الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب :السؤال الرئاسى .. الذى حمى الأمة المصرية

الجميع لم يكن يدرك الأسباب الحقيقية وراء حالة السباق مع الزمن

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

عندما كان يعرض رئيس الوزراء أو الوزراء أو المسئولون عن المشروعات القومية العملاقة وهى بالآلاف.. وقبل أن ينتهى من العرض يبادره الرئيس عبدالفتاح السيسى بسؤال أعتقد انه سؤال تاريخى استثنائى.. إستراتيجى هذا ما كشفته الأحداث والزمن الذى نعيشه الآن وقيمة هذا السؤال.. الرئيس يسأل «هتخلص امتى؟».. لدرجة ان كل مسئول كان يتحسب من هذا السؤال.. وكانت الإجابة مثلاً فى كثير من الأحيان.. ثلاث سنوات.. ثم يرد الرئيس هى سنة واحدة بس.. لينتهى ويكتمل المشروع قبل اكتمال العام.. هذا حال ملحمة ومعجزة البناء والتنمية على مدار السنوات الماضية.. وكانت تستغرق وتحتاج إلى نصف قرن لإنجازها بالمعدلات الطبيعية لكن لأنه قائد استثنائى وتاريخى وسابق عصره مستشرف للمستقبل.

الحقيقة أن الجميع لم يكن يدرك الأسباب الحقيقية وراء حالة السباق مع الزمن.. وتحدى الوقت.. ربما ظننا ان البلاد فى حاجة شديدة لهذه المشروعات العملاقة بعد تراكم الأزمات والمشاكل المزمنة على مدار عقود.. وبعد طول معاناة للمصريين.. أو تهيئة البلاد إلى مرحلة جديدة من صناعة الفرص والأفكار الخلاقة التى تتمرد على الفكر العقيم الذى ساد وانتشر خلال العقود الماضية وحالة الاستسلام للظروف الصعبة.. والموارد المحدودة ونتج عنها كوارث وتراكم للأزمات والمعاناة دون وجود حلول وخوف وحذر شديد من الاتجاه إلى الإصلاح ومصارحة المصريين.. كل ذلك أسباب حقيقية.. لكن الأسباب الوجودية والإستراتيجية لم نكن على دراية بها فهى كانت فى عقل قائد فذ وعظيم استبق أحداث وتهديدات وتحديات ومخاطر ومخططات فاستعد لها.. كان ومازال يدرك ماذا ينتظر مصر من مؤامرات؟

أسرار حالة السباق والتحدى للزمن التى قادها الرئيس السيسى فى تنفيذ رؤية البناء والتنمية والتى هى بدون أدنى مجاملة معجزة حقيقية يكفى أن أقول إنها انتشلت مصر من الضياع والانحدار والتدهور إلى القوة والقدرة والفرص.. الأحداث والصراعات الإقليمية والدولية والتحديات والمخططات التى تعرضت لها مصر خلال السنوات الماضية خاصة العامين الأخيرين كشفت أسرار السؤال التاريخى والوجودى وأسبابه «هتخلص امتى؟».

أولاً لأن سرعة الإنجاز والتنفيذ فى التوقيتات التى حددها الرئيس السيسى وبأعلى جودة جاءت فى التوقيت المناسب والتى أكدت جاهزية الدولة المصرية لمواجهة تداعيات الأزمات الدولية مثل «كورونا».. والحرب الروسية- الأوكرانية خاصة على الصعيد الصحى والاقتصادى.. وبدت الدولة المصرية فى حالة ثبات وصمود.. لم يشعر شعبها بأى نقص أو تقصير أو عدم وجود للإمكانيات والقدرات.. كل شىء بدا فى أفضل حالة.. لذلك مرت هذه التداعيات دون آثار كارثية وتم احتواؤها والعبور بالبلاد والعباد إلى بر الأمان حتى استرد الاقتصاد المصرى عافيته ومؤشراته الايجابية.. بل ان ملحمة البناء والتنمية لم تتوقف خلال أزمة جائحة كورونا التى عزلت العالم وتم السيطرة على تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية خاصة ان مشروعات القطاع الصحى والبنية التحتية التى صنعت الفرص الثمينة وهيأت البلاد إلى النمو وتدفق الاستثمارات وأيضاً النهضة الزراعية التى وفرت احتياجات المصريين ثم المشروع القومى لإنشاء الصوامع العملاقة لتخزين الحبوب وأيضاً رؤية الاحتفاظ بمخزون واحتياطى إستراتيجى من السلع الأساسية لا تقل عن 6 أشهر وتصل إلى عام.. أمن احتياجات المصريين هذه المشروعات انتهت ونفذت فى توقيتات عبقرية.

