محمد نبيل محمد يكتب : “البيجامات الكاستور”.. الاستفزاز والرد “وسلام القوة”

سيناء لها جيش (وطنى قوى) يحميها، كما ان السلام يستوجب قوة (متعقلة وواثقة) تحميه،فمواقف مصر ثابتة منذ ١٩٤٨ تجاه فلسطين، ومن منطلق “القوة” تسعى مصر للحفاظ على “السلام” تلك القوة التى أظهرتها مصر وأرعبت اعدائنا، واجبرت اصدقائنا على الانصياع لموقف مصر رغم الاستفزازات المتتالية… و مازالت أجواء انتصار أكتوبر تمدنا بدروس تستوجب إعادة الوقوف أمامها، تماما كما قال بطل أكتوبر والسلام “السادات” فى خطابه أمام مجلس الشعب 14 اكتوبر 1973:”… ربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل”… واستكمل حديثه”… أن القوات المسلحة قامت بمعجزة على أعلى مقياس عسكرى استوعبت العصر كله تدريبا وسلاحا بل وعلما واقتدارا حين أصدرت لها الأمر أن ترد على استفزاز العدو وان تكبح جماح غروره فإنها أثبتت نفسها أن هذه القوات أخذت فى يدها بعد صدور الأمر لها زمام المبادرة وحققت مفاجأة العدو وأفقدته توازنه بحركاتها السريعة إن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً أمام عملية يوم 6 أكتوبر 1973″.
لذا يفرض علينا مقتضى الحال مراجعة “درس أكتوبر” فهكذا أراد جيل الآباء “المنتصرون” أن يدرس الأجيال القادمة “دروس النصر” ويحكى الأبطال عن الاستفزاز المبالغ فيه من الجانب الصهيونى لمصر وللمصريين، حتى أن جولدا مائير قالت:” انتظر فى مكتبى بتل ابيب اتصال عبد الناصر معلنا الاستسلام وهو يعلم عنوان مكتبى ورقم تليفونى”..وهى ذاتها من اعترفت فى كتابها “حياتى” الذى نشر على يد الناشرين: جى بي بوتنام سونز(أمريكى)، ووايدنفيلد ونيكلسون (انجليزى) 1973 بعد هزيمة الصهاينة النكراء وأعيد نشره بالألمانية فى 1975، وفى الفصل الرابع عشر بعنوان “حرب يوم الغفران” اعترفت:” كنا نتباهى بأننا الأمة الوحيدة التى لا تترك خلفها أسرى أو قتلى فى حروبها ومعاركها…لكن فى حرب كيبور اختلف الأمر وحدث ما اضطررنا إليه وما يخالف عقيدتنا ومبادئنا وهو ان ترك الجنود المذعورون الهاربون من هول جحيم المصريين خلفهم القتلى والمصابين فى يد المصريين” وهى من صورت أحد مشاهد “نصر أكتوبر” واعترفت:” كان جنودنا يحترقون فى صناديق من الجحيم، فى دباباتهم التى أشعلها عليهم المصريون”
والآن فى غزة وبعد 7 أكتوبر 2023 تصدرت “استعادة الأسرى والقتلى” أهداف “نتن” ياهو فى حربه على “العُزّل” من أهل غزة، ولم يحدث من ذلك الأمر سوى ما سمحت به نتائج مفاوضات مصر مع الجانبين.
وأرى من دروس “أكتوبر” ما نشره سبعة من الجنود المراسلين وهم: يشعياهو بن- فوارت، يهونتان جيفين، أورى دان، آيتان هيفر، حيزى كرمل، إيلى لنداو، إيلى تابور، وهم مؤلفو كتاب “التقصير” أو “المحدال” بالعبرية فى 1975، وكتبوا فى مقدمة كتابهم:” …تعلمنا من المراسلين الأوائل الذين كتبوا عن الحروب السابقة ان الجنود يعودون من ميدان المعركة إما قتلى فى توابيت، أو جرحى على نقالات، لكن فى معارك الجبهة الجنوبية لحرب كيبور بسيناء ومع المقاتل المصرى، عاد جنودنا فى حالة ثالثة، وهى مهرولين دون ملابسهم وتاركى أسلحتهم مذعورين ومرضى نفسيين من هول ما رأوه من المقاتل المصرى، لذا نقترح على قيادة جيش الدفاع إنشاء مستشفيات نفسية تعالج هؤلاء الجنود المرضى النفسيين من أثر صدمة لقاء المقاتل المصرى”.
وهنا أُذكر جيش الدفاع أن يُعلن الأعداد الحقيقية لهؤلاء الجنود المنتحرين والمرضى النفسيين والرافضين للانصياع للأوامر باستمرار القتال بغزة، بل والهاربين من التجنيد، وإذا كان هذا هو حالهم عند مواجهة ميليشيات فما بالهم من لقاء جيش مصر من جديد(!) بعد أن تتردد فى الأنحاء مقولات “هراء” لهؤلاء “الحمقى” الذين لايقرأون التاريخ القريب، إذ يهرطقون ويتطالون على مصر وأهلها وجيشها، ويتفاخر “نتن”ياهو ويتحدث عن أوهام “اسرائيل الكبرى” وبأن طائراته قادرة على الوصول إلى أى مكان للقتل واختراق السيادة، وذلك بعد تطاوله على “قطر” الشقيقة، ومن قبل على “العراق” فى عملية “أوبرا” المعروفة أيضًا باسم عملية “بابل” هى غارة جوية إسرائيلية مفاجئة نُفذت في 7 يونيو 1981، وأسفرت عن تدمير مفاعل نووى عراقى قيد الإنشاء، ثم عملية “البستان” وكانت ضربة جوية إسرائيلية على ما يشتبه بأنه مفاعل نووى فى محافظة دير الزور السورية بعد منتصف ليل يوم 6 سبتمبر 2007، واستمرار احتلال الجولان ومعها جبل الشيخ والقنيطرة ـ حديثاـ واحتلال التباب الخمس بـ “لبنان” بعد جنوب الليطانى ـ سابقاـ وتتالى ضربات “اليمن الحوثى” وكذلك ضرب “ايران”، … تماما كما كان يقول استاذه فى الهزيمة “موشيه دايان” بأن طائراته قادرة على الوصول لقلب مصر بل واذا فكر جيشها بعبور قناة السويس فستتحول مياهها إلى بحار من الدم المصرى، وتباهى بأن المصريين أمامهم عشرين عاما ليفكروا فى مواجهة جيش الدفاع، تماما هذا ما يهزى به “نتن” ياهو ونسى “الأخرق” ما حدث لاستاذه فى الهزيمة، وما وُصِم به من عار، بعد أن قطع المصريون يده الطولى “طائراته”، وأسروا قادة جيش الدفاع وأعادوهم فى “بيجامات كاستور” إمعانا فى الإذلال حتى سار قادة جيش الدفاع موضع سخرية من الرأى العام المصرى والعالمى، ونستكمل فى القادم ان شاء الله حكايات البيجامات الكاستور وبروتوكول هانيبال!!.