عبد الناصر البنا يكتب : الاحتفال الـ 52 بالنصر .. ولكن بمذاق مختلف !!

تحل علينا الذكرى الـ 52 لنصر أكتوبر هذا العام ، ولكن بطعم ومذاق مختلف ، مختلف لأن مصر بسطت سيطرتها وإرادتها كونها رمانة الميزان فى منطقة الشرق الأوسط ، نصر أكتوبر هذا العام مختلف لأن فرقاء الأمس يجتمعون اليوم فى مدينة السلام ” شرم الشيخ ” فى قلب سيناء تزامنا مع ذكرى النصر من أجل وقف الحرب على غزة ، فى تحد واضح لـ كسر ” غطرسة ” بنيامين نتنياهو الذى أعلنها صراحة عقب إستهدافه قادة حماس فى الدوحة ، أنه سوف يلاحق قادة حماس أينما رحلوا وحطوا ، ولن يجرؤ أحد على حمايتهم أينما كانوا !!
وها هو ” خليل الحية ” الذى يشغل منصب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس ـ رئيس وفد حماس المفاوض ، يجرى لقاءا على الهواء مباشرة وفى الهواء الطلق مع الإعلامي سمير عمر ، رئيس قطاع القنوات الاخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الاعلامية ، فى رسالة واضحة معبرة عن قوة الردع المصري ، لقاء الحية كأول ظهور Live له منذ محاولة إسرائيل اغتياله فى قلب العاصمة القطرية الدوحة .
وفى رسالة ذات مغزى تداول نشطاء على وسائل التواصل ، مقطع فيديو لـ ” الحية ” وهو يتجول في شوارع مدينة شرم الشيخ ، معتبرين تجوله فى المدينة رسالة واضحة للعالم أجمع أن مصر ” بلد الأمن والأمان ” . خاصة وأن المسافة بين إسرائيل وشرم الشيخ عشرات الكيلو مترات فقط ؛ وطائرات f.16 يمكنها الوصول فى دقائق ؛ لكنها لم تجرؤ لأنها تعرف ان الجيش المصرى ليس كأى جيش ؛ وأن السيادة المصرية ليست مجالا للاختبار .
ويطيب لى فى هذا المقام أن اشير إلى قوات الـ G.I.S أقوى قوات المخابرات العامة المصرية هى التى تحمى وفد الفصائل المهدد بالإغتيال ، الـ G.I.S وهى إختصارا لـ General Intelligence Security القوات دى ” أشباح ” تمشى على الأرض ، قوات النخبة ، صقور المخابرات وإن شئت قل عنهم ، لا يظهروا إلا فى العمليات الكبرى مثل(مكافحة الارهاب ـ تحرير الرهائن ـ حماية الشخصيات المهمة ـ .. إلخ ) يعنى تقدر تقول أنهم يظهروا فى المواقف بالغة الخطورة فقط .
مش عاوز أتكلم عن المميزات الخاصة لقوات النخبة ، أو تدريباتهم الشديدة بما فيها القتال القريب ، والقنص والقفز بالمظلات ، وحرب المدن ، والتسلل الليلى .. إلخ ، منعا للحسد .. مايحسد المال إلا أصحابة ، كل إللى عاوز أقوله أنها ظهرت سنة 2019 فى مشهد الإرهابى هشام عشماوى ومع اللواء عباس كامل فى غزة ، عموما إذا رأيت قوات الـ G.I.S فأعلم أنك فى أمان ، والله ظهورهم دايما هيبة !!
النصر هذا العام رغم أنه مختلف إلا أنه يذكرنا بفكر وفلسفة الرئيس السادات” رحمه الله ” وكان ” داهية ” لما رجع لهم أسراهم بالبيجامات ” الكستور ” علشان معروف فى الجيش إن إللى بيلبس البيجاما يعنى خرج من الخدمة وقعد فى البيت ، بالعربى كان عاوز يقول لهم : أنا قعدتكم فى البيت ، ونسيتكم وجاهة البدلة الميرى ، وحب يفكرهم بسردياتهم الباكية لما حكوا للعالم عن اللبس فى معتقلات الفوهرر خلال ح.ع.2 ، كان حابب يذكرهم بأنهم أصلا مكانش لهم دولة ، وأنهم كيان محتل غاصب للأرض ، والطريف ان من عادة الفلاحين فى القرى والريف المصرى ان يلبسوا الطفل الذى تجرى له عملية ” الطهارة ” البيجاما ؛ وهذا دليل اخر على ان السادات أراد أن يعلن للدنيا كلها أن الجيش المصرى اجرى عملية طهارة لأعداء الأمة
كانت لحظة رمزية تجلى فيها النصر النفسى بكل ابعادة ؛ لحظة عبقرية تجسد فكر قائد أدرك أن النصر لايكفى الاحين يشعر العدو بخزيه قبل أن يخطو ارضه .. والحمد لله مصنع الكستور لسه شغال فى المحلة !!
