من أهم المشروعات التي تُعزّز رؤية الدولة وتخدم أهدافها نحو مستقبلٍ مشرق.

و نتوجه بخالص الشكر والتقدير لكل من شارك في خروج هذا الصرح العظيم إلى النور ، من فكر وصمّم ونفّذ بإخلاصٍ وإبداع، ليُقدّم للعالم صورةً تليق بمصر ومكانتها العريقة.

وحق للمصريين ، بل و لكل محبى وعاشقى التراث حول العالم أن يفرحوا ويسعدوا بتدشين أكبر متحف للآثار في العالم والذي يضم  قرابة مائة ألف قطعة أثرية تحكي تاريخ الحضارة الفرعونية تعرض في  ١٢ قاعة عرض رئيسية وفقا لأحدث النظم العالمية ليكون عنوانًا للجمهورية الجديدة وامتدادا لعراقة مصر القديمة  .

ولا أخفيكم سرا اننى شعرت بسعادة غامرة ولن أبالغ إذا قلت بفخر كبير وأنا أتابع حفل الافتتاح الرسمي للمتحف الذي شهد تواجدا غير مسبوق من قادة وزعماء العالم جاءوا خصيصًا للمشاركة في هذا الحدث الأعظم والذي يعد بالفعل حدث القرن الثقافي وكانوا جميعا ومعهم وفود من ٧٩ دولة حول العالم فى ضيافة عزيز مصر القائد والزعيم عبد الفتاح السيسى الذي استطاع خلال عقد من الزمان إعادة مصر إلى مكانتها اللائقة بها بين الأمم رغم الصعوبات والتحديات التى واجهتها طوال السنوات الماضية .

وأقول بصراحة وفخر أيضا أن مصر نجحت بامتياز فى التعبير عن نفسها كدولة عظمى ليس ثقافيا فقط وإنما فى شتى المجالات، ولم لا وقد استطاعت إنجاز هذا المشروع العملاق رغم الأزمات العالمية المتكررة خلال الفترة الأخيرة ولكنها مصر قاهرة المستحيل ، وكذلك الحال بالنسبة للاحتفالية الرائعة التى شاهدها العالم أجمع و جمعت بين عبق الماضي العظيم  وعبقرية وإبداع الحاضر وهو ما ظهر جليا على وجوه المشاركين في الاحتفالية سواء من القادة والزعماء وكبار الشخصيات أو حتى الملايين الذين تابعوا الحدث العظيم عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

والنجاح لم يكن قاصرا فقط على الاحتفالية أو العرض الأثرى ، بل شمل أيضا التأمين الرائع لضيوف مصر منذ اللحظة الأولى من وصولهم وحتى مغادرة البلاد، والأجمل أن عملية التأمين جاءت في أبهى صورها ومن خلال السهل الممتنع وهذه حقيقة يجب أن نشكر عليها الأجهزة الأمنية المعنية من أبطالنا فى الجيش والشرطة وتمثل أفضل وأهم رسالة بعثت بها الدولة المصرية أنها بحق بلد الأمن والأمان وهو ما ينعكس بشكل مباشر على زيادة الحركة السياحية الوافدة الى مصر خلال الفترة المقبلة لاسيما بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير الذي من المتوقع أن يجلب خمسة ملايين  زائر سنويا، الأمر الذى يسهم في تحقيق حلم الثلاثين مليون سائح الذي تستهدفه الدولة المصرية خلال السنوات القليلة المقبلة  .

بقى القول أن ما قدمته الدولة المصرية خلال فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل شهادة نجاح أخرى للجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسي تستوجب منا تقديم الشكر والتقدير لكل من ساهم في خروج هذا الحدث بالشكل اللائق وفى القلب منها حكومة المهذب الدكتور مصطفى مدبولى لاسيما وزارات الدفاع والداخلية والسياحية والآثار والثقافة والصحة والنقل والطيران وأخيرا وليس آخرا محافظتي القاهرة والجيزة .

ولا يفوتنا أن نقدم الشكر والتقدير بل ونبدى الانبهار والإعجاب بجموع الشعب المصري العظيم الذين خرجوا الى الميادين والشوارع احتفاء بهذه المناسبة السعيدة ، بل استطاعوا خلال أيام السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي وجعلوها تأخذ الصبغة الفرعونية من خلال نشر صورهم مرتدين أزياء المصريين القدماء تعبيرا عن سعادتهم بهذا الحدث التاريخى وتأكيدا على دعمهم لوطنهم دولة وقيادة  .

ختاما جاءت التغطية الإعلامية على قدر الحدث حيث شارك أكثر من ٤٥٠ مراسلا واعلاميا يمثلون قرابة مائة وسيلة ووكالة إعلامية دولية من مختلف بلدان العالم ، علاوة علي التغطية المتميزة للإعلام المصري بشتى أنواعه ، وكانت النقطة المضيئة التى اسعدتني كثيرا على المستوى الشخصى ذلك المتميز والتفوق الذى قدمته الصحافة الورقية لاسيما القومية وهو ما يؤكد أنها كانت ولاتزال تمثل ذاكرة الأمة ووثيقتها الأمينة والآمنة لاحداثها التاريخية الكبرى .

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.