عبد الناصر البنا يكتب: تركى آل الشيخ .. شيطان العلاقات المصرية السعودية !!

فى معجم الصعيد عبارات غالبا ماتكون قاطعة الدلالة عن أمر ما فتجدهم يقولون : مايجيب لك الأذية إلا كلبك أو ولدك ، وهذا القول ينطبق تماما على رئيس هيئة الترفيه فى المملكة العربية السعودية وكنيته ” شوال .. الرز ” وذلك لـ أسباب سوف ترد لاحقا .
سبق لى الكتابة عن هذا ” الشوال ” تحت عنوان ( تركى آل الشيخ ــ وهل من لقب بعد .. شوال الرز ــ هيئة الترفيه بداية النهاية .. وغيرها ) ولكن لماذا العودة مرة أخرى للقول فى ما لايقال ؟ وهذا يفوق قدره ومكانته ، ببساطة لأن الأمر تعدى كونه يخرج من بيت العالم فاسد ، إلى شخص يتعمد تشويه العلاقات القوية التى تربط مصر الدولة العظمى بالمملكة العربية السعودية ، والحقيقة أن الخوض فى هذا الأمر هو بمثابة المشى على الأشواك ، لأن لنا فى المملكة أصدقاء ، ولهم فينا صهرا ونسبا .
فى الأيام القليلة الماضية تصدرت وســائل التواصــــل تصريحات ” تركى آل الشيخ ” التى يحاول فيها التقليل من شأن مصر ، ومعلميها وتاريخها وحضارتها .. إلخ ، وهو كلام مردود عليه ، وبلغة أهل البلد ” إتظبط ” بردود ولكنها كانت تحمل الكثير من الأدب ، وبالمناسبة يبدو أن مصر التى علمتك قد فشلت فى أن تعلمك الأخلاق والتربية والأدب ، لأنها تأتى فى مرتبة متقدمة على التعليم ، وندعو الله أن يعين الشعب السعودى على أفعالك .
لدينا مثل شعبى يقول ” يخلق من ظهر العالم فاسد ” آل الشيخ فى المملكة العربية السعودية هم أهل علم ودين ، وهم ينتمون الى قبيلة ” بني تميم ” ، وهم من نسل زعيم الحركة الوهابية الشيخ محمد بن عبد الوهاب . ولهم فى المملكة مكانة تاريخية ودينية كبيرة ، وتضم العائلة العديد من العلماء والقضاة والمفتين الذين تولوا مناصب دينية عليا في المملكة وعلى رأسهم مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الذى رحل عن عالمنا منذ فترة قصيرة ، والجميع على يقين تام أنه رحل وهو غير راض عما تقوم به هيئة الترفيه فى بلده ، وهذا رأى التيار المحافظ فى المملكة ، والهيئة العامة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى تم التنكيل بها مع بداية حفلات الخلاعة والمجون فى المملكة ، وهذا شأنهم . وهذه ليست قضيتنا .
قضيتنا أن هذا الـ “تركى” يضع رأسه برأس مصر ، وهذا يزيده نقصا على نقصه ، يا أنت ، أأنت عفريت من الجن سخرك إبليس لشيطنة العلاقات المصرية السعودية ؟ طرقت أبواب مصر من غير أن يعرفك أحد وفتحت لك الأبواب ، وإستقبلك أهلها إستقبال الفاتحبن ، وكنت مكرما بين أهلها ، حتى أن رأس الدولة إستقبلك .. أما يكفيك هذا شرفا وفخرا !!
دخلت الفن وأفسدته ، وأفسدت الرياضة ، وزرعت الفتنة بين الأندية ، وتدخلت فى ما لا يعنيك ، فماذا فعلت لك مصر لكى تحاول أن تقلل من شأنها ، وهيهات لأنك أصغر مما تتخيل ، ولمثلك أن يراجع قواه العقلية ، وأن يكون لك وقفة مع النفس التى ألهمها الله فجورها وتقواها ، لعل الله يهديك . أو تبحث لك عن مصحة نفسية تعالج عقد النقص فيك .
