الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : عظمة الإنجاز .. وتساؤلات افتراضية

الأسئلة الافتراضية تقودنا إلى أن ندرك قيمة الإنجاز التاريخى الذى تحقق فى شرم الشيخ بنجاح مصر فى إبرام اتفاق إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وقيمة موقف مصر العظيم والصلب الذى لم يتزحزح قيد أنملة ولم يتغير لحظة.. وقيمة الشرف بل وقيمة ومكانة هذا الوطن فى الشرق الأوسط وللأمة العربية والقضية الفلسطينية.. فهذا الإنجاز والدور الكبير الذى سطرته مصر وأشاد به العالم جميعاً لا يجب أن يمر بشكل سريع.. لكن لابد أن نتوقف أمامه كثيراً وطويلاً ونقيم له الأفراح والاحتفالات بما حققناه وبما وصلت إليه الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تلك الدولة العظيمة التى كادت تسقط وتضيع قبل 2014 وإذا بها تفاجأ وتبهر العالم بما وصلت إليه من قوة وقدرة ودور ومكانة وثقل إقليمى وتأثير إقليمى والتحليق فى أجواء التقدم بثقة وإنهاء عصور المسكنات والتخدير وبناء قدرة دولة حقيقية تستطيع أن تحمى حاضرها ومستقبلها.
الأسئلة الافتراضية التى أطرحها لندرك قيمة ما حققته مصر.. ماذا لو وافقت على مخطط التهجير واستقبال الفلسطينيين أراضيها وفتح الحدود أمامهم؟.. هل كانت هناك قضية فلسطينية أو حقوق مشروعة للفلسطينيين؟.. هل كانوا سيبقون فيها أو يعودون إليها؟.. هل كان هناك ثمة أمل فى دولة فلسطينية مستقلة؟.. هل كان هذا الموقف الدولى الرافض لإجرام إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى ومحاولات اغتصاب أرضهم وحقوقهم؟.. هل لو وافقت مصر على مخطط التهجير وفتح الحدود واستقبال الفلسطينيين والتصدى لهذا المخطط بقوة وحسم؟.. هل كنا سنصل إلى هذا الإنجاز التاريخى الذى جرى فى مدينة السلام بشرم الشيخ؟.. ماذا لو وافقت مصر الشريفة على العروض السخية والإغراءات غير المسبوقة والأموال الطائلة والاستثمارات الهائلة وإسقاط الديون كاملة؟.. هل كانت هناك فلسطين باقية على قيد الحياة؟.. هل كانت هناك دولة فلسطينية؟.. بل هل كانت هناك أرض مازالت تحمل اسم فلسطين؟.. وهل كان هناك شعب فلسطيني؟.. وهل كنا وصلنا إلى هذا الاتفاق التاريخى بشرم الشيخ لإنهاء الحرب.. لذلك أقول وهذا حال كل فلسطينى وكل إنسان موضوعى وشريف أن مصر هى صاحبة النصر والنجاح والشرف.. وان قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى أثبت انه زعيم وطنى شريف استثنائى وان النجاح ليس باستعراض القوة وغطرستها والصوت العالى والضجيج والشعارات والمتاجرات.. لكن بالحكمة والثقة فى النفس التى انطلقت من قواعد راسخة للقوة والقدرة تلك المعادلة العبقرية التى أثبتت نجاحها بشكل مذهل فلا أحد يسمع إلا للأقوياء.. وما بالنا أن هذا القوى ينتهج الحق والعدل والشرف والإنسانية ولا يمارس غطرسة القوة.. بل الحكمة والثقة وعدم العدوان ولا يشارك فى ظلم.. جل أهدافه حماية وطنه وتحقيق آمال وطموحات شعبه.. يبنى بلا حدود.. طموحاته بلا سقف إرادته.
