الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : وائل هلال الشاعر الصعلوك

الإعلامي محمود عبد السلام
شعراء الصعاليك هم شعراء عرب في العصر الجاهلي تمردوا على سلطة قبائلهم وأعرافها، . تميزوا بالشجاعة والقدرة على التكيف مع قسوة الحياة ونظموا أشعارًا تعكس تجاربهم الحياتية الصعبة، التى تتميز بالصدق.
بعد فترة تمرد ، عاد وائل هلال الشاعر الغنائى الى الساحة مرة اخرى ، بعد ان أثرى الاغنية المصرية بالعديد من الاغانى المميزة فى فترة الثمانينات والتسعينات ، وعندما طرأ التحول على شعر الاغنية ، رفض وائل هلال ركوب قطار الموجه الجديدة ، معتمداً ان موهبته ستجعله يلحق بالقطار فى اى وقت ، لم يحسب للزمن طبائعه وتقلباته وانه فى مجال يحتمل التغير والتطوير والتبديل فى اى وقت ، عاش هلال حياته كشعراء الصعاليك العرب ، لم يعمل حساب الغد ، يملك كرماً حاتمي ، كنا نحج اليه فى بيته الصغير ننهل من ثقافته الرفيعة
ورغم فارق السن بيننا القليل الا انه تعامل معنا بأخوية صادقة ، كنا مازلنا على اعتاب الطريق نتلمس دروب الحياة ،
نقرأ على استحياء ونكتب بخجل ، اخذ بايدينا نحو المخبوء فى عالم الادب الساحر ، شرح لنا مدارس الشعر والادب
المختلفة ، وقربنا من امل دنقل وصلاح عبد الصبور وعبد المعطى حجازى ومندور وصلاح فضل وولى الدين اسماعيل
وتى اس اليوت ، وقرأ معنا كتاب الكون لكارل سجان ، واعطنا فكرة مبسطة عن علم العروض والبلاغة وقواعد الصرف
والنحو
وكم من اغانى ولدت بين ايدينا فى نفس الحجرة الصغيرة ، كان ينتحى جانباً ويتركنا فى حوارات متبادلة ويعود الينا
باغنية جديدة ، ( ريشة ويا ريشة يكبر الجناح والله احلى عيشة عيشت البراح ) ، كنا فى مقتبل العمر شباباً صغيراً
احلامه كبيرة ، وظروفه الاقتصادية صعبة وكانت كلماته تعبر عن افراحنا وأتراحنا ( اسف على الاحلام كان عمرها قصير
الحب زى الالام احساس بيتغير ) و ( رسمت قلبى بالف جناح وفضلت طاير به فى الكون
معرفش ليه شدتنى رياح ورجعت تانى اعيش مسجون ) و ( بحلم بليل هادى والضى متهادي ، بنهار برئ عادى
بعيون تصون ودى ) ، كانت اغانيه تتحول الى احاسيس وافكار نعيشها بكل جوارحنا ومن كل قلوبنا ، فى احد الايام
وكنت فى منزل الشاعر الكبير سيد حجاب وسألته عن رأيه فى وائل هلال ( قال : هو شاعر جامد جداً لكن مصعب
الموضوع على نفسه ) زعلت وقتها من الاجابة دفاعاً عن صديقى ،
لكن مع مرور الوقت فهمت ان حجاب كان يقصد عدم انطلاق وائل وانه عمل على تقيد نفسه بنفسه كصاحب مدرسة
ترفض التغير ، اخيراً كرمت الاوبرا المصرية وائل وعاد الاعلام يسلط الضوء عليه كواحد من اهم شعراء الاغنية المصرية
اتمنى ان تنتبه جهات الانتاج لمشروع وائل هلال الجديد حيث انه انتهى من عمل أوبريت كامل عن ثورة ٣٠ يونيو ..
بالتوفيق لصديقى واخى وائل هلال.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.