الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : العبـرة بالنتـائج
قمة شرم الشيخ مؤشر ودليل على النجاح والقوة والقدرة

العبارة التى نرددها جميعاً «العبرة بالنتائج» فهى مقياس نجاح أى عمل أو رؤية.. العبرة بالنتائج هى المؤشر لذلك أرصد نجاحات كثيرة للدولة المصرية على الصعيد الإقليمى والدولى والمحلى والاقتصادى والعسكرى والأمنى أو بلوغ قوة وقدرة الدولة المصرية الشاملة إلى درجة غير مسبوقة جعلتها تقف وتتصدى لمخططات ومؤامرات وتداعيات صراعات بثبات وثقة.
الحقيقة أن العبرة بالنتائج تنطبق تماما على رؤية مصر فى الإصلاح والبناء والتنمية، لذلك نشرات الأخبار فى وسائل الإعلام تخبرنا عن نتائج إيجابية تؤكد سلامة الرؤية وأننا على الطريق الصحيح، فلم تكن قمة شرم الشيخ للتوقيع على اتفاق إنهاء الحرب فى غزة بحضور زعماء العالم إلا مؤشر دليل قوى على النجاح والقوة والقدرة وأن مصر استطاعت أن تفشل وتجهض مخطط تصدت له بقوة وقالت كلمتها منذ اليوم الأول لبدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة لا تصفية للقضية الفلسطينية ولا تهجير ولا مساس بالأمن القومى المصرى ولا اقتراب من الأراضى والحدود المصرية ولن تكون مصر بوابة للتهجير شعب له حقوق مشروعة وفرضت أن يبقى هذا الشعب على أرض فتلك هى القوة وهذا هو النجاح الكبير الذى يشير إلى أن ما تحقق على مدار 12 عاما أتى ثماره وحصاده فى بناء دولة قوية وقادرة ونافذة وتحظى بدور وثقل ومكانة إقليمية ودولية.
لم يكن فوز الدكتور خالد العنانى برئاسة اليونسكو كأول عربى وأفريقى يحظى بهذا المنصب والمكانة إلا مؤشر ودليل على قيمة وقدرة مصر فى الساحة الدولية والإقليمية ولم يكن فوز مصر أيضاً بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلا مؤشرا لتفوق واستحقاق الدولة المصرية لهذه المكانة وأن رؤية وإستراتيجية قيادتها الوطنية فى إحداث طفرات غير مسبوقة فى ملف حقوق الإنسان فجاء التقدير الدولى ليؤكد سلامة وصواب الرؤية.
جاءت شهادات صندوق النقد الدولى بتوقع ارتفاع نمو الاقتصاد المصرى إلى 4.5 ٪ ثم شهادة ستاندر آند بوزر للتصنيف الائتمانى إلى المستوى (B) لأول مرة منذ سبع سنوات جراء الإصلاحات الاقتصادية الناجحة وارتفاع معدلات النمو، كل ذلك لم يأت من فراغ بل تجسيدا لمقولة العبرة بالنتائج والنتائج تؤكد النجاح وصواب الرؤية وأن الطريق صحيح، لذلك قرر المصريون استكماله بإرادة وقوة وتحمل فلا سبيل إلا الإصلاح.