دعنى أعود بك إلى الوراء قليلا لـ حوار دار بينى وبين أحد عواقل السعودية الشيخ سعد خلف العفنان ، وهو رجل ذو عقل ورجاحة ، وله تاريخ حافل يمكن الرجوع إليه ، حكى لى الرجل عن أيام القحط فى مدينة حائل ، قبل أن يمن الله بالنفط على بلده ، وذلك بعد أن عدد لى أفضال مصر على السعودية ، وعلى أمه العرب قاطبة ، وأسهب الرجل فى ذكر عطاء مصر مابين عامل وعالم ومعلم ومهندس وطبيب .. إلخ ، وأن الأموال كانت تسمى ” مصارى ” نسبة إلى إسم مصر ، وتعنى العملة المصرية ، وكانت النقود ترسل لـ السعودية وينادى منادى على أهل البلاد الفقراء لأخد ــ المصارى ــ وأن الثياب كانت تأتى من مصر هدايا ، وقال لى : أنها كانت تأتى بثنية كبيرة فى كم الثوب ، ربما يصادف أن يكون الشخص طويلا فيسهل عليه فك الثنية .
ويتذكر العفنان أنهم كانوا ينتظروا السيول من العام للعام ، لأنها تأتى بجيف الحيوانات النافقة فى أعالى الجبال التى تغطيها الثلوج فتحتفظ تلك الجيف بقوامها ولا تتحلل ليتم طبخها وأكلها ، هؤلاء الرجال يعرفون قدر مصر وشأنها لأنهم ذاقوا مرارة حرمان تلك الأيام لأ أنت . وبالمناسبة العيب هنا ليس فى الفقر أو القحط وقد سبق لمصر أن مرت بالشِّدَّةُ المُسْتَنْصِرِيَّة أو السبع العجاف فى نهاية عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله .
لا أود أن أسهب فى فضل مصر على المملكة فقط أود أن أذكر ” تركى ” بحكاية تعود لـ 150 عاما قدمت مصر خلالها دعما خيريا لـ حجاج بيت الله الحرام متمثلا فى ” التكية المصرية ” في مكة المكرمة والمدينة المنورة والتى تعود إلى عهد محمد علي باشا فى عام 1822 من أجل توفير الطعام والرعاية للحجاج ، واستمر دورها حتى عام 1983 عندما هدمتها السلطات السعودية .
وكانت التكية بمثابة تجسيد حى لـ دعم الدولة المصرية ، من المعونات المالية ، والمواد الغذائية والطبية وكل مايلزم حجاج بيت الله ، وأهل الحجاز ، بخلاف كسوة الكعبة التى كانت ترسلها مصر كل عام منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب عن طريق عمرو بن العاص وإستمرت حتى عام 1962 ، بعدما أنشأت المملكة دار الكسوة .
ولايسع المقام هنا لذكر المصريين أصحاب الفضل على المملكة فى المجال الدينى ودور الأزهر الشريف ، أو العلمى ” العلماء والفلاسفة ” والعسكرى ، والسياسى ، ومجالات عديدة الخوض فيها تحصيل حاصل لأنها محفورة فى الذاكرة ، وللمملكة والملك فيصل يرجع الفضل فى إستخدام سلاح البترول فى حرب أكتوبر 1973 ، وكيف ركعت أمريكا والعالم أمام العرب ، وهكذ الأيام دول .
ومن الطبيعى أن تتأرجح العلاقات بين مصر والسعودية مابين مودة وفتور ، وقد حكى لنا والدى رحمه الله أثناء آداء فريضة الحج فى العام 1962 عندما أحتجزتهم السلطات السعودية وتم التعامل معهم معاملة قاسية خشية أن يكونوا ” كوماندوز ” أرسلهم جمال عبدالناصر لتقويض نظام الحكم فى المملكة لـ خلاف بين عبد الناصر وآل سعود ناتج عن صراع النفوذ الإقليمي ؛ تجلى فى دعم عبدالناصر لـ الجمهوريين فى اليمن والسعودية للملكيين . كما تضمن الخلاف دعماً سعودياً لمحاولات اغتيال عبد الناصر ، وهو ما أثار غضبه ، وسياسات جمال عبد الناصر القومية التي اعتبرتها السعودية تهديدًا لسلطتها ، ومالبثت العلاقات أن تعود إلى طبيعتها .. وهكذا
ولكن ستبقى العلاقات بين مصر والسعودية علاقات متينة وقوية رغم أنف كل حاقد أو حاسد ورغم أنف هرقطة تركى آل الشيخ ..
حفظ الله مصر والمملكة حكومة وشعبا