الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق يكتب : حماية الأمن القومى.. والمشروع الوطنى للتقدم

الحفاظ على القوة أكثر صعوبة من بنائها

الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق

لم تكن الرؤية الرئاسية لبناء القوة والقدرة على الردع ممثلة فى جيش وطنى عظيم ومحترف وفى أعلى درجات الجاهزية، ويمتلك كافة مقومات تنفيذ المهام باحترافية فى مختلف الظروف وبأعلى كفاءة، لأن مصر تواجه مخاطر وتهديدات ومخططات ومؤامرات وتعيش فى منطقة شديدة الاضطراب فحسب، ولكن هناك سبب غاية فى الأهمية يأتى فى إطار الرؤية الشاملة، والتفكير الاستباقى، الذى يتبناه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أراد أن يحقق أهدافًا كثيرة فيها حكمة واتزان وقراءة للمستقبل، لذلك وضع فى حساباته وتقديرات، وهو يقرر بناء القوة والقدرة ومنظومة الردع المصرية، أن هناك مشروعًا مصرى وطنيًا لتحقيق التقدم والصعود إلى جوار الدول الكبرى من خلال ملحمة البناء والتنمية والإصلاح والتطوير والتحديث بشكل عصرى لكافة القطاعات وفى جميع ربوع البلاد يجب حمايته، والحفاظ عليه وضمان بلوغه أهدافه وتحويله إلى واقع ينعكس على الوطن والمواطن، لأن حمايته ليست بالقوة والقدرة والردع فقط ولكن فى كيفية إدارة هذه المنظومة التى باتت الأقوى فى الشرق الأوسط، وأيضا حمايته بالحكمة والعقلانية، والابتعاد تمامًا عن لغة العواطف والشعارات وتجنب الاستدراج والتوريط.
بالتأكيد.. لا تريد قوى الشر لمصر أن تبارح عقود الألم والمعاناة والتقزم والمسكنات، تريدها مريضة، بدون موت، لأنها لو استردت عافيتها وتعافت تشكل خطرًا داهمًا على أوهام ومخططات ومشروعات قوى الشر، لذلك فإن مشروعها لتحقق التقدم، وتعاظم القوة والقدرة بطبيعة الحال سيكون مستهدفًا، ولا أبالغ إذا قلت أن ما يجرى فى المنطقة، وعلى جميع الحدود المصرية من كافة الاتجاهات، والضغوط، ومحاولات الابتزاز، والاستفزاز والاستدراج ، والمساومة بالمقدرات الوجودية، بل ومحاولات إغراء مصر وتشجيعها على الصدام العسكرى، كل ذلك محاولات لضرب وتعطيل المشروع المصرى الوطنى لتحقيق التقدم، ولكن غباء قوى الشر لم تدرك أن لمصر قيادة عظيمة وحكيمة وواعية، وتعلم كل صغيرة وكبيرة فى العقل المريض لقوى الشر وهو قائد لا يدير بالانفعالات والعواطف، ولا يمكن استدراجه أو وضع الفخاخ فى طريقه، لأنه يعمل بالإدارة الرشيدة والموضوعية والواقعية التى تستند إلى الحكمة والعلم والحسابات الدقيقة.
الحقيقة أن ما تحققه الدولة المصرية من نجاحات من خلال تجربة ملهمة للبناء والتنمية بدأت قبل 12 عامًا ومازالت، يقض مضاجع قوى الشر خاصة أن نتائج هذه التجربة بدأت فى الظهور ويمكن رصدها بسهولة عندما تطلع على مصر قبل عهد الرئيس السيسى وفى عهده الفارق كبير، نحن نتحدث عن دولة جديدة حديثة، وليس مجرد مشروعات قومية عمـلاقة، حيث تضاعف حجـم العمران وبدت البنية التحتية العصرية فى مصر لا تخطئها وما يتحقق فى جميع ربوعها، من تطور وتغيير حقيقى فى الصعيد، فى سيناء، وبناء المدن الجديدة الذكية والطاقة، والزراعة، والصناعة، وتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وكثرة