الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : مصر التى فى بروكسيل !!

الكاتب الصحفي عصام عمران
حق لكل مصرى أن يفخر بوطنه وقائده بعد المشهد المهيب الذى استقبل به الرئيس والزعيم عبد الفتاح السيسى أثناء دخوله قاعة انعقاد القمة المصرية الأوروبية الأولى التى استضافتها العاصمة البلجيكية بروكسيل بمشاركة قيادات وزعماء ٢٢ دولة أوروبية .
فمن قصر الاتحاد الأوروبي ببروكسيل كتب الرئيس السيسي فصلا جديدا في تاريخ العظمة المصرية أو ما يمكن وصفه ب ” قمة الفخر في بروكسيل ” .. حيث فرضت مصر كلمتها على القارة العجوز ! ” .
نعم لقد كانت أنظار وكاميرات أوروبا متجهة صوب العاصمة البلجيكية فالاجتماع ليس عاديا ، ولا مؤتمرا روتينيا ، ولكنها قمة تاريخية بين مصر والاتحاد الأوروبي، هى الأولى من نوعها في التاريخ ، والأهم من ذلك أن الرئيس السيسي استقبل استقبال الأساطير، بما يليق بدولة باتت قوة إقليمية عالمية مؤثرة ولن أبالغ إذا قلت مرعبة ،والكل أصبح يتعامل مع مصر كقارة وليست دولة محورية فقط !! .
شهدت القمة إعلان الاتحاد الأوروبي أرقاما ضخمة لدعم مصر شملت 7.6 مليار يورو تعاون مباشر إضافة إلى منحة فورية بقيمة 75 مليون يورو وشراكات مفتوحة في كل المجالات: طاقة – صناعة – دفاع – تكنولوجيا – أمن – هجرة – استثمار – بنية تحتية ، وهو ما يعد أعترافا اوروبيا بأن “مصر” هي الشريك الأول لدول القارة العجوز وتأكيدا ضمنيا بأنه لا استقرار في منطقة الشرق الأوسط بدون مصر .
تكتسب القمة المصرية الأوروبية أهمية كبيرة، نظرا لانعقادها بعد أيام قليلة من قمة السلام فى شرم الشيخ لوقف الحرب فى غزة، لتؤكد مصر مجددًا للعالم أجمع مكانتها ودورها المحورى فى المنطقة.
ولم يأت انعقاد القمة المصرية الأوروبية من فراغ، لأن الثوابت المصرية والمبادئ المتبعة فى السياسة الخارجية هى التى جعلت القاهرة تفرض نفسها على كل عواصم العالم بصفة عامة، والعواصم الأوروبية بصفة خاصة، وإذا اطلعنا على العلاقات الإقليمية والدولية للدولة المصرية، بداية من 2014 وحتى الآن، نجد أنها قد استطاعت أن تسترد مكانتها فى المنطقة، من خلال اتباع سياسة خارجية متوازنة، ومعتدلة، وناصرة لحقوق الشعوب وقضاياهم العادلة، مما كان له أثر كبير فى عودة مصر إلى مكانتها الريادية، والمحورية، وتوجه أوروبا نحو الارتقاء بالعلاقات مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية فى مارس 2024 ، لتعقد القمة المصرية الأوروبية الأولى مؤخرا تتويجا لهذه الشراكة.
وفيما يخص أسباب لجوء أوروبا إلى الدولة المصرية، يمكننا التأكيد على أن أهم هذه الأسباب يتمثل فيما يلي:
أولا: إعلان مصر حربها على الإرهاب، وتجفيف منابعه، لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، يعد من أهم الأسباب التى قد جعلت العواصم الأوروبية تتجه إلى القاهرة، لأن مكافحة الإرهاب والتطرف لم يكن فقط لصالح الدولة المصرية، بل امتدت الآثار الايجابية لتشمل كل دول أوروبا، وغيرها، لأن ترك الميليشيات والحركات المسلحة الإرهابية دون القضاء عليها، قد يعنى نموها وتزايد أعضائها، وزيادة مصادر تمويلها، مما يعنى امكانية وجود تهديد مباشر لكل أوروبا واستقرارها، وإمكانية المساس بأمنها القومى!
ثانيا: ملف الهجرة غير المشروعة: حيث استطاعت مصر أن تضبط سواحلها، وتسيطر على حدودها، ومنعت مئات
الآلاف من الهجرة غير الشرعية لأوروبا، كما أن اللافت للنظر أن مصر قد استضافت أكثر من عشرة ملايين شخص من
دول مختلفة بسبب بعض الأحداث السياسية، و كان من الممكن أن تتوجه هذه الملايين إلى أوروبا، لكن نجحت مصر
فى تحويل ملف الهجرة إلى فرص تنموية واقعية، حيث قدمت الدولة المصرية كافة أشكال الخدمات فى مجال الصحة
والتعليم وغيرهما إلى الملايين من غير المصريين، دون أدنى تفرقة، أو عنصرية، وسمحت بإقامة المشروعات،
والمصانع، لتحقيق التنمية الشاملة، بما يعود بالنفع على أصحاب هذه المشروعات، وعلى الدولة المصرية فى ذات
الوقت.
ثالثا: دعم مصر للحلول السياسية فى كل النزاعات الإقليمية والدولية: حيث لم تتبع مصر كغيرها سياسة نشر الفتن،
والفرقة، والانقسام بين الشعوب، ولكن أعلنت القيادة السياسية المصرية بكل وضوح، أن مصر تتبنى الحل السياسى
فى كل النزاعات، ولم يكن ذلك بشأن القضايا العربية فقط، بل نادت مصر كل الأطراف المعنية فى الحرب الإيرانية
الإسرائيلية الأخيرة، والحرب الروسية الأوكرانية، بأن يتم العودة لصوت العقل، واتخاذ جميع السبل السياسية،
والدبلوماسية، لإنهاء الحرب، حتى لا يتم تهديد الأمن والسلم الدوليين. كما أن الدولة المصرية لم تتوان لحظة واحدة
فى دعم القضايا العادلة، وحماية أمن الشعوب، والحفاظ على حقوقها المشروعة، ففى الوقت الذى خذل فيه الكثير
الشعب الفلسطينى، وحماية القضية الفلسطينية، نجد القيادة السياسية المصرية قد أعلنت بكل وضوح الدعم
الكامل للقضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وقد تم تتويج هذا الدعم بعقد قمة شرم الشيخ للسلام
لوقف الحرب فى غزة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.