الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : من «شرم الشيخ» إلى بروكسل.. النجاح يختصر المسافات

الدبلوماسية الرئاسية.. تحلق بعيدًا

_ مصر صاحبة التأثير والدور والثقل والمكانة ودولة الفرص الكثيرة والغزيرة

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

ما بين شرم الشيخ مدينة السلام، فى مصر إلى بروكسل عاصمة بلجيكا حيث مقر الاتحـاد الأوروبى رحــلة طويلة لا تقاس بآلاف الأميال، أو كم يستغرق وقت الوصول ذهابًا وإيابًا، ولكنها رحلة شديدة الخصوصية هى رحلة التألق والتوهج والنضج والنجاح للدولة المصرية، تمثل التنوع والحصاد، وعبقرية الرؤية وعودة مصر رسميًا لتجلس على مقعد قيادة الشرق الأوسط، وتصبح صاحبة التأثير والدور والثقل والمكانة، ودولة الفرص الكثيرة والغزيرة، والقدرة على التعاطى وتبادل المصالح والمنافع مع الدول الكبرى وامتلاك حصيلة ورصيد هائل من المميزات الجاذبة، تكمن فى مسافات طويلة بين شرم الشيخ وبروكسل فى قمم النجاح والتألق والتوهج المصرى، لخطاب آثر الحكمة والتوازن، وارساء قواعد الاحترام المتبادل وتبادل المصالح، وخلق فرص حقيقية فى بلاد كادت تضيع، هذه الفرص، وقوة وقدرة الدولة المصرية التى بات العالم يعول عليها فى استقرار الشرق الأوسط وقيادته إلى الأمن والاستقرار والسلام وكذلك أمن البحر المتوسط والأحمر ودور شديد الخصوصية فى اطفاء حرائق وصراعات المنطقة، وحل الأزمات العضال.. اتحدث عن واقع ومن يقرأ تفاصيل الرحلة بين شرم الشيخ حيث كانت منذ أيام قمة السلام للتوقيع على اتفاق إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الأمريكى دونالد ترامب وبحضور فاخر من كبار دول العالم أغرتهم الحالة التى صنعتها مصر من أجل السلام فحرصوا على الحضور والمشاركة، تلك الصورة التى لم ولن تسقط من ذاكرة التاريخ لأنها «صنعت فى مصر» وتحديدًا بمدينة السلام شرم الشيخ وانطلقت من قاعدة القوة والقدرة المصرية، بعد عامين من المواقف الراسخة والصلبة رفضت خلالها مصر كافة صنوف الضغوط والابتزاز والتهديد وحتى طوفان الإغراءات لكنها تمسكت كعادتها بالشرق وهى الدولة التى صنعت وقدمت نموذجًا مزيدًا لدبلوماسية الشرف والتى لم ترد فى قاموس السياسة المعروفة بأوصاف وصفات بعيدة تمامًا من الاملاق، وتتسم بالمكر والخداع والالتفاف والمراوغات، لكن مدرسة «مصر ــ السيسى» دشنت لمدرسة جديدة فى عالم السياسية أتت ثمارها وحققت أهدافها فى تعاملات مصر مع محيطها الإقليمى، والدولى، فالدولة التى قالت للظلم والطغيان لا، وتصدت لمخططات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه ووطنه، وحذرت وهددت من الاقتراب من أمنها القومى وخطوطها الحمراء، أو محاولاته فرض الأمر الواقع فى أن تكون سيناء وطنًا بديلاً للفلسطينيين وأن ذلك لم ولن يحدث قالها الرئيس السيسى أمام العالم واضحة دون مواربة، قوية ومزلزلة دون خوف أو اهتزاز هذه الأمة العظيمة انتصرت، فلم يحدث ما لا تريده، ولن يحدث.. المسافة من شرم الشيخ ــ إلى بروكسل فى بلجيكا تحتاج إلى قراءة وتوقف أمام هذه اللحظات التاريخية، والنجاح والانجاز الكبير الذى حققته الدبلوماسية الرئاسية التى تحلق بعيدًا ومن أجل تحقيق الأهداف والمصالح المصرية وتبنى علاقات وشراكات استراتيجية تدعم الآمال والتطلعات التى لطالما سعى إليها هذا الشعب العظيم، وتزيد من قوة التجربة المصرية الملهمة التى تتحرك برشاقة وثقة فى جنباتها حيث منحتنا القوة والقدرة والفرص، لتبادل المصالح والمنافع مع العالم المتقدم لتزداد قوة وقدرة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى قام بزيارة إلى العاصمة البلجيكية بروكسل حيث مقر الاتحاد الأوروبى لتشهد أول قمة لمصر والاتحاد الأوروبى، وهو حدث تاريخى، بعد ابرام وترفيع مستوى العلاقات الاستراتيجية الشاملة، وهو ما يعكس قوة الحضور المصرى، وما يمثله لأوروبا من أهمية، على كافة الأصعدة، السياسية والأمنية، والاقتصادية فى شتى المجالات خاصة الطاقة، والاستثمارات وتوطين التكنولوجيا، وأن تكون مصر مركزًا لخطوط الانتاج الأوروبية، وأيضا الحليف الصناعى والتكنولوجى لأوروبا.

العاصمة بروكسل شهدت قمة مصر والاتحاد الأوروبى والتى جاءت حافلة بالنجاحات وعكست قوة العلاقة والشراكة الإستراتيجية بين مصر وأوروبا تقريبًا فى جميع المجالات التى تحدث عنها الرئيس السيسى خلال كلمته، وعكست الفرص الهائلة والغزيرة لدى مصر بمجالات وقطاعات استراتيجية مثل الصناعات الدوائية واللقاحات وصناعة السيارات التقليدية والكهربائية والاسمدة والبتروكيماويات والطاقة الجديدة خاصة الهيدروجين الأخضر والشرائح الاليكترونية والذكاء الاصطناعى والصناعات الدفاعية والبنية التحتية اللوجستية والنقل.

دعم كبير يقدمه الاتحاد الأوروبى لمصر، وإرادة حقيقية لبناء علاقات استراتيجية شاملة مع القاهرة فى ظل الثقة الأوروبية، وتعويلها على مصر فى أمن واستقرار الشرق الأوسط فى نجاح مصر فى ملف الهجرة غير الشرعية وأمن البحر المتوسط خاصة أنه تخرج أى مراكب أو قوارب هجرة غير شرعية منذ سبتمبر 2016 والاتحاد الأوروبى يجد فى مصر الشريك الاستراتيجى القوى الذى يمتلك القدرة الشاملة السياسية والأمنية والاقتصادية على قاعدة أمن واستقرار سياسى فريد، لذلك تحدث الرئيس السيسى عن شراكة استثمارية تقوم على تبادل المنافع حيث تمتلك مصر مناخًا جيدًا للاستثمار ومميزات جاذبة مثل الإعفاءات الضريبية وسهولة تحويل الارباح وتوفر العمالة الماهرة منخفضة التكلفة بالإضافة إلى الأمن والاستقرار لذلك فإن مصر شريك انتاجى موثوق فيه يمكن أن يحتضن خطوط انتاج أوروبية تخدم الأسواق العالمية والأوروبية بكفاءة وتنافسية.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.