الكاتبة الصحفية حنان خيرى تكتب : الأدب ليس ضعفا!!

تعلمنا فى الطفولة كلمات بسيطة لكنها في الحقيقة حكم .. منها لا تخسر قيمتك بكلمة، ولا تفقد إحترامك بزلة، ولا تجعل همك فى الدنيا حب الناس لك، فالناس قلوبهم متقلبة، قد تحبك اليوم وتتغير غدا!!
ولذلك علمتني الحياة التزام الهدوء والصمت ، فأحيانا هناك أمور لا يعالجها الكلام، وأيقنت أن بقاء البشر ورحيلهم مرتبط برغباتهم وليس بما نقدمه لهم، فمنهم من يبقي حتى لو قل عطاؤك، ومنهم من يرحل بالرغم من تفانيك معهم،
فنحن لسنا بحاجة لعتاب أحد فالجميع بعقولهم يدركون ما يفعلون.، ولذلك سنتعلم ..شئنا أم أبينا ، ولن نتعافى دون أن نخطئ ،ولن ننجح دون أن نفشل، ولن نحب دون أن نفقد ، فلابد أن لانعطي أحد أكثر من قيمته.. فالدبلوماسية هامة في المعاملات فنتسم بالمهارة فى التفاوض والتعامل مع الٱخرين ونسعى لحل المشكلات بالنقاش والإقناع وتجنب المواجهات العنيفة،
أما الذين يتبعون القوة والإكراه فى التعامل ويسعون لفرض مطالبهم بعنف وقسوة في الألفاظ وتجاوز الأسلوب تحت مفهومهم الخاطئ أنهم أصحاب الشخصيات القوية.. ولذلك لابد من الحكمة والهدوء في المواقف الصعبة للقدرة على التواصل الفعال مع الآخريين، وتجنب الصراع فى المواجهة،.
وهناك العديد من الأقوال تشير إلي أن أدب الإنسان يدل على قوته وليس ضعفه فمثلا قيل’أن سكوت المؤدب من أدبه فظن قليل الأدب أنه هو من أسكته’ !
وفي الواقع أن قوة أدب المؤدب جعلته يتجنب السفاف.. فعلينا نعرف أن الأدب يتطلب ضبط النفس والسيطرة على الغضب والرغبة في الرد وهذا قوة وليس عجزا
وتجنب السوء أختيار لا ضعف بل لعدم الانجراف إلى التفاهات والخلافات فهو قرار حكيم وقوي ويقلل من شأن
الشخصية غير المؤدبة.
الخلاصة.. الأدب ليس ضعفا والترفع عن بعض الألفاظ ليس عجزا لكننا نغلب النفس ونهزم شرها،. ولذلك مهما يسمع
المصريين من الفاظ وإنفعالات وهجوم بالالفاظ والكلمات الخارجة وغير المؤدبة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وأحيانا
فى الشارع من بعض الضيوف الذين تحتويهم بلدنا وتحميهم… فأجد الشخصيات المصرية تكلمهم بحكمة وأدب
واخلاق مهذبة وثبات في الرد على تجاوزاتهم فينتابني الشعور بالفخر والسعادة بمصر والمصريين .. تحيا مصر بأهلها