الفنان ناصر النوبي يكتب : حين تتحول الدعاية الى جريمة

منذ أربع سنوات قالها السيد رئيس الجمهورية بوضوح لا يحتمل التأويل :”لن يُسمح لأي شركة عقارية بالإعلان عن مشروع قبل أن تنفذ 30% على الأقل من الإنشاءات.”
كان هذا القرار خطوة في غاية الأهمية لحماية المواطنين من مشروعات الوهم التي استنزفت مدخرات الناس باسم “الأحلام الراقية” و”الحياة الفاخرة”، ثم تبخرت تلك الوعود بمجرد انتهاء الحملة الدعائية.
لكن العجيب والموجع أن نرى بعد كل هذا الوقت شركة مثل “ذي مارك” تتجاهل القرار الرئاسي تمامًا، وتطلق إعلاناتها كأنها فوق القانون.
إعلانات ضخمة، حفلات فاخرة، نجوم وفنانون يبتسمون للكاميرا ويبيعون الوهم للمشاهدين — بينما الواقع على الأرض صفر إنجاز.
السؤال البديهي: كيف يُسمح بهذه المهزلة؟
كيف تمر تلك الحملات على القنوات والإذاعات دون أن يسأل أحد : أين نسبة الـ30% إنشاءات؟
المؤلم أكثر أن الفنانين الذين شاركوا في الإعلان أصبحوا – بوعي أو بغير وعي – شركاء في الجريمة. لأنهم لم يروّجوا لعمل فني، بل لحلم زائف يخالف قرار رئيس الجمهورية نفسه.
هل يعلمون أن مشاركتهم تساهم في تضليل الناس؟ هل يرضى الفنان الحقيقي أن يكون واجهة لكذب تجاري؟
لدينا الفيديو الرسمي لاجتماع الرئيس الذي أعلن فيه القرار بصرامة قبل أربع سنوات، ولدينا تسجيلات الحفلات الترويجية لشركة “ذي مارك” منذ سنتين، وفيها كل مظاهر التحدي والاستهتار بالتعليمات.
فما الذي تغيّر؟ هل القانون يُطبق على البعض فقط؟
هذه ليست مجرد “مخالفة دعائية” كما قد يحاول البعض تبريرها، بل انتهاك صريح للقرار الأعلى في الدولة، وتلاعب بعقول الناس وأموالهم.
إنها جريمة اقتصادية مغلفة بورق لامع اسمه “الإعلان”، لكنها في حقيقتها نصب منظم برعاية شهرة زائفة.
حين تُصبح الدعاية أهم من الحقيقة، والفنان أداة في يد التاجر، ينهار ميزان الثقة بين المواطن وكل من يظهر أمامه على الشاشة.
ولذلك لا بد من وقفة حاسمة، لا رحمة فيها لمن استهان بالقانون، ولا تسامح مع من يبيع للناس أوهامًا مصوّرة.
ذي مارك لم تخالف قرارًا فقط، بل أساءت إلى معنى الالتزام نفسه.
وكل من شارك في هذا الإعلان، من إدارة الشركة إلى النجوم الذين ظهروا فيه، يتحمل نصيبه من المسؤولية الأخلاقية والقانونية أمام الناس والتاريخ.
اعلان شركة ذى مارك بعد ما رئيس الجمهورية قرر عدم السماح بالإعلان او الإعلام عن اى مشروع دون ان تقوم الشركة بالانشاءات بنسبة ٣٠%
طبعا مخالفة صريحة وواضحة وجريمة لكل فنان شارك فى هذا الاعلان