الكاتب الصحفي عبدالرازق‭ ‬توفيق يكتب : المرأة‭ ‬المصرية‭.. ‬سند‭ ‬الوطن‭ ‬وسر‭ ‬الصمود أم‭ ‬البطل

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

يسألونك‭ ‬عن‭ ‬سر‭ ‬صلابة‭ ‬وشموخ‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬ولماذا‭ ‬لم‭ ‬يركع‭ ‬للتحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والضغوط‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تحتمل،‭ ‬وكيف‭ ‬يصمد‭ ‬فى‭ ‬اتون‭ ‬الأزمات‭ ‬القاسية،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ ‬مر‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬بردًا‭ ‬وسلامًا‭ ‬برضا‭ ‬وصبر‭ ‬ووعى‭ ‬وتضحيات‭ ‬ربما‭ ‬تجيب‭ ‬أنه‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم،‭ ‬وهو‭ ‬بالفعل‭ ‬كذلك‭ ‬

لكن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬زرع‭ ‬فى‭ ‬المصريين،‭ ‬وربى‭ ‬بأحسن‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬التربية،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬فى‭ ‬كنف‭ ‬أم‭ ‬اعتادت‭ ‬أن‭ ‬تتحدى‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬دائمًا‭ ‬سندًا‭ ‬للوطن،‭ ‬حديثها‭ ‬للأبناء‭ ‬اللى‭ ‬جى‭ ‬أفضل،‭ ‬بلدنا‭ ‬أهم،‭ ‬نتحمل‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬رأسنا‭ ‬مرفوعة،‭ ‬أنها‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬العظيمة‭ ‬الصامدة‭ ‬الصابرة،‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تبخل‭ ‬يومًا‭ ‬بفلذات‭ ‬أكبادها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تحيا‭ ‬مصر‭ ‬عزيزة‭ ‬كريمة‭ ‬حرة،

‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يهزم‭ ‬وطن‭ ‬وفيه‭ ‬امرأة‭ ‬تزغرد،‭ ‬ودموعها‭ ‬تنهمر،‭ ‬هى‭ ‬دموع‭ ‬الفرح‭ ‬بأبنها‭ ‬الشهيد،‭ ‬فهى‭ ‬أم‭ ‬البطل،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تهزم‭ ‬أمة‭ ‬أو‭ ‬تركع‭ ‬وفيها‭ ‬معدن‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬وهى‭ ‬تقول‭ ‬لقائد‭ ‬وزعيم‭ ‬الأمة،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ابنى‭ ‬استشهد‭ ‬فداء‭ ‬لوطنه،‭ ‬أنا‭ ‬عندى‭ ‬غيره‭ ‬اتنين‭ ‬وتلاتة،‭ ‬ينضموا‭ ‬للجيش‭ ‬أو‭ ‬الشرطة‭ ‬ليأخذوا‭ ‬ثأر‭ ‬أخوهم،‭ ‬أو‭ ‬أبوهم‭.‬

المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تركع‭ ‬يومًا‭ ‬أمام‭ ‬ظروف‭ ‬قاسية،‭ ‬أو‭ ‬تحديات‭ ‬صعبة،‭ ‬أو‭ ‬تهديدات‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬وستظل‭ ‬سندًا‭ ‬للوطن‭ ‬فى‭ ‬المحن‭ ‬والشدائد‭ ‬والأزمات،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تركع‭ ‬أمة‭ ‬فيها‭ ‬أسر‭ ‬وعائلات‭ ‬تفاخر‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬شهيد‭ ‬بطل،‭ ‬لذلك‭ ‬الإجابة‭ ‬إذا‭ ‬سألوك‭ ‬عن‭ ‬سر‭ ‬صلابة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وشموخه‭ ‬فسارع‭ ‬بالإجابة‭ ‬بثقة،‭ ‬أنها‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬ذات‭ ‬المعدن‭ ‬النفيس‭ ‬رمز‭ ‬التحدى‭ ‬والخير‭ ‬والنماء‭ ‬فهى‭ ‬هاجر‭ ‬زوجة‭ ‬الخليل‭ ‬إبراهيم‭ ‬الذى‭ ‬تركها‭ ‬وحيدة‭ ‬مع‭ ‬ابنها،‭ ‬دون‭ ‬ماء‭ ‬أو‭ ‬غذاء،‭ ‬فتفجرت‭ ‬المياه‭ ‬وهرولت‭ ‬يمينًا‭ ‬وشمالاً،‭ ‬ثم‭ ‬تتحول‭ ‬هذه‭ ‬المعجزة‭ ‬إلى‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الحج‭ ‬والعمرة‭ ‬وهى‭ ‬أيضا‭ ‬ماريا‭ ‬القبطية‭ ‬زوجة‭ ‬الحبيب‭ ‬المصطفى‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬التى‭ ‬انجبت‭ ‬له‭ ‬الولد‭ ‬أيضا‭ ‬الملكة‭ ‬اياح‭ ‬حتب‭ ‬التى‭ ‬قادت‭ ‬المصريين‭ ‬وكافحت‭ ‬وناضلت‭ ‬لطرد‭ ‬الهكسوس‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية،‭ ‬التى‭ ‬خرجت‭ ‬تقاوم‭ ‬الاحتلال‭ ‬لتقود‭ ‬المظاهرات‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬وتنضم‭ ‬للمقاومة‭ ‬وتنقل‭ ‬السلاح‭ ‬وتأوى‭ ‬الفدائيين‭ ‬وتتعرض‭ ‬لمخاطر‭ ‬واعتقالات‭ ‬وسجن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وطنها‭ ‬هى‭ ‬مسيرة‭ ‬حافلة‭ ‬من‭ ‬الكفاح‭ ‬والنضال‭ ‬والعطاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر،‭ ‬لذلك‭ ‬تظل‭ ‬عنوانًا‭ ‬عظيمًا‭ ‬لبقاء‭ ‬وخلود‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬العريقة‭.‬

هى‭ ‬ليست‭ ‬الفنانة‭ ‬والنجمة‭ ‬والممثلة‭ ‬والمذيعة‭ ‬فحسب‭ ‬ومنها‭ ‬أيضا‭ ‬الست‭ ‬الشقيانة‭ ‬عمود‭ ‬البيت‭ ‬التى‭ ‬تكافح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بيتها،‭ ‬وتعمل‭ ‬وتجاهد‭ ‬وتساعد‭ ‬زوجها‭ ‬وتساند‭ ‬أبناءها،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬صاحبة‭ ‬حظ‭ ‬غير‭ ‬وافر‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬لكنها‭ ‬تحفز‭ ‬وتشجع‭ ‬وتهيىء‭ ‬وتدفع‭ ‬الابناء‭ ‬للتفوق‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬وسيدة‭ ‬فاضلة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬قدمت‭ ‬لنا‭ ‬علماء‭ ‬ورموزًا‭ ‬أجلاء‭ ‬سطروا‭ ‬تاريخًا‭ ‬وعطاء،‭ ‬بسبب‭ ‬رحلة‭ ‬عظيمة‭ ‬من‭ ‬كفاح‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تضحى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬بيتها‭ ‬وأبنائها‭ ‬وتتحمل‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭.‬

المرأة‭ ‬المصرية،‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬خلود‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬وانتصاراته،‭ ‬بل‭ ‬وهى‭ ‬من‭ ‬قدم‭ ‬لنا‭ ‬عظماء‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬ورموزها‭ ‬وقادتها‭ ‬الافذاذ،‭ ‬لم‭ ‬تضجر‭ ‬يومًا‭ ‬أو‭ ‬تلعن‭ ‬الظروف‭ ‬بل‭ ‬صابرة‭.‬