تسمع فى نشرات الأخبار الكثير من الأخبار التى تؤشر وتؤسس إلى نجاح الرؤية وأن مصر باتت دولة الفرص بوصول مصر إلى المرتبة أو المركز التاسع عالميا فى استقبال الاستثمارات بقيمة 46.1 مليار دولار ثم تسمع إن مصر فى المرتبة الخامسة عالميا فى مجال صادرات النباتات الطبية والعطرية ثم ارتفاع قيمة الصادرات الزراعية إلى ما يقرب من 11 مليار دولار فى تجسيد لوجود طفرة زراعية غير مسبوقة بسبب التوسع فى استصلاح وزراعة ملايين الأفدنة بنظم حديثة ورؤية شاملة وإدارة وفكر خلاق لتصبح مصر دولة الفرص والمستقبل الواعد وفى طريقها إلى بناء اقتصاد قوى متعدد الموارد سواء فى الاستثمار أو التصدير أو الطاقة أو الزراعة أو الصناعة أو جذب الشركات العالمية للعمل فى مصر مرتكزة على حجم الفرص الهائلة والمميزات الفريدة سواء فى التيسيرات أو الموقع الجغرافى الفريد والقرب من الأسواق الأفريقية والعربية والآسيوية والأوروبية وامتلاكها بنية تحتية عصرية تتوفر فيها مقومات النجاح كل ذلك يعنى قادة قوية للانطلاق إلى آفاق رحبة ويؤكد أن المستقبل قادم لمصر وشعبها رغم الضغوط الاقتصادية التى يتحملها المصريون إلا أنه ربما يكون الدواء مر لكنه الطريق إلى الشفاء والتعافى وهنا من المهم كما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الندوة التثقيفية الـ 42 التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بلغة بسيطة ومفهومة للمواطن المصرى مفادها أنه لابد من مواجهة أزماتنا ومشاكلنا وأن نتحمل من أجل بناء بلدنا وأن نعتمد على أنفسنا وفى النهاية المواطن هو المستفيد، لذلك تحتاج خطابا وسياقا للحديث مع المواطنين لتوضيح أهمية الإصلاح الشامل وفلسفة القرارات الاقتصادية التى قد تلقى بآثارها الصعبة على المواطنين لكنها فى النهاية هى الدواء لمرض عضال لطالما استمر عقود دون مواجهة، فالرئيس السيسى دائماً يراهن على وعى وإرادة المصريين وفى كل الأحوال كسب الرهان فالشعب المصرى العظيم هو بطل ملحمة البناء والتنمية والإصلاح الحقيقى وبناء القوة والقدرة والأمن والأمان والاستقرار الذى تحظى به مصر وهو أهم أسباب ما يتحقق من نجاح على كافة الأصعدة.
لا تتعجب أن يصل ترتيب مصر فى مجال الطرق إلى المرتبة الـ 18 عالميا بعد أن كانت فى ذيل القائمة العالمية وهو ما يشير إلى نجاح رؤية الاستثمار فى البنية التحتية وقطع لألسنة التشويه والأكاذيب، فالبنية التحتية هى الطريق إلى تنامى تدفق الاستثمارات الأجنبية لمصر وخلق فرص اقتصادية.
النتائج فى جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة تشير إلى نجاح كبير، فهناك جهود خلاقة ومتواصلة فى مجال الطاقة مكنت مصر أن تكون مركزا إقليميا وعالميا للطاقة ونتحدث عن توقيع اتفاق بين مصر وقبرص عن تسييل الغاز القبرصى بنقل غاز حقل كرونوس القبرصى إلى مصر لربطه بالبنية التحتية لقطاع الغاز المصرى وهو نجاح وإضافة ودعم لكون مصر مركزا إقليميا للطاقة ما بين الاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية، هناك نجاحات كثيرة تكشف قوة وقدرة الدولة المصرية، فزيارة الرئيس السيسى لبلجيكا للمشاركة فى القمة المصرية – الأوروبية الأولى والتاريخية والتى تأتى تتويجاً لمسار الشراكة الإستراتيجية الشاملة التى تم إطلاقها فى القاهرة مارس 2024 وتعكس حجم العلاقات القوية فى مختلف المجالات بين مصر والاتحاد الأوروبى وما ينتظرها فى آفاق جديدة خاصة على أصعدة تنسيق المواقف وتوحيد الرؤية حول القضايا الإقليمية والدولية وعلى الصعيد الاقتصادى فى كل ما تحظى به مصر من فرص لاستقبال الاستثمارات الأوروبية فى مجالات كثيرة أبرزها الطاقة والهيدروجين الأخضر على هامش القمة هناك منتدى اقتصادى موسع حول فرص الاستثمار فى مصر بمشاركة كبريات الشركات الأوروبية وقيادات قطاع الأعمال، لكن محصلة الزيارة تؤكد أن طريق الحكمة والتوازن وبناء علاقات ترتكز على الاحترام المتبادل وتبادل المصالح يقود فى النهاية إلى تحقيق نجاحات وإنجازات قوية والعلاقات المصرية – الأوروبية نموذج للنجاح.
ولأن مصر دولة قوية وقادرة وعادت إلى قيادة الشرق الأوسط الذى رسمته على أساس العدل والمساواة والتعايش المشترك الذى يقضى إلى السلام والاستقرار فإنها تقود جهود إعمار غزة بعد نجاحها فى إنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع حيث تستضيف الشهر القادم المؤتمر الدولى للتعافى المبكر وإعادة الإعمار والتنمية.
تحيا مصر