الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : العلم والإيمان ونصر اكتوبر

لا شك ان انفاس العباد معدودة عند الخالق ، لا يزيد العبد نفساً واحدا دون امر الله ، والا تعطلت القدرة الالهية ،، رحلة يقطعها الانسان منذ ولادته الى رحيله ، اختبار من المولى عز وجل ، اذا كان الانسان يصلح خليفة له على الارض ؟ ، ولا ينتهى ترقى الانسان فى الدنيا بموته ، فهناك فى الآخرة مراتب ودرجات ، اعلاها رؤية الله عز وجل ، الذى سيتجلى على عباده ، فيتيهو فى الجمال الالهى ، واخر تكليف يتلقاه الانسان هو مروره على الصراط المستقيم ، بعدها يسقط عنه التكليف ويخرج من لجنة الامتحان ، الى نعيم دائم او الى عذاب الجحيم ، والجنة ايضاً درجات اعلاها جنة ( الوسيلة ) وهى لا تنبغى لاحدا سوى الى الرسول الله (ص ) ، والمؤمنون فى الجنة زال عنهم التكليف الربانى وانكشفت عنهم الحُجُبْ ، عبادتهم تلقائية لا تكليف فيها بعد ان اطلعوا على الحقائق الالهية ،، يأكلون ويشربون ويستمتعون ، لكن متعتهم الكبرى ولذتهم المتواصلة هى العبادة والتسبيح والهيام فى العشق الالهى ،، وليس فى الجنة من متاع يشبه متاع الارض ، ربنا سبحانه وتعالى قرب لنا الصورة بضرب المثل بمتاع الدنيا ، لكن المؤمن الواصل لا يقف عند حدود الحرف ، بل يتخطاه الى متعة المعنى والنقاء والصفاء ، ولا اى تعارض ان يكون المؤمن ناجح فى الدنيا ، الله عليم ويريد من عباده ان يكونوا علماء والله قادر ويريد من عباده ان يكونوا قادرين والله رحمن ويريد من عباده ان يكونوا رحماء والله قوى يريد من عباده ان يكونوا اقوياء ، لا يتعارض الدين مع النجاح ولا يتعارض مع الاخذ بأسباب القوة والتقدم فى الحياة والريادة ، الدين فى حياة الامة الاسلامية هو العلم والتقوى معاً ، ينظر المؤمن دائماً الى الثابت من الآخرة ، ويعمل على النجاح فى المتغير الدنيوي ، لا خلاف ولا نزاع ولا شقاق بين الثابت والمتغير ، يحاسب المسلم على ترك جوهر دينه والتمسك بالضلالات ( كنتم خير امة اخرجت للناس ) تستطيع الامة ان تتقدم وان تمتلك العلوم الحديثة لتأخذ نصيبها كاملاً من الحضارة ، عندما تهتم بالنجاح فى المتغير الدنيوي والعمل على الثابت الأخروي ، لن نظل هكذا ننتظر من الآخرين سلاحنا وطعامنا ودواءنا ، علينا ان ننتج ونعمل وندرس ونبدأ من حيث انتهى الأخرون ، نحن لسنا اقل شأناً لكننا أثرنا الراحة والدعة وفضلنا النوم على اليقظة وركنا الى اعدائنا ، اتمنى بعد الهوان التى مرت به الامة ان تبدأ سريعاً بالبناء ومصالحة شعوبها والاهتمام بالعلوم الحديثة وتطبيقاتها قبل ان تخرج الامة العربية من التاريخ تماماً وتباد للسيطرة على ثرواتها ، ولنا فى نصر اكتوبر نموذجاً على الاخذ بالاسباب وتحطيم اسطورة تفوق الآخر مهما كان … تعلموا .. تثقفوا .. تنتصروا
.