الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب :” تنمر ” إيطالى وراء انشاء المتحف الكبير  !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه مسئولية قيادة البلاد قبل ١١ عاما على أن ينسب الفضل لأهله فيما يتعلق بأى مشروع تنفذه الدولة المصرية أو أى إنجاز يتحقق على أرض هذا البلد ، بل قالها الرئيس صريحة فى أكثر من مناسبة أن معظم المشروعات التى نفذتها مصر خلال العقد الأخير لم تكن وليدة اللحظة وإنما تعود لمخطط موجود منذ سنوات طويلة ولكنها لم تجد الفرصة أو الإمكانيات اللازمة للتنفيذ  .

اقول ذلك بمناسبة ما تردد مؤخرا حول  تجاهل الدولة لدور بعض أصحاب إنجاز مشروع المتحف المصري الكبير ، لاسيما الرئيس الراحل حسني مبارك والفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق

، وهو أمر مناف تماما للواقع حيث جاء اسم الفنان فاروق حسني في مقدمة مجلس أمناء المتحف الكبير والذى شكل بموجب قرار جمهوري و يضم نخبة من كبار الشخصيات الدولية والمصربة ، ولهذا فإن وزير الثقافة الأسبق سيكون في صدارة المدعوين لحضور افتتاح المتحف، بل و المكرمين باعتباره صاحب فكرة المشروع وقائد فريق العمل الذى أنجز مرحلتيه الأولى والثانية منذ أن كان فكرة عام  ٩٣ وحتى بات واقعا ملموسا قبل توقف العمل به بسبب أحداث ٢٥ يناير  ٢٠١١ ، حتى تولى الرئيس السيسي مسئولية قيادة البلاد وتم إنجاز المشروع العملاق والصرح الاثرى والثقافى الفريد .

وما لا يعرفه الكثيرون أن فكرة إنشاء هذا الصرح العملاق جاءت بالصدفة البحتة وتعود إلى عام  ١٩٩٣ وتحديدا أثناء زيارة الفنان فاروق حسني وزير الثقافة والأثار للعاصمة الفرنسية باريس و أثناء تواجده في معهد العالم العربي  ( مركز ثقافي في باريس للتعريف بالثقافة العربية )  جمعه غذاء عمل مع مهندس ايطالي وصاحب دار نشر في ايطاليا الذى سأله الإيطالي قائلا له: “انتوا هتعملوا ايه في المخزن اللي عندكوا ده” وكان يقصد المتحف المصري  بالتحرير والذى كان مكدسا بآلاف القطع الأثرية والتماثيل الضخمة ولم تكن معروضة بشكل مناسب !! .

هذه الجملة او العبارة  استفزت فاروق حسني جدًا واعتبرها بمثابة إهانة وبلغة هذا العصر ،” تنمر ” فما كان منه إلا

أن رد وبكل ثقة قائلا له :”احنا هنعمل أكبر متحف في العالم” هو قال الجملة ردا  على ما قاله  صديقه الإيطالي لكن

على أرض الواقع مفيش لا متحف كبير ولا أرض حتى ولا في تخطيط لمشروع حتي !! .

ووفقا لما ذكره  ” حسني  ” فإن صاحبه الايطالي قال له خلاص أنا هجيلك مصر الأسبوع المقبل ولو الموضوع ده

حقيقي هجيبلك تمويل من ايطاليا وعاد فاروق حسني إلى مصر وأول حاجة عملها اتصل بالرئيس الراحل مبارك وقال

له على فكرة المتحف ، لكن الرئيس مبارك سأله هنجيب فلوس منين يا فاروق ؟!  فرد الأخير المشروعات العملاقة

هتلاقي التمويل دوليا يا ريس فرد  مبارك : go ahead أى توكل على الله .

ومن هذه اللحظة بدأ فاروق حسني في التنفيذ واختار مكان المتحف أمام أهرامات الجيزة الخالدة وبالفعل تولت

ايطاليا إجراء دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع  والتى استغرقت  ٤ سنوات كاملة  وتكلفت قرابة  ثلاثة ملايين دولار

منحة من الحكومة الإيطالية هدية لمصر .

أعقب ذلك اجراء مسابقة عالمية من أجل التصميم المعماري للمتحف تقدم لها ١٧٥٠ بيت عمارة من كل دول العالم

تم تصفيتها إلى  ٣ مكانب قبل اختيار التصميم الحالي للمتحف اللي قدمه المصمم: هينجان بينج، وشريكته الأيرلندية

روسين هينجن.

وفي سنة ٢٠٠٢ بدأ الحلم يظهر للنور وتم وضع حجر الأساس وكان متوقعا ان يتم افتتاح المتحف  في  ٢٠١٢ ولكن

الأحداث التي وقعت عام ٢٠١١  أوقفت العمل بالمشروع تمامًا .

وبعد سنوات من الشغل والمجهود الحلم أصبح حقيقة وبات عندنا أكبر متحف في العالم مش مخزن زي ما الخواجة

الايطالي قال قبل كده !! .

ووفقا لدراسة الجدوى فإن المتحف سيحقق عائد تكلفته الذى بلغ قرابة مليار دولار خلال ١٢ عاما من افتتاحه أمام

الزوار وذلك لما يحويه من كنوز ومقتنيات أثرية نادرة تحكي تاريخ الحضارة الفرعونية تعرض وفقا لأحدث النظم العالمية

ليكون أكبر بل وأهم متاحف العالم ، ولم لا وهو يضم قرابة مائة ألف قطعة أثرية يتقدمها التمثال الأشهر للملك

رمسيس الثاني الذي يتوسط البهو الرئيسى للمتحف ليكون في استقبال ملايين الزائرين من المصريين والأجانب

سنويا ، إضافة إلى مجموعة آثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون التى تتكون من ٥٥٠٠ قطعة أثرية تعرض كاملة لأول

مرة  ، علاوة علي مركب الشمس وآلاف القطع الأثرية الأخرى التى تعرض في ١٢ قاعة عرض رئيسية وفقا لأحدث

النظم العالمية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.