الإعلامية دينا ياسين تكيب: الحب جنين يولد من رحم المودة

كثيرًا ما نتحدث عن الحب باعتباره أساس أي علاقة زوجية، لكن الله عز وجل حين شرّع الزواج لم يقل:

“وجعلنا بينكم حبًا وغرامًا وهيامًا”، بل قال: “وجعلنا بينكم مودة ورحمة”.

وهذا التعبير الإلهي يوضح أن الزواج ليس مجرد عاطفة عابرة، بل بناء متين أساسه المودة والرحمة.

المودة والرحمة… سر الاستقرار

المودة ليست مجرد انجذاب أو عاطفة وقتية، بل هي حب عميق يترجم في الأفعال:

في المشاركة اليومية..  العطاء بلا مقابل.. الإحساس بالآخر وتقدير احتياجاته.

أما الرحمة فهي الاحتواء، واللين، والتغافل في أوقات الضعف والمرض والأزمات.

وهكذا يصبح الزواج سكنًا وراحة، كما قال الله تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها”.

أي مشاعر خارج الإطار الشرعي للزواج، مهما سمّيت حبًا أو غرامًا، فهي إعجاب مؤقت لا أكثر.

إنها زينة يزينها الشيطان للإنسان ليصرفه عن الطريق الصحيح.

فالمودة والرحمة لا تزرع إلا داخل بيت الزوجية، حيث تكون العلاقة مباركة ومحصنة.

أجدادنا وآباؤنا لم يعرفوا التعقيدات الحديثة من مكالمات مطولة أو لقاءات متكررة.

كان الأمر أبسط بكثير: يرى الرجل الفتاة في بيت أهلها، يحدث القبول، يتم الزواج، ثم تبدأ رحلة العشرة.

ومع مرور السنوات، تنمو المودة والرحمة من خلال:

مشاركة الفرح والحزن.

تقاسم المرض والصحة.

العيش في السراء والضراء.

ولذلك رأيناهم يعيشون معًا ثلاثين وأربعين عامًا، وإذا توفي أحدهم، شعر الآخر أن حياته توقفت، وظل يعد الأيام شوقًا للقائه.

الحب وحده لا يكفي، لأنه قد يضعف مع ضغوط الحياة.

لكن المودة هي التي تُنبت الحب وتسبقه، وهي التي تجعله يستمر حيًا مهما طال الزمن.

المودة هي العطاء، والسكينة، والشعور بالأنس. وهي التي تحفظ الزواج وتجعله بركة ورحمة.

الزواج الناجح لا يقوم على نزوة أو مشاعر عابرة، بل على أساس متين من المودة والرحمة.

فليتذكر كل إنسان أن أي علاقة خارج الزواج مجرد وهم وزينة من الشيطان، بينما الزواج هو السكن الحقيقي الذي يباركه الله.

وارد جدا تحب شخصا ولا يوجد بينكما مودة، ولهذا نقول بكل يقين:

المودة أهم من الحب.. لأنها الحب الحقيقي، وهي التي تسبق الحب وتجعله خالدًا.