” عاصمةُ الصعيد” ..قصيدة للشاعر محمد الشرقاوي

(تحية إلى أسيوط، عاصمة الصعيد ومسقط رأسي)

ضياءُ الفَجرِ يا قلبَ الصعيدِ

وعاصمةُ المدائنِ يا نَشيدي

وحصنٌ شاهقٌ يزهو ثراءً

يجودُ على المجاورِ والبعيدِ

ترعرع في رُباها غرسُ حُلمي

وغنَّى لحنَها نبضُ الوريدِ

وأشرقَ نورُها في الأرضِ يدعو

ليقفزَ كُلُّ ساعٍ للمزيدِ

وفاض العلمُ من كفَيْكِ يروي

ويصنعُ فارسَ المجدِ التليدِ

لديكِ العزمُ يسكنُ كُلَّ شِبرٍ

يعيدُ النبضَ حيًّا في الجليدِ

بجامعةٍ تُغذي الكونَ عِلمًا

يصونُ العقلَ مِنْ فِكرٍ شريدِ

رموزٌ أدركتْ أنَّ المعالي

دروبٌ نحو ماضيها الفريدِ

وتلك حصونُها في الطبِّ سادت

وأضحت كُلَّ يومٍ في جديدِ

وهذا النيلُ ينطقُ في ثَراها

هُنا الفِردوسُ من عمرٍ مديدِ

تعانقُ شاطئ الأمجادِ حُبًّا

يصونُ الخيرَ في الوادي السعيدِ

سلْ الأخلاقَ أينَ نَمت وسارتْ

ليحيا الناسُ في أيامِ عيدِ

وسلْ كيفَ البطولةِ لم تغادرْ

ولم تعرفْ هُنا عيشَ العبيدِ

وسلْ شعبًا يعيشُ الدهرَ حرًّا

ويقهرُ دائمًا قيدَ الحديدِ

ويزرعُ في الربوعِ الأمنَ يسمو

على مكرِ المنافقِ والبليدِ

عشقتُ ترابَها مِنْ فجرِ عمري

وطرتُ مُحلِّقًا أروي قَصيدي

فمِنْ أسيوطَ أعلامٌ كرامٌ

أفاضوا النورَ في حضَرٍ وبِيْدِ

ويبقى الحبُّ للفَلَّاحِ فَرضًا

يعينُ السعيَ للنصرِ المجيدِ

بدونِ الغَرسِ لن نحيا كِرامًا

ولن يلقَى الأمانَ هُنا وليدي

أعانَ اللهُ مَنْ أهدى بلادي

فُصولًا من سَنا الفكرِ الرشيدِ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.