باختصار لولا مصر وموقفها وما بانت عليه من قوة وقدرة وصلابة وإفشالها لمخطط التهجير وقطع الطريق وغلق الأبواب أمام أوهام إسرائيل.. ما توقفت الحرب على غزة وما توقفت إسرائيل عن إجرامها.. ضف إلى موقف مصر.. صمود وتحمل الشعب الفلسطينى وتمسكه بأرضه.. ولعل الأحلام المصرية وصور الرئيس السيسى فى قطاع غزة وقصائد الشعر والتحية للمحروسة وقيادتها.. تؤكد للجميع أن الشعب الفلسطينى ذكى يميز الخبيث من الغث.. يقدر المواقف الشريفة والداعمة.. يدرك أصحاب الدور والفضل بعد المولي- عز وجل- باتت قناعته أن مصر هى رمانة الميزان وحجر الزاوية ولا قضية فلسطينية بدون مصر ولا شرق أوسط ولا منطقة عربية بدون مصر.. وهى نفس القناعات الدولية والأمريكية.. ولعل رسائل الشكر والتقدير الأمريكية لمصر وقيادتها بداية من الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو رويبيو ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكون ومستشاره وصهره جاريد كوشنر تجسيد حقيقى لهذه المعانى وتأكيد أن أمريكا تحب الأقوياء.. ولعل تصريحات زعماء العالم وعناوين وسائل الإعلام الدولى تؤكد هذه القناعات.. لذلك أقول إن هذا الدور والنجاح والشهادات والمكانة تؤكد عبقرية بناء الدولة الحديثة على مدار 12 عاماً.. البناء الشامل والمتكامل أتى ثماره وبدلاً من دولة كادت تسقط وتضيع.. نحن أمام دولة تصنع الأمجاد وتسطر التاريخ وتصبح اللاعب الرئيسى فى المعادلة الإقليمية والدولية.. ليس فى إقرار وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط فحسب ولكن أيضاً كدولة متقدمة يحمل لها المستقبل الواعد الكثير من الطفرات والإنجازات بعد أن أسست قاعدة الانطلاق إلى الأمام.
الحقيقة ان نجاح مصر فى فرض إرادة السلام وإنهاء الحرب والوصول إلى اتفاق شرم الشيخ اعتبره نقطة تاريخية فاصلة ورسالة قوية عن الصورة الذهنية الحقيقية للدولة المصرية.. فعلى مدار عامين من الموقف الراسخ والصلب المستند إلى الحق والعدل والشرعية الدولية تحميه القوة والقدرة والثقة.. فشلت كل الضغوط ومحاولات فرض الأمر الواقع بسبب قوة الدولة المصرية.. لذلك من المهم أن يأخذ هذا الإنجاز حقه على الصعيد الداخلى ويوثق ويؤرخ بالشكل الذى يستحقه.. الاستثمار فى هذا الإنجاز والحدث التاريخى الذى صنعته مصر أمر مهم للغاية ولابد أن يصل إلى الجميع من أبناء هذا الشعب خاصة الشباب.. نعقد من أجله الندوات والنقاشات لنطرح سؤالاً مهماً كيف نجحت مصر؟.. وأسباب هذا النجاح.. والحقيقة ان إدارة مصر لأحداث وعدوان ومحاولات فرض مخطط التهجير نموذج يدرس بكل المقاييس وتتوقف عنده علوم الدبلوماسية الرئاسية وقدرة القيادة الرشيدة على قيادة سفينة فى أتون العواصف الصعبة لتصل إلى الهدف ونحقق المهمة وتجهض المخطط وتحفظ الأمن القومى والحقوق المشروعة.. لذلك نحن أمام إنجاز تاريخى لإنهاء مأساة واجهاض مخطط ثم تتوج »القاهرة« بقمة للتوقيع على الاتفاق برئاسة الرئيس السيسى والرئيس ترامب وفى حضور ومشاركة قادة من أكثر من عشرين دولة.. قمة شرم الشيخ للسلام ليست عادية بل استثنائية ومرحلة فاصلة فى مسيرة الجمهورية الجديدة تكشف عن قوتها وقدرتها وما وصلت إليه من ريادة وقيادة ومكانة فى عهد قائد استثنائي.