فرص التنمية فى العديد من المجالات، والموانىء والسياحة، ومؤسسات عصرية، وجيش قوى وقادر، وشرطة محترفة، وأجهزة معلومات على أعلى مستوى، وبناء الإنسان المصرى، شبكات حديثة للنقل والمواصلات، والسؤال هنا ماذا لو لم تبن مصر العديد من البدائل للحصول على العملات الصعبة، فرغم خسائر وتراجع إيرادات القناة إلا أن التدفقات الدولارية خلال الفترة الأخيرة تغطى احتياجات الدولة المصرية، لذلك لولا تحرير سعر الصرف ما وصلت تحويلات المصريين إلى 36.5 مليار ونصف المليار ولولا مشروعات البنية التحتية وما أدت إليه من فرص استثمارية عظيمة، ما حصلت مصر على هذه الاستثمارات الضخمة والعملاقة ولولا تطوير وتحديث قطاع الطاقة، وامتلاك بنية تحتية عصرية، ما أصبحت مصر مركزًا إقليميًا للطاقة، ولولا وجود جيش وطنى عظيم وفى أعلى درجات الجاهزية، ما استطاعت مصر أن تتصدى لهذه المؤامرات والمخططات.
الحقيقة أن مشروع مصر ــ السيسى لتحقيق التقدم أهم ما يميزه أنه بلا حدود، يحمل آمالاً وتطلعات تستهدف تحويل الدولة المصرية إلى قوة إقليمية ودولية عظمى تجلس فى الصفوف الأولى بين دول العالم المتقدم ورغم التحديات والعقبات الموروثة والمستجدة التى وضعت فى طريق هذا المشروع إلا أنه يمضى بثبات ونجاح.
وبدت مصر تتجاوز آثار الأزمة الاقتصادية ودخلت حالة التعافى وارتفعت مؤشرات النجاح الاقتصادى فى الوقت الذى تتنامى فيه الفرص حصادًا لجهود ورؤية 12 عامًا، وباتت مصر قبلة الاستثمارات والشركات الصناعية الكبرى فى العالم، خاصة أن هناك مميزات استثنائية لدى مصر من خلال توفر جميع مقومات النجاح، من إجراءات وتيسيرات ومناخ مناسب للاستثمار، وموقع جغرافى، وموانىء عصرية، وأسواق متعطشة، وأمن وأمان واستقرار سياسى، وتوفر لمصادر الطاقة، لذلك مصر تذهب وتنطلق نحو مرحلة وآفاق جديدة.
من حق المصريين بعد عقود طويلة من المعاناة سواء تداعيات الحروب، أو غياب إرادة ورؤية البناء أو أحداث الفوضى والإرهاب أن يتذوقوا طعم النجاح، وتتحسن معيشتهم، ودخولهم، ويطمئنون أنهم يعيشون فى وطن قوى وقادر على حمايتهم، وتحقيق وتلبية آمالهم وطموحاتهم وهذا ما يبدو فى الأفق، وحلم يقترب جاء بفضل الله ورؤية قائد أدرك مشاكل وأزمات مصر، ووضع يده على الجراح، واستعان بالحلول والأفكار الخلاقة، وتحلى بالإرادة والصبر والحكمة، لذلك لم نشهده يومًا غامر بمصر أو شعبها، ولم يتبن سياسات انفعالية أو عاطفية تدفع الوطن إلى أتون الصدام والاستنزاف فهو أول من يدرك فواتير الحروب والمغامرات غير المحسوبة وغير المبنية على تقديرات أو تلك التى يمكن تفاديها وتحقيق الانتصار فيها دون اطلاق رصاصة، لذلك الرئيس حسم تساؤلات كثيرة، وحيرة، مؤكدًا أن مصر لن تخوض حـربًا إلا إذا فرضـت عليها أو تعـرض أمنهـا أو وجــودها أو حـدودهــا أو مقدراتها لاعتداء مباشر، هذه الثوابت تنبع من قوة هائلة، ومنظومة ردع حاسمة، ولا تأتى من غيره فالحفاظ على القوة لتردع وترهب وتحمى السلام والأمن والبناء، وتحفظ لمصر مشروعها الوطنى لتحقيق التقدم المنشود، تلك هى الحكمة، وتلك هى ثمار القوة الحقيقة.

تحيا مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.