وجاء اليوم إللى يقف فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام أبناءه من طلبة كلية الشرطة لـ يدعو الرئيس ترامب لـ زيارة مصر ، وفى أول رد فعل له “رحب” دونالد ترامب بالدعوة ، وقال أنه سعيد بزيارة مصر ، خاصة مع كونها دولة “يكن لها كل الاعتزاز والتقدير” ، دا على الرغم من أن الرئيس السيسى سبق ورفض دعوته لـ 3 مرات .. أى جبروت هذا !!
كل المتربصين وقوى الشر والظلام ” هيصوا ” وقالوا المباحثات بدون مبعوث ” إسرائيل ــ وأمريكا ” وجاء ” ستيفن ويتكوف ” ، المبعوث الخاص الأمريكي للشرق الأوسط ، و ” جاريت كوشنر ” ، كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، ولم نسمع همسا ، لا .. وقابلوا الرئيس فى قصر الإتحادية ، والعالم كله شاف إرادة السلام تنتصر على منطق الحرب بعد عامين من المعاناة وفقا للخطة التى طرحها الرئيس ” دونالد ترامب ” وبرعاية مصر وقطر ، وهو الاتفاق الذى يفتح باب الأمل فى غد افضل .
جاء نصر أكتوبر متزامنا مع نصر جديد للدبلوماسية المصرية فى وقت يئن فيه العالم من ويلات الحرب لـ تحقق مصر نصرا دبلوماسيا قاده بإحترافية وزير ” إبن بلد ” خرج من رحم الطبقة الوسطى فى المجتمع المصرى وهو الوزير بدر عبدالعاطى وزير الخارجية ، الذى قاد ملحمة دولية دعمت مرشح مصر الدكتور خالد العنانى للفوز بمنصب الرئيس لـ مؤسسة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة UNSCO ممثلا عن مصر والعرب وأفريقيا ، ليواصل رفع إسم مصر عاليا فى المحافل الدولية جنبا إلى جنب مع } محمود محيى الدين ـ ومحمد العريان ـ ومحمد معيط ـ وغادة والى ـ وياسمين فؤاد ـ وفاروق الباز .. { يوووه وغيرهم كتير مع حفظ الألقاب !!
جاء نصر أكتوبر هذا العام متزامنا مع تأهل منتخب مصر لكرة القدم بقيادة العالمى ” محمد صلاح ” لكأس العالم 2026 للمرة الرابعة في تاريخها ، البطولة التي سوف تقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بمشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى في التاريخ . وصعد منتخب مصر إلى بطولة كأس العالم 2026 ، بعدما تغلب على جيبوتي بثلاثية أهداف نظيفة ، ضمن منافسات الجولة قبل الأخيرة في التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال .
فى النهاية أردت أن أذكر بأننى إعتدت كل عام أن أكتب فى هذه المناسبة مقالا بعنوان ” أخى وأبطال صنعوا نصر أكتوبر ــ وأيضا أكتوبر وصفحات خالدة فى تاريخ الوطن ” ، يمكن الرجوع إليها ، هذا العام أترحم على روح أخى نورالدين الأخ والأب والمعلم ، أخى ” نورالدين 1953 ــ 2020 ” الجندى المقاتل البطل الذى رحل عن عالمنا ، وعلى صديقه “عمر يس” أحد أبطال ” معركة كبريت ” الذى وافته المنية أيضا منذ أكثر من عام ، كان أخى مجندا ضمن قوات الدفاع الجوى وهو فى الـ عشرين من عمره ، وحصل خلال فترة تجنيدة على دورات متخصصة أهلته لـ يكون قارىء شاشة رادار فى محطات الرادار B. 11 ، وكان له دور كبير فى المعارك الجوية التى دارت ؛ وذكر بعضا منها اللواء احمد كمال المنصورى فى لقاءاته عن دور التوجيه الارضى ؛ أما عمر يس الذى حكى لنا عن أهوال حصار 134 يوما فى نقطة كبريت الحصينة !!
وأنا هنا أردت أن أؤكد على دور ” الجندى ” المصرى المقاتل البطل الذى لايستطيع احدا أن ينكر دوره ، كونه لايقل أهمية عن دور ” القائد ” فى المعركة .. تحية واجبة لـ أرواح هؤلاء الشهداء وكل من قدم روحه فداءا للوطن ، وامد الله فى عمر الأحياء منهم ، ووفق قائدنا للعبور بمصرنا الحبيبة إلى بر الأمان .. حفظ الله مصر .