الإجابة الشافية.. وكشف أسرار سؤال الرئيس السيسى «هتخلص امتى؟» كانت جلية وواضحة خلال العامين الأخيرين حيث تصاعدت المخططات والمؤامرات على مصر بشكل صعب وقاس لا تتحمله دولة ضعيفة.. لكن مصر القوية والقادرة بفعل الرؤى الإستراتيجية لبناء القدرة الشاملة والمؤثرة وبناء منظومة الردع الحاسمة استطاعت ان تتصدى لهذه الضغوط الرهيبة.

السؤال الذى أطرحه هنا.. ماذا لو لم تنفذ مصر ملحمة بناء القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة؟ ثم ماذا لو لم تنته من الآن المشروعات العملاقة فى كافة القطاعات فى توقيتات قياسية فاقت كل التوقعات مع سباق وتحد مع الزمن؟ هل كانت مصر التى خرجت من ثورة 30 يونية العظيمة بعد محصلة الخراب فى يناير 2011 وعام الإخوان الأسود الذى شهد أسوأ فترات تاريخ مصر؟.. نستطيع أن نواجه هذه التحديات والتهديدات والمخططات والمؤامرات.. ماذا لو تذرع بأن مصر متفرغة للحرب على الإرهاب؟.. ماذا لو أعلن ان الموارد والميزانيات والامكانيات لا تسمح ولا تستطيع تنفيذ مشروع بناء مصر وتحقيق آمال وطموحات المصريين فى بناء وطن قوى وقادر على تلبية آمالهم ومخططاتهم وحمايتهم وفرض السيادة الكاملة على كل حبة رمل مصرية.. الرئيس السيسى وهذا رأيى مدعوم بالأسانيد والواقع والإنجاز وقدر التحديات الوجودية والتهديدات المصيرية والمخططات الشيطانية أعظم من أنجبت مصر.

منذ بدء العدوان الصهيونى على قطاع غزة وتوسع الجبهات ورقعة الصراع وممارسة الضغوط على مصر للموافقة على مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية واستقبال الفلسطينيين على أرضها وتجلت أسباب معركة الرئيس السيسى مع الزمن.. أدركنا لماذا كان يسابق هذا القائد العظيم الزمن.. لماذا كان سؤاله المعروف «هتخلص امتى؟» الإجابة باختصار لأنه أدرك فى استشراف للمستقبل حجم التهديدات والمخاطر والمخططات القادمة على مصر فاستعد وتجهز لها.. ونجت مصر من مخطط شيطانى بل أحبطته وأفشلته.. حتى السد الإثيوبى عندما تجلت المؤامرات وظهرت وتعمد اطلاق المياه بعشوائية لإغراق مصر كانت «مصر- السيسى» جاهزة بكل شىء والمشروعات العملاقة والأنهار الصناعية والسد العالى ومفيض توشكى استوعبت هذا الكم غير المسبوق من المياه بل تحول المخطط الشيطانى الذى يتزامن مع مخطط التهجير إلى مياه وفيرة لخير مصر.. ثم ماذا لو لم يتخذ الرئيس السيسى قرار تطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات القتال وبناء الجيش الوطنى لدولة عظمى؟.. هل كانت مصر تأخذ هذه المواقف القوية والمدوية والشريفة والتى أجهضت مخطط التهجير وفى ظل حدود ملتهبة من كل الاتجاهات؟.. تحية للقائد العظيم الذى أبهرنا برؤاه واستشرافه للمستقبل.. أنقذ وحمى وبنى مصر وحافظ على شعبها.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.