محمد نبيل محمد يكتب :  قناة السويس العبور الدائم والتدخل المستحيل (22)                         محمد نبيل محمد يكتب :  قناة السويس العبور الدائم والتدخل المستحيل (22)                                                                                                                                           

الغزو النازى ..

الكاتب محمد نبيل محمد

نستكمل معارك الحرب العالمية الثانية وعلاقاتها بقناة السويس، والتى بدات عند غزو ألمانيا النازية لمصر،

كانت أنباء الهزائم الإيطالية تصل متتابعة إلى القيادة العليا الإيطالية ، وعندما بدأوا يدركون خطورة الوضع ، واحتمال خسارتهم أراضي ليبيا كلها، لم يجدوا مفرًّا من طلب المساعدة من الألمان ، ولم يجد أدولف هتلر بدوره مفرًّا من مساعدة حليفه رغم انشغاله بالتحضير لغزو الاتحاد السوفيتي فيما عرف باسم عملية بارباروسا، فأمر بتشكيل قوة صغيرة أطلق عليها اسم الفيلق الإفريقي، وفي يوم 6 فبراير، يوم سقوط بنغازي، عين القائد إرفين رومل قائدًا لهذه القوة.

كان احتلال البريطانيين لكامل ليبيا حتميًا في حالة استمرارهم، لكنهم اختاروا، بعد تأكدهم من هزيمة الإيطاليين، أن يستقطعوا من قواتهم الموجودة في ليبيا، لكي يرسلوا قسمًا منها لقهر الإيطاليين في الحبشة، والقسم الآخر إلى اليونان لمساعدتهم ضد الغزو الألماني المرتقب، وهذا التوقف البريطاني في برقة منح رومل الوقت الكافي لكي يرسل قواته إلى ليبيا, وفي فبراير 1941 بدأت قوات روميل الهبوط في طرابلس بتعزيزات كبيرة بل قامت إيطاليا بإرسال تعزيزات كبيرة في المعدات والأفراد, فضل إروين رومل الانتظار والاستعداد للهجوم.

في 18 نوفمبر 1941 بدأت القوات البريطانية (تحت اسم الجيش الثامن البريطاني) هجومها على قوات المحور على الحدود الليبية المصرية تحت اسم عملية الصليبي، وأسفرت هذه العملية بعد سلسلة معقدة من المعارك عن إخراج قوات المحور من برقة والوصول إلى مرسى البريقة في 6 يناير 1942، قرر روميل أن التراجع هو القرار الصحيح في الوقت الحالي، فكان يتلقى تعزيزات من القيادتين الألمانية والإيطالية ، ففي 15 يناير استلم 54 دبابة، و20 عربة، كما تم تحويل أسطول جوي من الجبهة الروسية وضع تحت قيادة البرت كسلرنج قائد القوات الألمانية في جبهة البحر المتوسط، وقامت القوات الجوية للمحور بضرب جزيرة مالطة التي كانت تهدد قوافل التموين التي تذهب إلى رومل في أفريقيا.

في 21 يناير 1942 بدأ رومل هجومه الذي كان مفاجئًا للبريطانيين، لذلك اتخذ القائد البريطاني نيل ريتشي قائد الجيش الثامن قرارًا بالانسحاب، واستمر تقدم حتى 3 فبراير عندما وصل إلى خليج البمبة، ثم استولى على التميمي والمخيلي، وتوقف رومل في مواقعه الجديدة أكثر من ثلاثة أشهر كان ينظم فيها خطوط إمداداته.

في سبتمبر 1941، كانت المخابرات الإيطالية قد اقتحمت السفارة الأمريكية في روما ( ولم تكن الولايات المتحدة قد دخلت الحرب ضد دول المحور) وسرقت منها الشفرة السرية التي يتم التخاطب بها بين الملحق العسكري الأمريكي في القاهرة ، وبين الحكومة الأمريكية، وكان مما يتضمنه هذا التخاطب النوايا العسكرية للبريطانيين، وبإعطاء المخابرات الإيطالية هذه الهدية الغالية لرومل ، ظل مطلعًا على نوايا البريطانيين حتى يونيو 1942، عندما خمن الحلفاء أن الألمان اخترقوا هذه الشفرة فقاموا بتغييرها وقبل ذلك (في مايو) كان رومل يلاحظ القوة المتزايدة للجيش الثامن، كما كان على علم بمحاولة القائد ريتشي للهجوم عليه، فكان لا بد له من أن يبادر بالهجوم رغم صعوبات الإمداد عنده.

وفى القادم ان شاء الله نستعرض تفاصيل معركة عين الغزالة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.