لذلك‭ ‬دائمًا‭ ‬أقول‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬معدن‭ ‬مختلف‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬الحياة‭ ‬أو‭ ‬الأسرة‭ ‬فشهداء‭ ‬الوطن‭ ‬الذين‭ ‬ضحوا‭ ‬بأرواحهم‭ ‬هناك‭ ‬حكايات‭ ‬وقصص‭ ‬فريدة‭ ‬بطلتها‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬سواء‭ ‬الأم‭ ‬أو‭ ‬الزوجة‭.‬
المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬هى‭ ‬الزوجة،‭ ‬المكافحة‭ ‬والمناضلة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬زوجها،‭ ‬مهمتها‭ ‬مكرمة،‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬الصالح‭ ‬الذى‭ ‬يبنى‭ ‬ويعمر‭ ‬ويزرع‭ ‬الخير‭ ‬فهو‭ ‬أصل‭ ‬الحياة،‭ ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬يحفظ‭ ‬الأرض‭ ‬والعرض،‭ ‬ويحمى‭ ‬الوطن،‭ ‬فمن‭ ‬ينسى‭ ‬مواقف‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬سنوات‭ ‬الاستعداد‭ ‬لنصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬العظيم،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬قدمت‭ ‬الأبناء‭ ‬والأبطال،‭ ‬الذين‭ ‬حققوا‭ ‬النصر‭ ‬أو‭ ‬الأبطال‭ ‬الذين‭ ‬استشهدوا‭ ‬أو‭ ‬أصيبوا‭ ‬بل‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬خرجت‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬مجوهرات‭ ‬للتبرع‭ ‬وفى‭ ‬أيام‭ ‬الحرب‭ ‬ذهبت‭ ‬للتطوع‭ ‬لتقدم‭ ‬أى‭ ‬دور،‭ ‬أو‭ ‬تتبرع‭ ‬بالدماء،‭ ‬وتحملت‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف‭ ‬الحياتية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬80‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬النــاتج‭ ‬المحـــلى‭ ‬كان‭ ‬يذهب‭ ‬للاستعداد‭ ‬والمجهود‭ ‬الحربى‭ ‬وعاش‭ ‬المصــريون‭ ‬على‭ ‬20‭ ‬٪‭ ‬لم‭ ‬تثر‭ ‬أو‭ ‬تغضب‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬صابرة،‭ ‬صـامدة‭ ‬صــلبة،‭ ‬لا‭ ‬تشعر‭ ‬أسرتها،‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭.. ‬لذلك‭ ‬هى‭ ‬صمد‭ ‬الوطن‭ ‬وانتصر‭ ‬وحول‭ ‬الانكسار‭ ‬إلى‭ ‬أعظم‭ ‬انتصار‭.‬
ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أبدًا‭ ‬عندما‭ ‬كاد‭ ‬الوطن‭ ‬يضيع‭ ‬ويسقط‭ ‬بسبب‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬وتآمرها‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬وخيانتها‭ ‬للأرض‭ ‬والشعب،‭ ‬انتفضت‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬وكانت‭ ‬فى‭ ‬طليعة‭ ‬بل‭ ‬قادت‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬العظيمة‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬ولم‭ ‬تتراجع‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬عزل‭ ‬حكم‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬من‭ ‬العميل‭ ‬والفاشى‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬دورها‭ ‬عند‭ ‬ذلك‭ ‬بل‭ ‬شاركت‭ ‬وناضلت‭ ‬وكافحت‭ ‬فى‭ ‬ملحمة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والإصلاح‭ ‬وتحملت‭ ‬تداعيات‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬بصبر‭ ‬وفهم‭ ‬ووعى‭ ‬ورضا‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬توالت‭ ‬بآثارها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬القاسية‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬ثم‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ثم‭ ‬تداعيات‭ ‬المتغيرات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬الاشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ثم‭ ‬اتساع‭ ‬الصراع‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وتتحمل‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬وتتصدى‭ ‬لحملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬والتحريض‭ ‬وتتمسك‭ ‬بأهداب‭ ‬الوطنية‭ ‬وتحفظ‭ ‬لمصر‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬وخلودها‭.‬
لذلك‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬يدرك‭ ‬ماذا‭ ‬قدمت‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن،‭ ‬ولعل‭ ‬مقولة‭ ‬عظيمات‭ ‬مصر‭ ‬تحظى‭ ‬بجدارة‭.. ‬نالت‭ ‬فى‭ ‬عهده‭ ‬كامل‭ ‬الحقوق‭ ‬والاهتمام‭ ‬والرعاية،‭ ‬ونالت‭ ‬ثقة‭ ‬عظيمة‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تتبوأ‭ ‬مناصب،‭ ‬ومكانة‭ ‬مرموقة،‭ ‬فهى‭ ‬الوزيرة‭ ‬والمحافظة‭ ‬ونائبة‭ ‬البرلمان‭ ‬والقاضية‭.. ‬وحققت‭ ‬نجاحًا‭ ‬مستحقًا،‭ ‬وتعيش‭ ‬أزهى‭ ‬عصورها‭ ‬لأنها‭ ‬قدمت‭ ‬للوطن‭ ‬أعظم‭ ‬العطاء‭ ‬والتضحيات‭..‬

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.